قال مفتي الجمهوري، الدكتور شوقي علام، اليوم الأربعاء، إن دار الإفتاء المصرية مؤسسة إسلامية عريقة، منوط بها إعطاء الحكم الشرعي فيما يرد إليها من تساؤلات بعشر لغات مختلفة، وبمنهجية علمية وسطية. وأضاف، خلال لقائه بسفير النمسا في القاهرة، جورج شتيلفريد، أن الدار تستقبل يوميًّا ما يزيد عن 1500 فتوى في مختلف شئون الحياة، وتجيب عنها بعدة طرق ووسائل مختلفة منها، الشفوية والإلكترونية والهاتفية والمكتوبة. وثمّن علام مبادرة النمسا بإقرار قانون يضمن حقوق المسلمين هناك، مثل حق الطلاب المسلمين في الحصول على حصة للدين الإسلامي في المدارس الحكومية، وإنشاء قسم في الجامعة لتعليم الدين الإسلامي، وغيرها من الحقوق الأخرى، موضحًا أن تلك الخطوة من شأنها تعزيز ثقافة التعايش والاندماج في المجتمع النمساوي، ما يساعد في تعاون أفراد المجتمع بمختلف انتماءاتهم في نمو البلاد ورخائها. وأبدى المفتي استعداد الإفتاء الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي، من تدريب للمعلمين، أو إمداد النمسا بالكتب العلمية التي تبين صحيح الدين. ومن جانبه، أفاد شتيلفريج أن بلاده تتطلع إلى التعاون مع دار الإفتاء والأزهر الشريف في المجال الديني؛ من أجل دعم المسلمين هناك برؤية شرعية وسطية، ما يساعدهم على الاندماج في وطنهم، لافتًا إلى أن النمسا تعترف بالدين الإسلامي منذ عام 1912، وعملت على تطوير القوانين التي تحفظ حقوق المسلمين وتساعدهم على الاندماج، وكان آخرها القانون الذي أقر بداية هذا العام، بالإضافة إلى إتاحة كافة العوامل التي تساعد المسلمين على الاندماج في النمسا، ومنها تحسين لغتهم الألمانية وضمان حقوقهم الدينية. وأشاد السفير بمجهودات الإفتاء في مواجهة التطرف والإرهاب، وتصحيح صورة الإسلام في الغرب، داعيًا إلى ضرورة دراسة العوامل التي تدفع الشباب وخاصة الأوروبي، إلى الانضمام للجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش، حتى نستطيع مواجهتها.