تصاعدت حدة الصراع على السيطرة على «الزوايا» فى مدينة الإسكندرية، بعد اعتلاء أشخاص غير أزهريين المنابر الجمعة الماضية، وقال الشيخ محمد عثمان، وكيل أول وزارة الأوقاف بالمحافظة، إن المديرية أجرت تحقيقاً فى صعود نادر بكار الجمعة الماضية على منبر زاوية ابن تيمية بمنطقة كامب شيزار، وسط المدينة، مضيفاً أنه تم التنبيه على صاحب الزاوية بعدم السماح لبكار بصعود المنبر مرة أخرى. وتابع أن المديرية أرسلت تنبيهاً لكل الزوايا والمساجد الأهلية بمنع غير الأزهريين من الصعود على المنابر وإلقاء الخطب، تنفيذاً لقرار وزير الأوقاف بقصر صعود المنابر على حاملى الشهادة الأزهرية أو الحاصلين على تصاريح خطابة. وقال «عثمان» إن المديرية تواجه تحدياً كبيراً فى السيطرة على الزوايا والمساجد الأهلية، بسبب نقص عدد الأئمة والدعاة، مضيفاً أن أعضاء الدعوة السلفية يستغلون هذا النقص فى السيطرة على الزوايا، إلى جانب استغلالهم أنصارهم لاعتلاء المنبر، مثل ما حدث فى مسجد الشهداء بمنطقة الأنفوشى بإدارة الجمرك، والذى تسيطر عليه الدعوة السلفية على الرغم من تحرير 3 محاضر بالشرطة ضدهم، بعد منعها صعود إمام المسجد على المنبر، ووضع جدول حول مواعيد دروس شيوخ الدعوة ومن بينهم الشيخ ياسر برهامى. وأوضح عثمان، أن المديرية بها 850 إماماً، و920 خطيباً، فقط مقابل 6 آلاف زاوية، لذلك يشرف عليها عدد من المفتشين للتأكد من الالتزام بالتعليمات. من جانبه، قال الشيخ محمد أبوالخير، مدير إدارة المنتزه بالمحافظة، إن الإدارة استطاعت ضم 90 زاوية و40 مسجداً أهلياً كان يسيطر عليها أعضاء جماعة الإخوان والدعوة السلفية والأهالى، وعينت عليهم خطباء أزهريين أو من يحملون الشهادة الأزهرية لحين تخريج دفعات خطباء جديدة. وأضاف أن الإدارة تبذل أقصى جهدها للسيطرة على أكبر عدد من الزوايا والمساجد الأهلية والتى تُستغل من قبل أعضاء الدعوة السلفية، وأعضاء تنظيم الإخوان، للخطابة فى المصلين والتحدث فى الشأن السياسى، لافتاً إلى أن هناك إشرافاً دائماً على الزوايا التى لا يوجد لها خطيب أوقاف للتأكد من التزامهم بالتعليمات. وطالب الشيخ أحمد البهى، منسق حركة «أئمة بلا قيود»، بتفعيل قرار ضم الزوايا والمساجد الأهلية إلى وزارة الأوقاف ليتمكن مسئولو الإدارات من منع ومحاسبة أى شخص غير حامل للشهادة الأزهرية من الصعود على المنبر، قائلاً: «الآن، لا أحد فى سلطته محاسبة أى شخص غير أزهرى يصعد على المنبر». وأضاف أنه ينبغى على الوزارة أن تسارع بتعيين خطباء للزوايا، وغلق باقى الزوايا التى لا يتوفر لها أئمة حتى تخريج دفعات جديدة وسد العجز، وتابع قائلاً: «غلق الزوايا أقل ضرراً مما يقال فيها من قبل غير الأزهريين، خاصة أنها زوايا أهلية صغيرة وليست مساجد».