يقول محمود عوض فى كتابه «اليوم السابع» إن عبد الناصر كان يتحرك دبلوماسيا بعد هزيمة يونيو على سبيل المماطلة لأنه يعرف أن إسرائيل لن تخرج بالدبلوماسية، بل بالحرب، وهو ما كان يعد له ناصر منذ اليوم الأول للهزيمة. يقول موسى صبرى فى كتابه «وثائق 15 مايو» إن عبد الناصر لم يكن يفكر فى الحرب بعد يونيو لأنه كان يعرف أن وضع البلد لا يسمح بالدخول فى حرب جديدة. يقول محمد حسنين هيكل فى معظم كتبه إنه كان العالِم ببواطن الأمور منذ الأيام الأولى لثورة يوليو، بل وقبلها، وإن ناصر والسادات كانا يستدعيانه ليشاركهما فى اتخاذ القرار. يقول جمال حماد فى كتابه «أسرار ثورة 23 يوليو» إن معظم ما قاله هيكل أكاذيب، مستدلا بمقتطفات متعارضة من كتب هيكل نفسه. يقول الناصريون إن خطة حرب أكتوبر كلها وضعها ناصر قبل وفاته، ويقول كارهو ناصر إن ناصر هو صاحب الهزيمة لا النصر. والسؤال: نصدّق مين؟ المهمة سهلة بالنسبة إلى هؤلاء الذين يلعنون التحليلات الحيادية وينجرفون فى أحد التيارات، فكل ما على الواحد منهم أن يلتقط كل ما يناسبه من تحليلات وصور وفيديوهات تدعم موقفه ورؤيته ويجعجع بها وخلاص. تأريخ ما حدث فى مصر خلال السنوات الأخيرة ليس سهلا، فحتى مقطع الفيديو الصريح ربما تختلف الآراء والتحليلات حول أسبابه ونتائجه، وربما خرج البعض مشككا فى طريقة قطع الفيديو وخلافه. نصدّق مين؟ والإجابة: ومن قال إنه من المفروض أن نصدّق أحدا بعينه؟ لا أحد له قدسية، ولا يوجد تيار سياسى فى مصر يحمل الخير كله، ولا فائدة من الصراخ الهستيرى فى الدفاع عن فكرة، فستمر الأيام ونكتشف أن كل هؤلاء كذابون بصورة أو بأخرى.. باختصار.. صدّق نفسك.