كتب- هدى الأمير وطارق عبد الجليل وعوض سليم ومحمد حفيظ ومحمد الزهراوي : على الرغم من تضييق الخناق الأمني على أعضاء جماعة الإخوان، ورصد تحركاتهم إلا أن لهم وجود في عدد من المحافظات من خلال بعض المساجد التي تعد منابر لهم، يقومون من خلالها بإلقاء الخطب التي تصب في صال الجماعة، والدفاع عنهم باستماتة. في الوقت الذي تحاول فيه الأوقاف السيطرة التامة على جميع المساجد، ورفض اعتلاء أي شيخ تابع لأي فكر المنابر، ولكن يحيل عجز الأئمة في بعض المحافظات دون تحقيق ذلك. تجولت "التحرير" في محافظات "وجه قبلي" لرصد المساجد التي يسيطر عليها الجماعات الإسلامية ويعتبروها منبرًا لنشر فكرهم... السلفيون يسيطرون على زوايا صغيرة في القرى.. والمسابقات طريقتهم للجذب قال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إن المديرية تحكم قبضتها على مساجد المحافظة ولا تسمح باعتلاء المنابر لغير الأزهريين، موضحًا أن القبول مفتوح لمن تنطبق عليه الاشتراطات للتقديم للعمل كخطيب مسجد بالمكافأة. وأضاف العجمي أن خطباء وزارة الأوقاف فرضوا سيطرتهم على جميع مساجد المحافظة، وأنه يتم عقد اجتماعات بقيادات الدعوة بالمحافظة للتأكيد على عدم السماح للرموز السياسية التابعة للأحزاب من الحديث داخل المسجد أو ارتقاء المنابر، حتى يتم الفصل بين العمل السياسي الحزبي والعمل الدعوي الديني، منوهًا وأكد أن الوزارة لم تدخل في صفقات مع أي حزب أو فصيل أو جمعية لأن منهج الوزارة هو الإشراف على جميع المساجد بلا استثناء. ودعا العجمي جميع الأئمة إلى الالتزام بخطة الخطبة الموحدة ومنع غير الأزهريين من صعود المنبر، وفقًا لقرارات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، مشيرًا إلى أن عدد المساجد بالمحافظة يبلغ 6045 مسجدًا بالإضافة إلى 649 زاوية ليصل العدد الإجمالي إلى 6694 مقابل عدد آئمة يصل إلى 2586 إمامًا، بينما يصل عدد الخطباء بالمكافأة إلى 2410 ليكون العدد الإجمالي 4996 ليكون العجز 1698 مسجدًا وزاوية. وأضاف العجمي أن العجز يتم سداده عن طريق الاستعانة بالمفتشين الذي يصل عددهم إلى 119، بالإضافة إلى العاملين بالوعظ والمنطقة الأزهرية وأساتذة جامعة الأزهر، لافتًا إلى أن هناك زوايا تقل مساحتها عن المساحة التي حددتها الوزارة فلذلك تغلق يوم الجمعة وتكون الصلاة في أقرب مسجد كبير مجاور بالمنطقة، مؤكدًا أن عدد المؤذنين في المساجد يصل إلى 3369 مؤذنًا و9031 عاملًا. ويقول أحد أئمة مساجد أسيوط، إن "مشايخ السلفية موجودون بالفعل في العديد من المساجد والزوايا، لعدم قدرة وزارة الأوقاف على تغطية العجز الموجود في المساجد والزوايا"، منوهًا أنهم يقومون باستغلالها في إلقاء الدروس ونشر الفكر السلفي من خلال مسابقات تقام بهذه الزوايا، تهدف إلى غرس القيم والمفاهيم والمعلومات، بالإضافة إلى الدروس الدينية التي تعقب تلك المسابقات. ويعتبر العجمي، أن وزارة الأوقاف استطاعت رغم ذلك على الحد من سيطرة التيار السلفي على المساجد بمحافظة أسيوط، وتمكّنت من منع سياسيين بارزين من الخطبة مثل الدكتور عبد الآخر حماد مفتي الجماعة الإسلامية الذي احتكر مسجد أبو بكر الصديق "الجمعية الشرعية معقل الجماعة الاسلامية بأسيوط" طيلة فترة طويلة، مشيرًا إلى أن بعض مشايخ الدعوة السلفية انسحبوا بهدوء من المساجد وفق ما يعرف ب"المداخلة"، التي توصي بضرورة طاعة ولي الأمر أي تنفيذ قرار الأوقاف. ننشر خارطة المساجد التي يسيطر عليها جماعة الإخوان في الأقصر على الرغم من تضييق الخناق الأمني على أعضاء جماعة الإخوان، ورصد تحركاتهم بداخل محافظة الأقصر، إلا أنهم لا زالوا يسيطرون على عدد من المساجد بشتى مناطق المحافظة، خاصة في المناطق النائية منها، والتي تتمركز بشكل كبير في مدينة إسنا جنوبالأقصر، التي تضم عددًا كبيرًا من قيادات الإخوان كان منهم أعضاء بمجلس النواب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة. ويتمركز أنصار جماعة الإخوان بشكل كبير في قرية أصفون ويسيطرون على عدد من مساجدها، نظرًا لكون عائلة "أبو شريفة" التي يتنمي إليها البرلماني السابق أبو شريفة من أكبر العائلات بتلك المنطقة، أما في منطقة وسط إسنا فإنهم يسيطرون بشكل واضح على المسجد "الخن" والذي أصيب إمام مسجده برصاصة في القدم إثر مشاركته في اعتصام رابعة، حتى وصل الأمر إلى قيامهم بتدوين عبارات مسيئة للنظام داخل دورات المساجد، كما يسيطر أعضاء الجماعة المحظورة على الطريق الصحراوي الغربي بإسنا واستخدامه في تنظيم وقفاتهم الاحتجاجية. وفي وسط الأقصر، فقد اعتاد أنصار الجماعة من التردد على مسجد الإيمان بمنطقة المدينةالمنورة، إلا أن التشديدات الأمنية ومديرية الأوقاف قد حجبت بينهم وبين استغلال المسجد في أي مصالح سياسية، في الوقت الذي يسيطر فيه أعضاء الجماعة على عدد من المساجد بمدينة الزينية التي يصعب فيها تضييق الخناق الأمني لما تحتل فيها القبيلة من مكانة كبيرة. أما الجماعة الإسلامية فقد تقلص حجم سيطرتها على المساجد بشكل كبير واقتصر فقط على مسجد صلاح الدين بمنطقة وسط الأقصر، وأبو حجازي بغرب الأقصر. من جهته قال محمد صالح مدير مديرية الأوقاف بمحافظة الأقصر، إن التشديدات الأمنية والرقابية المفعلة من جانب مديريتي الأمن والأوقاف على مساجد الأقصر، تمكّنت من التغلب على سيطرة جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية على المساجد. وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت صدور العديد من القرارات التي ساهمت في حجب الجماعة بداخل المساجد، حيث أنه تم تفعيل قرار بعدم الصعود إلى المنبر إلا من جانب الأئمة والخطباء المقيدين بالأوقاف، فضلًا عن منع استغلال المساجد في أي أغراض سياسية أو غير دينية. وأكد على أن تأثير الإخوان بات مقتصرًا فقط علي أنصارها، وذلك لعدم قدرتها من إقناع الأهالي بوجهتها السياسية خاصة بعد انكشاف أمرها، واتضاح أن الجماعة قامت باستغلال الدين للوصول إلى السلطة. تغيرات السياسية طرأت على مساجد أسوان خلال رمضان تغيرات جديدة طرات على خريطة المساجد بمحافظة أسوان هذا العام، إذ يأتي الاحتفال بحلول شهر رمضان والمشهد السياسي يخلوا تمامًا من أي سيطرة للتيار الإسلامي على المساجد عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي وسقوط نظام الإخوان المسلمين والتيارات المؤيدة له. وتشير دلائل الأمور بالنسبة للمحافظة، إلى أن شهر رمضان المعظم هذا العام سيختلف عن سابقيه حيث كانت خريطة المساجد تتنوع ما بين مساجد للأوقاف وآخرى للإخوان والسلفية والجماعة الإسلامية حسب التصنيف الديني الذي كان يُتبع آنذاك. ولكن مع تغير المشهد السياسي، تكاد تخلو أسوان من أي تواجد لأيٍ من التيارات الإسلامية بما فيها التيار السلفي في الاستحواذ على المساجد خلال شهر رمضان، حتى مسجد الرحمن الشهير بمنطقة النفق والذي كان يخضع في السابق لسيطرة الجماعة الإسلامية وخرجت منه العديد من المسيرات والتظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي بات هو الآخر تحت سيطرة الأوقاف بعد تعيين إمام للمسجد تابع للأوقاف. وكذلك الحال بالنسبة لمسجد الهيئة الشرعية للأنصار والسنة بمنطقة السيل بأسوان والذي كان حتى وقت قريب يحفظ وجه التيارات الإسلامية بالمحافظة، بعد أن كان يشهد تجمعًا كبيرًا لمشايخ وعلماء السلفية، وكان يتخذه علماء السلفية منبرًا للدعوة وعقد دروس العلم عقب صلاة العشاء والتراويح إلا أنه في ظل ما طرأ على المشهد السياسي من تغير واضح خضع هو الآخر لاستحواذ الأوقاف. نفس الحال بالنسبة لمساجد عُرفت بتبعيتها للسلفيين منها مساجد الشيخ مأمون الداعية السلفي المعروف، ومسجد الدكتور يوسف بمنطقة مدينة ناصر، ومسجد الشيخ هاشم أبو النور بمنطقة الناصرية، حيث لم يعرف مصيرها حتى الآن. وخلال الأيام الماضية من شهر رمضان، اختفت هذا العام مساجد عُرفت بتبعيتها للإخوان خلال شهر رمضان من أشهرها مساجد عبد الرحيم حمادة بالنفق والمطار بمدينة أسوان والتي كان يقام فيها الدروس الدينية من قبل علماء الإخوان، فضلًا عن تخصيصها كمساجد اعتكاف خلال العشر الآواخر من شهر الكريم. وقال الشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف بأسوان، إن الدعوة السلفية تقدمت بعدد من الطلبات الخاصة للأوقاف لتخصيص مسجدين أو أكثر داخل المحافظة لأداء صلاة العشاء والتراويح طيلة شهر رمضان، إلا أن الأمر لا يزال تحت الدراسة والبحث. وتعليقًا حول تغير الخريطة الرمضانية للمساجد بالمحافظة، أكد عبد العزيز أن مديرية الأوقاف بالمحافظة تسيطر على جميع المساجد والتي يبلغ عددها 1336 مسجدًا بقرى ونجوع المحافظة، وأنه لا يوجد أي اختراق أو تجاوز لأي فئة مهما كانت لهذه المساجد. وأضاف أن مديرية الأوقاف صرّحت حتى الآن ل18 مسجدًا بالمحافظة لإقامة الاعتكاف وقيام الليل في شهر رمضان المبارك، وفقًا لضوابط وشروط معينة تم تحديدها مسبقًا للراغبين في هذا الأمر. وتابع أنه "لا صحة لما يردده أصحاب الباطل من أننا منعنا مساجد الله من أن يذكر فيها اسمه خلال الشهر الكريم المبارك، وما فعلناه هو التنظيم فقط حتى نعلم من الذي في المسجد وحتى لا يستطيع أي فرد غريب عن المنطقة الجلوس والتفكير والتخطيط لأي أعمال خارجة عن القانون". وأضاف عبد العزيز، "على من يريد أن يعتكف فى رمضان أن يتقدم لإمام المسجد الرسمي وعلى الإمام أن يكون مسئولًا على من معه من المصلين والكل في ضمانته، لأن الاعتكاف في المساجد سيسمح به في شهر رمضان بناءً على موافقة مديرية الأوقاف". 45 مسجدًا وزاوية ببني سويف بدون إمام مسجد قررت مديرية أوقاف بنى سويف، برئاسة الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل الوزارة، إعلان سيطرتها على جميع مساجد المحافظة في أداء صلاة التراويح والتهجد تحت إشراف وزارة الأوقاف، ويتم صلاة التهجد في المساجد التي يوجد بها أمام مسجد أو خطيب مكأفاة. فيما يوجد 45 مسجدًا وزاوية داخل نطاق المحافظة بدون إمام أو خطيب، وتستعين الأوقاف ببعض خطباء المكافأة لتغطية العجز وإلقاء خطبة الجمعة لحين إعلان الوزارة عن مسابقات جديدة يمكن من خلالها سد عجز الخطباء. وتمكّنت مديرية أوقاف بني سويف في وقت لاحقًا من سيطرتها على مسجدين أهليين أحدهما بقرية الجمهود التابعة لمركز الفشن ومدينة بني سويف، اتخذهما السلفيون مقرين لاجتماعاتهم وإلقاء الدروس الدينية. وقرّرت المديرية، إرسال إمام ومقيم شعائر لمسجد ابن القيم بشارع صلاح سالم بمدينة بني سويف، ومسجد عمر بن الخطاب بقرية الجمهود التابعة لمركز الفشن، عقب ورود شكاوى بعقد عدد من السلفيين لقاءات داخلهما وإلقاء دروس دينية بعيدًا عن خطة الوزارة، وذلك لحين تعيين إمام ومقيم شعائر لحين ضم المسجدين لوزارة الأوقاف. في المنيا: 1000 منبر يسيطر عليه الإخوان والسلفيين يبدو أن مساجد المنيا هي آخر ما تبقى للإخوان والسلفيين من حيل للترويج لسياساتهم ولم يقتصر الأمر على إلقاء الخطب السياسية الرنانه فحسب، بل احتلوا عددًا من المساجد والزوايا الصغيرة وجعلوا منها مركزًا لانطلاق جميع المسيرات والتظاهرات، خاصة وأن المحافظة تعاني من عجز كبير من الأئمة والخطباء. مسجد الرحمن يقع بحي أبو هلال جنوب مدينة المنيا ويعد المعقل والمقر الرئيسي للجماعة الإسلاميه وشهد العديد من الفاعليات الخاصة بهم والتي تساند الإخوان قلبًا وقالبًا، ويدافع باستماته عن الرئيس المعزول وهو الشرارة التي تنطلق منه جميع التظاهرات والمسيرات المؤيده للإخوان ولا تكاد تمر صلاة جمعة واحدة أو تراويح دون إعطاء المصلين جرعة سياسية إخوانية بإلقاء الخطب التي تصب جميعها في اتجاه دعم الإخوان. على بعد أمتار من مسجد الرحمن، يقع مسجد عمر ابن الخطاب والمحلق به جمعية خيرية تُديرها جماعة الإخوان، ويعد من أكثر المساجد الذي يستغل شهر رمضان للترويج لساسياتهم بل أن رموز الجماعة بالمحافظة يعقدون دروسًا اسبوعية تكون في الغالب يوم الثلاثاء، ويتم خلالها إلقاء الخُطب الدعوية فضلًا عن مناقشة الأمور السياسية، وعقب صلاة التروايح يشهد المسجد يوميًا دعاوى الحشد والمساندة، وتخرج من أمامه جميع المسيرات المناوئة للقوات المسلحة والمؤيدة للرئيس المعزول. وفي القرى والعزب والنجوع، نجد عددًا كبيرًا من المساجد والزوايا الصغيرة خاصة بمراكز العدوى ومغاغة وبني مزار ومطاي وجميعها شمال المحافظة، وتمثل أكبر قاعدة شعبية للجماعة حيث أنها تضم الدائرة الانتخابية لرموزهم ومنهم الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل ومازالت تدافع باستماته عن الرئيس السابق محمد مرسي وتمتدحه ليل نهار ويسيطر عليها عددًا لا بأس به من المصلين المنتمين للإخوان، ولا تكاد تمر خطبة جمعة دون التطرق للأوضاع السياسية في البلاد. ومن جانبه قال الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، إن المحافظة تعاني من نقص كبير فى الخطباء والأئمة, حيث يوجد بها 5590 مسجدًا حكوميًا وأهليًا، ولا يوجد أكثر من 4397 إمام وخطيب، مما يؤكد وجود عجز ببعض المساجد يصل إلى 1193 إمام وخطيب، مما يدفع المديرية إلى إعطاء تصاريح للخطباء الغير معينين من خريجي الأزهر أو المعهد الدعوي لسد تلك العجز وخاصة في خطبة الجمعة. وأضاف أبو حطب، أن المنيا كان يوجد بها نحو 477 زاوية مساحتها تقل عن 80 مترًا، وتم إغلاق أكثر من 90% من تلك الزوايا باستثناء عدد قليل منها تم الإبقاء عليه لعدم وجود مساجد بتلك القرى أو النجوع، مما توجب عدم إغلاقها لتأدية المواطنين لشعائرهم الدينية.