كل أسبانيا بتصحى/ عيد.. وعادى.. والجديد الخواجه لامبو.. مات كانت القرية اللى دايسه عليها أسبانيا.. ظلام من غير عيون فلاحين فقرا.. بلا غيط أو كانون.. أسبانيين بس فى شهادة الميلاد/ يمدغوا الأحزان مع كاس النبيت.. إنما... كان فيه ناس أغنيا.. ليهم بيوت ليها سقوف طايلة السما لامبو، كان شاعر مغنى/ يمشى والجيتار عشيقه يلمسه.. يملا ليل أسبانيا بفصوص الأمانى والأغانى البرتقانى عم لامبو قضى عمره فى الحارات والخمارات.. كان يغنى للعيال المقروضين../ كان يغنى للأرامل.. والغلابا.. والسكارى السكارى اللى يعودوا من جحيم الحر.. فى المنجم/ السكارى اللى المحاجر حولتهم زيها.. أزمة وحجارة الجيتار يعشق زحام الأسطوات../ والأغانى بتتولد فى الغلبانين والغلبانات.. عم لامبو.. قضى عمره فى الحارات والخمارات/ كان يحب الشمس.. والناس.. والغيطان.. والجيتار/ وقطته.. أول الناس اللى تحفظ غنوته كان يغنى بألف صوت../ يا قمر يا رغيف بعيد.. النهارده الحد.. عيد الفقير ليه مش سعيد/ والغناى ليه مبسوطين؟ يا قمر يا بو عمر لسه.. العباد ع الحانة كابسة/ عاوزه تنسى.. عاوزه تنسى والغناى لو يسكروا.. يبقى لجل يفكروا/ يسرقوا م المسروقين وجيتاره.. كان عجوز زيه تمام/ إنما له فى الكلام لامبو ما كان لوش سكن../ الحياة فى قريته مالهاش تمن قلب أسبانيا برونز/ قلب أسبانيا صفيح/ قلب أسبانيا عطن.. برد أسبانيا مراكب اترمت فيها القلوع/ واقفة فى شطوط الزمن.. كل أطفال البلد كانت تحبه/ كلهم كانوا فى يوم كورس للامبو فوق جبينه.. قريته كانت بترمى ضل أسبانيا الغميق وشه كان وش البلد.. تبتسم يضحك لها تزعل القرية.. أساه يصبغ خَضَار ورق الشجر وكان له قطة يعزها.. واما كان البرد مرة يغزها.. لامبو يضحك لما يرفعها ف إيديه.. ويهزها/ «إيه يا قطة؟.. يعنى عيطنا أهه.. انزلى.. اجرى حلاوتك.. يالا بينا ع العمل» الخواجة لامبو ماشى.. دخل الخمارة.. حيوه السكارى/ تارة بالضحكة.. وب«الفيزنا» تارة.. غنى لامبو وبرد أسبانيا مزنهر مناخيره/ «يا غلاب.. سيروا فى الأرض العريض والسعوا النسمة بطواحين الهوا.. فى قلب الظلم حتة نجمة بيضا../ العمل مش حاجة ضايعة فى الهوا.. برد أسبانيا استوى» لامبو كان نشوان وكل ما فيه مغنى.. وجيتاره بين إيديه/ والعباد.. منتوره زى الفحم الاسمر حواليه الشاويش دخل عليه (إيه يا أسبانيا يا بطن مافيهاش عيش) هس.. بس/ الظلام اللى فى أسبانيا ظهر.. برم الشاويش شنباته الشاويش صرخ فى لامبو/ لامبو خبى غنوته إياها فى عبه.. بس مارضيش ييجى جنبه/ والفانوس اللى فى سقف الحانة متعلق رعَش الشاويش صرخ بقلبه.. قلبه شايل كل دوسيهات الحكومة لامبو ممنوع من أغانى الفقرا، غنى غير ده.. الحكومة مش حمارة لامبو بص على السكارى/ البرودة اللى فى إيديهم جمدت كاس النبيت لامبو دَمع الحياة، عايزة جسارة../ والخلايق عايزة أبطالها يكون فيها جدارة عايزة أبطالها فى عز البرد يكون فيها حرارة الجيتارة، واخدة على اللحن النضيف/ الجيتاره.. برضه بتنام ع الرصيف برضه بتموت زيى علشان الرغيف/ بس ليل أسبانيا فى الزنزانة له شكله المخيف والبلاط، والسقعة، والعود النحيف لأ ما اغنيش للفقير.. والسجن لأ/ لأ أغنى.. لأ ما غنيش.. بس أنا راجل شريف (إيه يا أسبانيا يا سجن فى كاس نبيت) آه.. وآه/ لامبو من يومها وقولة آه.. غناه/ قريته لمتها آه آه.. وآه.. والناس ترد الآهه آه/ الكفاح الحى أصبح آه وآه ع الكفاح لو أصبح آه.. والنهاردة لامبو مات.. قتله ليل أسبانيا فى الليل ع الرصيف/ قلبه كان لابس خفيف قتلته الآه/ قتلته فى الحانة شنبات الشاويش قتلته الناس اللى غرقانة بهمومها فى النبيت قتلته الدوسيهات فى دواليب الحكومة قتله الطفل اللى مش لاقى الفطار طلعت الناس النهارده للكنيسة.. لاقوه جنب الجدار/ قطته جنب الجيتار/ قاعدة مش شايفة النهار فى انتظار الليل، وأسبانيا.. وشنبات الشاويش (لامبو مات) لامبو؟ يا عينى.. وتبكى الطفلتين يمسحوا دموعهم فى إيد الأمهات/ فى المناديل الجديدة (آخرة الرحلة تموت يا لامبو ع الرصيف/ وانت لو جالك فقير تشوى قلبك الطيب تحطوهله فى رغيف؟!) قطته توطى/ عشان دمعتها ماتعملش ع الأسفلت صوت لامبو مات/ توصل الناس فى الشوارع/ يا سلام.. ده أنا سايبه وهو راجع يدمعوا.. يرسموا فوق الصدور علامات الصليب والجرس يتلوى فى حبال الكنيسة/ كان حزين.. حزين.. حزين قتله الحزن/ يفرشوا فوقه الجرايد يركعوا الأطفال يرصوا حوالين جسمه الورود/ والدموع غيمة على عيون الوجود «يا حبيبى يا عم لامبو../ روحى يا ماما الكنيسة وسيبينى قاعدة جنبه» أمها تبكى وتاخدها من إيديها كات شهيد/ مات شهيد الليل فى أسبانيا السجينة مات وكان عايز يعيش/ غيرش بس الظلم برَّم له شنابات الشاويش الوداع يا عم لامبو/ الوداع يا قطته المرمية جنبه الوداع عربية الأغراب شالوه زى الهوا الوداع.. دق الجرس فوق الكنيسة غنت الناس غنوته الضباب عمال يضيع/ لجل يدى الفرصة للشمس اللى ح تزور الربيع