تزايدت الانشقاقات والأزمات التى تعيشها جماعة الإخوان بعد أزمة انقلاب القيادات التاريخية الثلاثى محمود غزلان وعزت وحسين، على الاختيارات الجديدة التى تم الاتفاق عليها لإدارة الجماعة. مكاتب الجماعة فى مختلف المحافظات لم ترتض بما حدث، ففى رسالة لمكتب الإسكندرية إلى قيادات الجماعة بعنوان «رسالة الصف» قال فيها: «عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الذين منعتهم ظروفهم من المشاركة فى إدارة المرحلة من الداخل وعلى رأسهم الدكتور محمود عزت، والدكتور محمود غزلان، والدكتور عبد الرحمن البر، تواصلوا مع بعض إخوان الخارج من القيادات المغتربة، لمحاولة وقف المسار العنيف بشكله الحالى، الذى حصل على أغلبية كبيرة فى الآلية الشورية المعتمدة لدى الجماعة، وهو ما أثار الخلاف حول من له أحقية تحديد المسار، وهو ما تسبب فى الخلاف الحالى بين الجماعة وفى حال عدم احتوائه قريبًا، سنتخذ إجراءاتنا». أما مكتب الإخوان فى شمال وشرق القاهرة فطالب بالبدء فى الإعداد لانتخابات لإنتاج مجلس شورى عام جديد، يقوم بتعيين مكتب إرشاد جديد وفق ضوابط جديدة لاختيار القيادات وتمكين الكوادر الإخوانية الشابة. وطالب المكتب بضرورة قيام لجنة مستقلة تمثل كل شرائح الجماعة بإعداد لائحة جديدة، ويراعى فى ذلك أن لا يشارك فى هذه الانتخابات (مشاركة أو إشرافًا) أىٌّ من القيادات التى أدارت الجماعة خلال الفترة الماضية على أن تعرض كل الخطط والاستراتيجيات والقرارات التى اتخذتها الإدارة الحالية على مجلس الشورى العام الجديد والمنتخب لإقرارها أو تغييرها. محاولات الصلح جميعها خلال الفترة الماضية باءت بالفشل، حتى بعد تدخل القيادى البارز فى التنظيم الدولى يوسف ندا، ومعه محمد البحيرى، مسؤول إخوان إفريقيا، والقياديين المقيمين فى لندن؛ محمود الإبيارى مسؤول موقع «رسالة الإخوان»، وإبراهيم منير، عضو التنظيم الدولى، للتباحث حول الأزمة التى تشهدها الجماعة والتقوا محمود حسين وعمرو دراج وجمال حشمت، إلا أن المصادر كشفت عن إصرار قيادات مكتب الإرشاد القديم، وعلى رأسهم محمود حسين، على موقفهم الرافض لمحاولة إقصائهم. وقال القيادى فى الجماعة خالد عبد الحميد: «إن يوسف ندا سافر للجمع بين المتخاصمين، ورغم أنه ترك موقعه التنظيمى، فإن حسين رفض، كما رفض الطرف الآخر، بل وأهانوا يوسف ندا وقرروا الإطاحة بأى قيم تنظيمية داخل الجماعة والانقلاب على القيادات التاريخية». وأضاف عبد الحميد أن المكتب الجديد يريد تحويل دفة الجماعة إلى العنف والقتل، وهو ما رفضه المكتب القديم. مصادر من الجماعة، كشفت عن رسالة لقيادات الإخوان من داخل السجن تطالب بضرورة الحوار بين الطرفين حتى لا تنهار الجماعة أو يحدث مزيد من الانشقاقات. عائشة خيرت الشاطر قالت فى بيان لها: «على قيادات الجماعة الحوار والحفاظ على تماسك الجماعة، لأن هذا التنازع سيتسبب فى انهيارها». قيادات المكتب الجديد عمدت إلى استخدام نفس أسلوب الجماعة وهو ترويج الشائعات ضد خصومها، لكى تنهار شعبيتهم، فأصدورا بيانا على أحد المواقع التابعة لهم، متهمين محمود حسين بزيارة إيران وتلقيه أموالًا من هناك، تضاف إلى فساده المالى. وقال البيان: «إن محمود حسين، الأمين العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، وإبراهيم منير، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولى للجماعة، سافروا إلى إيران فى الفترة التى تلت الإعلان عن بدء عمليات عاصفة الحزم السعودية ضد الحوثيين فى اليمن دون علم مكتب الإرشاد الذى يدير الأوضاع فى مصر ومكتب الإخوان فى الخارج»، وهو ما رد عليه حسين بأنه لم يزر إيران طوال حياته. أما الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية خالد الزعفرانى، فرأى أن الطرفين مؤمنان بالعنف، لا كما يريد جيل محمود عزت وغزلان تصويره بأنهم رافضون للعنف.