حوار – أمير الشعار السلام من وجهة نظر إسرائيل ركوع كل عربي أمامهم نتنياهو لا يبحث عن السلام والاستيطان مخطط تهويدي سنقاضي حماس وإسرائيل أمام الجنائية الدولية نتنياهو لا يملك أن يُحذِر العالم بالاعتراف بفلسطين إسرائيل العضو السادس بمجلس الأمن أكد أن الأهداف الإسرائيلية ستبقى نفسها منذ نشأ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، فالصهاينة يبحثون عن فلسطين، بل ويبحثون عن الاستيطان من "النيل إلى الفرات" وفق مخططهم، لأن السلام من منظورهم هو أن يركع كل عربي أمام إسرائيل، إضافة إلى ذلك أنه شدد على أن كل فلسطيني لن يكفر بقضية الكفاح المُسلَح، موضحًا أن الجسد الفلسطيني واحد، حتى يتم تحرير كل شبر من أرض فلسطين، إضافة إلى ذلك تشديده على أن إسرائيل هي العضو السادس بمجلس الأمن، إنه مسؤول العلاقات الخارجية بحركة فتح ياسر أبو سيدو، وإلى نص الحوار.. صف لنا المشهد الفلسطيني منذ بداية الكيان الإسرائيلي وحتى الآن؟ المشهد الفلسطيني شهد تطورات عديدة على مرة عقود، و من الطبيعي أن أي عملية من الأعمال يجب أن تواجه تحديات داخلية أو خارجية، فالعمل الفلسطيني مثل أي عمل وطني يواجه مشكلات وصعوبات والجميع يعلم كيف تكون إسرائيل والكيان الصهيوني، عبر المؤامرة التي زرعت كيان غريب في المنطقة، فمن زرعها حدَد منذ البداية كيف ستكون استمرارية البقاء لإسرائيل، وهذا من خلال إضعاف ما زرع لكي تكون مقاومته ضعيفة، و مع ميلاد الدولة الصهيونية، أقيمت و نُفذت اتفاقية "سايكس بيكو" الأولى من نوعها والتي قسمت العالم العربي إلى دول وُضع عليها حكام، لأن التاريخ أثبت أن جزء من هؤلاء الحكام كانت وطنيته غير كاملة، ومن كان وطنيًا تم حصاره مثل جمال عبد الناصر الذي تعرض لعدوانين "56 و 67"، لكي لا يجني الشعب المصري والسوري ثمارًا طيبة للحرب، فنحن كفلسطينيين كنا الضحية الأولى لإقامة إسرائيل إلى أن أصبحنا مشتتين، بل و كنا نقاتل إسرائيل بمفردنا وفي نفس الوقت نحاول جاهدين أن نربأ بأنفسنا بالدخول في صراعات مثل حرب "أيلول" والتآمر على الثورة الفلسطينية 1980 وما قبل الثورة. ما هي رؤية حركة فتح حول تواطؤ بعض الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية؟ عندما أقيمت حركة فتح، سعينا إلى مواجهة التحديات والصعاب فنحن مستعدون أن نقدم أنفسنا كشهداء في سبيل قضايانا لأن هذا قدرنا، ونحن سنبقى في الصراع الإسرائيلي حتى نُحرر الأرض الفلسطينية، و لأننا أيضًا نؤمن أن القوي لن يبقى قويًا إلى الأبد، والشعب الفلسطيني سيصل إلى أهدافه طالما ظل متماسكًا، فتضحياتنا ستظل باقية إلى أن نحصل على استقلالنا ونسترد دولتنا، ونطالب الدول العربية أن تقف بجوارنا من أجل العروبة والإسلام. كيف ترى الصراع بين حركة حماس وفتح؟ دائمًا نقول أن جذع الشعب الفلسطيني متماسك، و طالما هناك بعض الفروع تخرج عن هذا الجذع فمصيرها أن تسقط، فالتعامل مع منظومة الإخوان العالمية وإسرائيل هذا شأن حماس، ولكن عليها ألا تقترب من الشعب الفلسطيني، و يجب أن تعي جيدًا أن الشعب باقي، والوحدة متواجدة، ولن تجد فلسطيني يكفر بقضية الكفاح المُسلَح، وعلينا أن نسعى أن يبقى الجسد الفلسطيني واحد، حتى يتم تحرير كل شبر من أرض فلسطين. ما حقيقة وجود صراعات داخل حركة فتح في ظل التفجيرات التي شهدتها إسرائيل؟ هذا ما قالته حماس لكي تبرئ نفسها من ماحدث، ونحن الآن نرى أن حماس مسؤولة عن أي تفجيرات وهذا بوجود مؤشرات ولا أستطيع توجيه الاتهام بشكل مباشر، ولكن من المستفيد من ما يحدث، فأنا أرجو من حماس ألا يورطونا في حرب هم غير قادرين على مواجهتها، فكفانا متاجرة بالأطفال و التدمير الذي تسببوا فيه، والقتلى المدنيين، ونطالبهم بأنه عندما تُطلق صواريخ أن تكون محشوة بالقذائف، بدلاً من إطلاق قذائف وهمية. هل إسرائيل متورطة مع حماس؟ نحن نعلم أنه لا تحدث كبيرة أو صغيرة في قطاع غزة إلا بمعرفة حماس، فالتضييق على كوادر فتح وتعذيب شبابها وإطلاق النار على أبنائها، خير دليل على ذلك، واعتقد أن حماس تريد الوحدة في الهيمنة على الساحة الفلسطينية وليست مع الفصائل، من أجل مصالحها ومصالح المنظمات الخارجية، لذلك لا نستبعد تورطها. هناك شواهد تؤكد أن حماس قامت بالتطبيع مع إسرائيل من أجل الوصول إلى السلطة وإسقاط الرئيس الفلسطيني، كيف تفسر ذلك؟ الفرقة الفلسطينية تحجم إسرائيل وتُجزِم من يريد أن يتهرب من الاستحقاق الفلسطيني، بمعنى أن إسرائيل قالت أنه لا يوجد سلطة فلسطينية تتفاوض معها، كما قالها نتنياهو، أن التعامل مع حماس كالتعامل مع الإرهاب، ولكننا كحركة فتح ممثلة في السلطة لا يجب أن نستبعد حماس من فلسطين لأنها جزء من الشعب وليست كل الشعب، ولا يجب أن نعتبرها القوى الفلسطينية. هل تعتقد أن نتنياهو صادق في بحثه عن السلام مع فلسطين؟ إسرائيل تدَعِي أنها تبحث عن السلام، ولكن أي سلام إنه السلام الإسرائيلي الصهيوني، و أتمنى من الجميع أن يكون لديه الحقيقة واضحة، وأن يعي أن الحركة الصهيونية لا تريد السلام بأي شكل من الأشكال، وأن الأهداف الصهيونية ستبقى نفسها منذ أن نشأ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، فالصهاينة يبحثون عن فلسطين، بل ويبحثون عن "النيل إلى الفرات" وفق مخططهم، لأن السلام من منظورهم هو أن يركع كل عربي أمام إسرائيل، ونتنياهو ليس أكثر من رئيس وزراء، مطلوب في قضايا دولية. ما هي رؤيتكم تجاه العمليات العسكرية ضد إسرائيل في ذلك الوقت؟ نحن نؤمن بكافة أشكال المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ونعتقد أنه من الصعب المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل الآن، ولكن علينا انتظار اللحظة المناسبة للقيام بعملية عسكرية. في ظل اعتراف بعض الدول بدولة فلسطين، هل من الممكن أن تحذو إسرائيل درب الفاتيكان؟ الإسرائيليون لا يعترفون بأي شيء اسمه فلسطين، وعلى الرغم من توقيع إسرائيل لاتفاقية "أوسلو" التي أعادت للأراضي الفلسطينية نصف مليون فلسطيني، إلا أنها لم توقع حبًا في الفلسطيينيين، لأنها تعلم جيدًا أن إقامة أي كيان فلسطيني هو إسقاط للفكرة الصهيونية، فالصهيونية العالمية تريد فلسطين يهودية نقية. ماذا بعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين؟ الآن بدأنا نؤكد للعالم أن وجود الكيان الإسرائيلي على أراضي فلسطين جريمه وحق الشعب تجاه تلك الجريمة أن يطالب بإزاله العدوان وإزالة جرائمه، وأن الاحتلال والاعتقال والضرب والقتل للمدنيين، جريمه في حق، لذلك نحن حريصون على التوجه مع العدوان أمام المحاكم الدولية القانونية. ما تفسيرك حول اتجاه نتنياهو لأمريكا ومطالبتها باستخدام حق الفيتو ضد إقامة دولة فلسطين؟ نتنياهو لا يملك أن يُحذِر العالم بالاعتراف بفلسطين، فهو يتحدث ككيان دنَس كيان آخر، وطلبه بعدم الاعتراف بدولة فلسطين لا يمثل العالم بشئ، و نحن كحركة "فتح" نؤمن أن إسرائيل هي العضو السادس في مجلس الأمن برعاية أمريكا التي ظلت تحاصر فلسطين على مر العقود وتقف ضد قراراتها. كيف استطاعت فلسطين الانضمام إلى الجنائية الدولية؟ إن انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية جاء بعد محاولات شديدة من القوة المضاده للحق الفلسطيني في الوجود، وهم إسرائيل وحلفائها طوال ال 60 عامًا الماضية، وذلك بعد أن حاول الكيان الصهيوني القضاء على وجود الشعب الفلسطيني بجهود من الولاياتالمتحدةالأمريكية في إدراج الحق الفلسطيني في الظهور. ما هي التهم الموجهة لإسرائيل وحماس أمام الجنائية الدولية؟ تم توجيه تهم "تشريد الشعب الفلسطيني وحدوث أكثر من مذبحة ومجزرة داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها والاعتداء على حقوق الفلسطينيين من خلال نفي أملاكهم والإعتداء عليها"، وأن حق الفلسطينيين محفوظ للمطالبة به أمام المحكمة الجنائية الدولية لكي يعترف بها كما حدث مع مصر أمام التحكيم الدولي بخصوص طابا، وأننا من حقنا أن نستعيد حقنا وأرضنا، ونحن مصرون على محاسبة حماس لإحداث ضرر بالشعب الفلسطيني. كيف ترى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ حكومة نتنياهو تمثل اليسار الصهيوني، وهناك فرق بين اليسار العالمي والممثل في الاشتراكيين وأصحاب فكر المساواة، واليسار الصهيوني المتشدد ضد المسلمين والمسيحين، فعندما نرى ابنة "شاكيل" في وزارة للخارجية، الذي قام بدفن إخواننا الأسرى المصريين في 1967، يجب أن نعلم حقيقتهم المتطرفة التي تهدف إلى القضاء على كل عربي. ماذا عن تصريحات نتنياهو بشأن وقف الاستيطان وإرجاع الأراضي للفلسطينيين؟ أكذوبة لن تحدث، فالإسرائيليون لا يرون في فلسطين إلا أنهم خونة وعليهم أن ينفذوا أوامرهم، فعندما فاز نتنياهو في 1996 بالوزارة كبديلًا عن شيمون بيريز، وقف وقال انتصرنا على ياسر عرفات، وهذا دليل على أنه لا يرى إلا انتصارًا على فلسطين، و لا يريدوننا بينهم، ويرون أننا شوكة في ظهورهم، وأعتقد أنهم سيستمرون في البناء ولكن حينما تهدأ الأوضاع مجددًا. ما هي رسالتك للشعب الفلسطيني والأمة العربية؟ علينا جميعا كعرب أن نعود إلى تراثنا العربي القديم، لأنه كشعب قُدِم كضحية أولى، بمعنى أن الصهيونية أطماعها تتوغل داخل وطننا العربي، ويجب أن نقف صفًا واحدًا.. فالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، كأنه وقوف مع نفسك، ليس من أجل فلسطين ولكن من أجل العروبة، فاليد الصهيونية وصلت إلى سوريا وجنوب السودان وإثيوبيا وأسطنبول، وأتمنى أن يرتفع بنفسه عن القيم البسيطة ويعلو إلى مستوى الأمة الإسلامية والمسيحية، حتى نعيش بحرية مهما كلفت من تضحيات.