في خطوة أخرى من جانب الكونجرس لحظر إرسال 450 مليون دولار من المساعدات إلى مصر، أصدرت النائبة إليانا روس ليتنن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، بيانًا اعترضت فيه على خطة إدارة أوباما لتقديم المساعدات العاجلة إلى مصر. وقالت النائبة: «إن سياسة إدارة أوباما فى ما يخص مصر صارت فاشلة. فمن عدم دعمها للأصوات السياسية المعتدلة إلى ردها المتخبط لسقوط مبارك والهجوم على سفارتنا في القاهرة، فإن الإدارة تفتقد استراتيجية واضحة تجاه مصر. والآن تريد إدارة أوباما أن تقوم ببساطة بإلقاء الأموال إلى الحكومة المصرية تلك التي لا يستطيع الرئيس (أوباما) حتى أن يقول بوضوح إنها حليفة للولايات المتحدة». وذكرت روس ليتنن (جمهورية من ولاية فلوريدا) أيضا في بيانها شديد اللهجة: «أن الأموال لن تحل الوضع. والحكومة المصرية لم تنل ثقة الولاياتالمتحدة. وأن رد الإدارة بتخصيص 450 مليون دولار غير مسبوق وتقديمه مباشرة إلى حكومة فى مصر تقودها الإخوان المسلمين لهو مثير للمشكلات، وبالتالى فإن اقتراح الإدارة بتحويل الأموال نقدا وأيضا طلبها بملايين من الدولارات لمصر مرفوض بالنسبة لى، مثلما هو الحال بالنسبة إلى رئيسة اللجنة المعنية بالموضوع نفسه». وكانت تقصد النائبة كاى جرانجر رئيسة اللجنة الفرعية للاعتمادات بمجلس النواب التى بادرت يوم الجمعة الماضى بإعلان رفضها إرسال ال450 مليون دولار إلى مصر فى الوقت الحالى. كما انتقدت النائبة روس ليتنن الإدارة قائلة: «لقد فشلت الإدارة فى الرد على أسئلة أساسية حول مصر، ورفضت الحضور إلى اللجنة فى جلسة استماع مفتوحة لكى تشرح للأعضاء والشعب الأمريكى ما هى أولويات أمريكا فى مصر، وما هى سياستنا فى التحرك قدما»، وأضافت: «أرفض محاولة الإدارة التمسك بسياستها الفاشلة تجاه مصر على حساب دافعى الضرائب الأمريكيين»، وكانت روس ليتنن بصفتها رئيسة لجنة الشؤون الخارجية قد دعت عقب أحداث السفارة إلى جلسة استماع حول مستقبل العلاقات الأمريكية – المصرية يوم 20 سبتمبر الماضى بحضور ممثل من الخارجية، إلا أن الخارجية رفضت الحضور ومن ثم تم إلغاء الجلسة. وكانت الخارجية الأمريكية من جانبها قد أعلنت منذ يومين تأكيد حرصها على مساعدة مصر بأموال عاجلة، وأنها ستواصل مشاوراتها مع الكونجرس من أجل فك حظره وإنهاء اعتراضه لصرف 450 مليون دولار من المساعدات لمصر. وفي سياق متصل تساءل أليوت إبرامز العضو البارز بمجلس العلاقات الخارجية، لماذا هذا التسرع الآن في تقديم المساعدات إلى مصر؟ وكتب إبرامز (مسؤول الأمن القومى السابق بإدارة بوش الابن) فى مدونته، مشيرا إلى أن ما يتم ذكره عن المسار الديمقراطى مع حكومة الإخوان المسلمين هو «أمر غير مؤكد» -حسب تعبيره- ويذكر ما أشارت إليه لجنة حماية الصحفيين فى نيويورك فى تقرير لها بعنوان «محاولات الحكومة المصرية لقمع الإعلام» صدر فى شهر أغسطس الماضى. ثم يذكر رد فعل الرئيس مرسى المتردد لما حدث للسفارة الأمريكية في القاهرة. كما يذكر إبرامز فى حديثه عن مصر وحكومتها الجديدة «يبدو أنها غير متسرعة لإنهاء اتفاقها مع صندوق النقد.. ثم أين الأموال التى وعد بها أصدقاء مصر فى الخليج؟»، ولا يفوت إبرامز الإشارة إلى أن الرئيس مرسى فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفض ما قاله الرئيس أوباما عن حرية التعبير قبل يوم واحد من المنصة ذاتها. ويختتم إبرامز مقاله قائلا: «إن النائبة جرانجر لم تقل إنها تعتقد أن مصر عدوة أو قضية خاسرة. لقد قالت إنها لا تستطيع دعم المعونة فى هذا التوقيت»، مضيفا: «تعليق الحكم يبدو أنه أكثر حكمة من التسرع لاحتضان الحكومة الجديدة فى مصر».