استقبل الدكتور شوقى علاَّم مفتى الجمهورية، أمس .. وفدا من رئاسة الجمهورية الأفغانية، برئاسة الدكتور شمس الرحمن فروتاى مستشار الرئيس حامد كرزاي، لبحث سبل تعزيز التعاون الدينى بين دار الافتاء المصرية وأفغانستان. وقد سلم فروتاى رسالة من كرزاى طالب فيها بتطوير التعاون مع دار الافتاء المصرية، للقضاء على الفتاوى التكفيرية والمتشددة التى انتشرت بصورة كبيرة فى أفغانستان بالفترة الماضية .. وذلك لما تمثله الافتاء المصرية من مرجعية للفتوى الشرعية للمسلمين فى العالم كله. وأكد كرزاى فى رسالته .. أن علماء الأزهر الشريف حماة للفكر الوسطي، وضمانا للتعزيز السلمى الاجتماعى فى المجتمعات، وأن فتاوى التكفير والتشدد انتشرت فى ظل غياب دور المنهج الوسطى فى أفغانستان مما يتطلب استدعاء دور الأزهر والافتاء فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ أفغانستان. وأكد علاَّم استعداد دار الافتاء لتقديم الدعم الشرعى لأفغانستان، وتم الاتفاق بشكل مبدئى على إرسال بعثات من رجال الدين الأفغان إلى دار الإفتاء، للتدريب على صناعة الفتوي، والتعامل مع الفتاوى المتشددة. من جانبه، أكد فروتاى أهمية دور دار الإفتاء المصرية فى ترسيخ قيم الوسطية، ونشر روح الاعتدال التى تحملها رسالة الإسلام السمحاء، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف هو كعبة العلم لمسلمى العالم كله، نظرا لما يتمتع به من منهج وسطى يتفاعل مع معطيات الحياة المعاصرة بشكل متوازن. وفى سياق متصل، بحث الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، وفروتاى دعم الترابط العلمى والدعوى بين الأزهر والمؤسسات التعليمية والدينية بأفغانستان. وأشار شومان إلى دور الأزهر الدعوي، وأنه يقوم بواجبه تجاه جميع المسلمين فى الداخل والخارج، بالإضافة إلى دوره تجاه غير المسلمين، لأنه يقوم بخدمة الرسالة الانسانية النابعة من تعاليم الإسلام، والتى تسعى لنشر السلام والأمن والتقدم والرخاء. وأكد أن هذا الدور يجب أن تتبعه عدة أدوار من الجهات المختلفة، فالأزهر أدان ما يحدث فى فلسطين وميانمار وإفريقيا الوسطي، ولكن يجب على الدول الاسلامية أن تتحرك، وتقوم باستدعاء سفراء الدول التى يتعرض فيها المسلمون للانتهاكات حتى يتوقف العنف.