أعلن محمد أبو تريكة، نجم الأهلى، عن عدم لعب مباراة السوبر المحلى تضامنا مع مشجعى النادى من روابط الألتراس الذين أعلنوا رفضهم لعب المباراة حتى تتم محاسبة المسؤولين عما حدث فى بورسعيد من مذبحة للجماهير واستشهاد 74 شابا من خيرة شباب مصر، وقال أبو تريكة لأحد أصدقائه المقربين إنه يرفض أن يلعب كرة القدم لأنه يلعبها من أجل الجماهير، وإذا كانت الجماهير غير راضية فلماذا يلعب الكرة؟! إجابة رائعة وقد تكون صادقة من القديس الذى صنع الكثير لكرة القدم المصرية، وبالفعل هو أحد أهم من لعب الكرة فى تاريخ مصر، والاقتراب من أبو تريكة أقرب للمحرمات فى الإعلام المصرى، فمَن هو الشخص القادر على الهجوم على القديس تريكة المحمى بالجماهير، ولذلك فالرجل يفعل ما يريد دون أن يحاسبه أحد، ويبدو أن تريكة أصبح لا يرى غير نفسه، فعندما قرر أن يعتذر عن لقاء السوبر لم يفكر إلا فى تريكة فقط، والقول بأنه يلعب كرة القدم من أجل الجماهير أمر يتنافى كثيرا عما يحدث، فالسؤال: هل تنازل أبو تريكة عن عقده مع الأهلى من أجل الجماهير؟ وهل تنازل عن عقده مع إحدى شبكات المحمول الذى يقدر ب5 ملايين جنيه فى العام من أجل الجماهير؟ وإذا كان أبو تريكة يتساءل عن حق الشهداء فأنا أسأله: هل حصل شهداء 25 يناير على حقوقهم حتى الآن؟ وهل تمت معاقبه أحد على قتل أكثر من ألف شاب فى شوارع مصر خرجوا من أجل مصر؟ وما رؤيته للقصاص هل الحصول عليه باليد أم بالقانون؟ وإذا كانت القضية الآن بين يدى القضاء فما الموقف هل تتوقف الحياة الرياضية فى مصر حتى تتم المحاكمة التى لا يعرف أحد متى تنتهى؟ وإذا كان الأمر هكذا لماذا لعب القديس مباريات الأهلى فى دورى أبطال إفريقيا واحتفل بكل أهدافه بل أصبح الآن الثانى على لائحة هدافى العالم بعد ليونيل ميسى؟ ولماذا سافر إلى لندن ولعب أوليمبياد لندن؟ أم أن الشهداء لم يكونوا موجودين فى لندن ولا فى مباريات إفريقيا؟! المواقف لا تبنى على رد الفعل يا تريكة، فإذا كان هذا موقفك منذ البداية، فالموقف الآن مختلف، فقد لعبت يا تريكة كثيرا ولم تتوقف الحياة بالنسبة إليك، واعلم جيدا أن أبو تريكة اتخذ موقفا عاطفيا لأنه مرتبط كثيرا بالجماهير التى طالما تغنت باسمه، لكن النجوم الكبار يجب أن يتخذوا المواقف بعد دراسة كل الأمور، وإذا كان أبو تريكة يبحث عن القصاص فأسأله: هل تم القصاص من مشجعى رابطة ألتراس أهلاوى عندما حرقوا مشجعا زملكاويا أمام الصالة المغطاة؟ وهل تمت محاسبة هؤلاء عن إحراق أوتوبيسات مشجعى الإسماعيلى؟ وهل تمت محاسبتهم عما حدث بعد مباراة كيما أسوان؟ وإذا كان الكل يتحدث عن القصاص فأين القصاص من هؤلاء قبل كل هذا؟! المثير أن تريكة، المعروف بموقفه المساند للرئيس محمد مرسى وأعلن ذلك فى فيديو مصور قبل الانتخابات، اتخذ موقفا مغايرا للجماعة التى ينتمى إليها وضد موقف الرئيس الذى أعلن أنه مع عودة النشاط الرياضى وضد العامرى فاروق الوزير الذى أتى به الإخوان الذى يبذل المستحيل لعودة النشاط الرياضى فى مصر، فهل فكر تريكة فى كل هذا قبل قراره، وهل فكر فى زملائه، وإذا كنا قد ساندنا أبو تريكة فى موقفه بعد المذبحة وهاجمنا زملاءه لأنهم عاشوا حياتهم فإن الموقف الآن مختلف يا تريكة؟