قطع المئات من أهالى مساكن «طلعت مصطفى» بحى العجمى الطريق ظهر اليوم الأحد بعد أن غرقت منازلهم والشوارع المحيطة بها بمياه الصرف الصحي حيث غمرت مياه الصرف كافة شوارع المنطقة حتى أصبح السكان محاصرين بالمياه من كل جانب بعد أن ظلوا محتجزين بمنازلهم لأكثر من 16 ساعة . وأدى تفاقم الأزمة التى يعانى منها حى العجمى منذ شهور لتوقف كافة أشكال الحياة بالمنطقة التى تحولت ل«فينيسيا المجارى»، حيث اضطر أصحاب المحال لغلقها خوفا من تلف بضائعهم بعد أن وصل منسوب المياه لارتفاع نصف متر، كما غمرت المياه إحدى المستشفيات الخاصة التى تخدم أهالى المنطقة، فضلا عن عدم تمكن أهالى المنطقة من الذهاب لأعمالهم بسبب حصار المياه التى غمرت كابلات الكهرباء التى تغذى المنطقة مما قد يعرض الأهالى للموت صعقا بالكهرباء . أكد سكان المنطقة أنهم اصبحوا محاصرون بالكامل ولا يستطيع أي الدخول أو الخروج من المنزل بسبب مياه الصرف التي اغرقت الشوارع في الشوارع وأن سبب الأزمة هو تقاعس الجهات المسؤولة وعلى رأسها شركة الصرف الصحى عن حل المشكلة بعد أن توقفت محطة الرفع الخاصة بالمنطقة دون أسباب وسط إهمال جسيم من مسؤولى الشركة . وأضاف الأهالي أن المشكلة تفاقمت مع بداية شهر رمضان وأنهم تقدموا بعدة شكاوى لحى العجمى بعد أن ضاقت بهم السبل للتواصل مع شركة الصرف، مؤكدين أن سيارات الصرف الصحي لا تقوم بسحب المياه إلا بعد دفع 50 مبلغ جنيه للمنزل الواحد بالرغم من أنها تابعة للقطاع العام وتعتبر مجانية لمثل تلك الأزمات، إلا أن عربات السحب امتنعت عن العمل عندما رفض الأهالى دفع تلك المبالغ . من جانبه قال اللواء خالد محى الدين رئيس حى العجمى ل«التحرير» أنه بذل كل ما بوسعه لحل الأزمة إلا أن شركة الصرف الصحى تقاعست عن حل المشكلة، مؤكدا أنه تقدم بعدة بلاغات ضد رئيس مجلس إدراة شركة الصرف الصحى ،ورئيس منطقة العجمى للصرف الصحى والتى حملت أرقام «7038 لسنة 2012، و70190 لسنة 2012 ، و7041 لسنة 2012 » إدارى قسم الدخيلة، يتهمهم بالإضرار العمد بالمواطنين والتقاعس عن القيام بمهام عملهم . وأضاف «محى الدين» أن الأزمة تسببت فى تحويل مخبز المحافظة الكائن بمنطقة العجمى المنطقة لجزيرة معزولة وسط مياه الصرف الصحى، مما أدى لتوقف انتاج الخبز لمدة 7 أيام لعدم تمكن العمال من الوصول لمقر عملهم، واضطر الحى لتوفير سيارة توزيع خبز تابعة للمحافظة كبديل مؤقت لسكان المنطقة ،مشيرا أن المشكلة أصبحت مزدوجة وانتشارها قد يعطل بشكل صريح أهد عناصر برنامج المائة يوم للرئيس محمد مرسى وهى توفير الخبز، والنظافة. وأوضح أن حى العجمى يواجه مشكلة كبيرة فى التخطيط العمرانى والتى ظهرت بوضوح منذ عام 2008 ، حيث كان نظام الصرف بنطاق حى العجمى معتمد على «البيارات» نظرا لطبيعة المنطقة وقتها كمصيف ، إلا أن غياب أجهزة الدولة وقتها والبناء العشوائى والمخالف تسبب فى الضغط على شبكة الصرف الصحى التى أنشئت لتخدم نسبة محدودة من المربعات السكنية، مضيفا أن شبكة الصرف الحالية أصبحت بلا فائدة فى ظل عدم وجود عمال الصيانة والإهمال الجسيم من الشركة المختصة التى تدل أفعالها على تعمد الإضرار بالمواطنين.