الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد.. شخصية مثيرة للجدل منذ ظهوره السياسي واعتاد منذ فترة أن يخرج بتصريحات مثيرة للجدل، وتغيير المواقف من النقيض إلى النقيض، تارة نجده يتحالف مع أحزاب سلفية، وتارة علاقته جيدة ولا تزال برموز النظام السابق والأجهزة الأمنية. آثارت تصريحات السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، استياءًا حادًا في الأوساط السياسية، حيث حاول أن ينقذ نفسه أمام أعضاء حزب الوفد، بعد أن أصبح «الوفد» ذيلًا وتابعًا لقائمة تضم حديثي العهد بالسياسة ليتحول مرشحو الحزب العريق لمجرد "أرقام" على قائمة "في حب مصر". وبعد أن شعر البدوي، بتجاهل السلطة، أراد أن يسمعهم صوته من جديد تارة بالتهديد باعتزال السياسة، وتارة بخلط الأوراق وحرق المراكب من خلال تصريحات وبيانات صاخبة، وهى الضغوط التي اعتادها البدوي الذي تحالف مع الإخوان بعد ثورة 25 يناير واختلف معهم وحصل على عدد قليل من المقاعد في برلمان 2012، الذي تم حله رغم الصفقات، ومؤخرًا أعلن البدوي عن قائمة للوفد وحاول ضم قائمة عبد الجليل مصطفى وأحزاب المؤتمر والغد والتجمع وفشل. حرب البدوي ضد ساويرس خاض البدوي، حرب ضم المرشحين ضد رجل الأعمال نجيب ساويرس، وفشل مجددًا ليجد نفسه هو وحزبه ضمن قائمة "في حب مصر" وقال إنه خُدع ومع ذلك يستمر في المراوغة لأنه مضطر أن يستمر في قائمة "في حب مصر" بعد أن هرب منه المرشحين. السيد البدوي شحاتة من مواليد 1950 تخرج من كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية سنة 1973، ويرأس مجلس إدارة شبكة تلفزيون الحياة، ويرأس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة سيجما للصناعات الدوائية، وترأس شعبة صناعة الدواء باتحاد الغرف الصناعية المصرية. وانضم البدوي، لحزب الوفد عام 1983، وانتخب سكرتيرًا عامًا للحزب عام 2000 حتى عام 2005، ومنذ عام 2006 وهو عضوًا في الهيئة العليا للحزب وفي 28 مايو 2010 انتخب رئيسًا لحزب الوفد بالفوز على منافسه محمود أباظة. الصعود الحزبي دخل البدوي، حزب الوفد عام 1983، وفي العام التالي مباشرة تم ترشيحه على قائمة الحزب في الانتخابات البرلمانية وسقط سقوطًا ذريعًا فى بلدته الغربية، وهو ما تكرر مرة أخرى في انتخابات 1987 حيث فشل في الانتخابات رغم أنه كان على رأس القائمة، ومع ذلك تم تصعيد البدوي بسرعة الصاروخ في الوفد. وصعد البدوي عام 1985، من عضو عادي إلى سكرتير لجنة الحزب في الغربية، وبعد 4 سنوات عُين عضوًا بالهيئة العليا للحزب، وبعد 11 سنة في عام 2000 وقبل وفاة سراج الدين قام بتصعيده لأعلى المستويات الحزبية وعينه أمينًا مساعدًا للصندوق في الحزب، ومن يومها تحالف مع أقرب المقربين لفؤاد سراج الدين من جيل الشباب حينذاك وهو محمود أباظة ابن القطب الوفدى أحمد أباظة. سر علاقته بصفوت الشريف وكمال الشاذلي بعد وفاة سراج الدين، نجح فريق نعمان جمعة ومحمود أباظة في خلافة سراج الدين، وفي هذه الفترة كان نعمان جمعة يميل لترشيح السيد البدوى رئيسًا للوفد خلفًا له ويكون هو مثل المرحوم خالد محى الدين فى "التجمع" زعيمًا فقط، وكان يريد إبعاد أباظة عن رئاسة الوفد، ورغم ذلك خطط البدوي بالإتفاق مع صفوت الشريف لإبعاد نعمان جمعة وساعده فى ذلك ارتباطه الوثيق برجل النظام القوى أنذاك المرحوم كمال الشاذلى الذى كان يخرج له عمال مصنعه بمنطقة قويسنا لانتخابه ويعين له ما يريد وكان يساهم فى نجاحه بالرغم من أن المرشح المنافس للشاذلى كان وفديًا ورجل أعمال. كان الشاذلى يحفظ الجميل للبدوي، ويريد تعيينه في مجلس الشعب طالما لا ينجح فى الانتخابات لولا القدر الذي أطاح بالشاذلى من منصب الأمين العام للتنظيم بالحزب الوطنى الحاكم وقتها. وكان البدوي يتمتع بعلاقات قوية مع صفوت الشريف من خلال علاقات البيزنس مع أشرف صفوت الشريف، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى. وكان صعود البدوي، واختياره سكرتيرًا عامًا من قبل نعمان جمعة، في صفقة معروفة كان مهندسها الصحفي الراحل سعيد عبد الخالق رئيس تحرير الوفد الأسبق، حتى جاءت انتخابات رئاسة حزب الوفد. وقالت مصادر، إن هذه الانتخابات تم إعدادها والتنسيق لها في مبنى أمن الدولة، وكان البدوي على علاقة مع شقيق زوجة رئيس جهاز أمن الدولة اللواء حسن عبد الرحمن، وهو محمد زيدان، وتم إعطاء أوامر للإعلام بمناصرة البدوي والهجوم على محمود أباظة واتهامه بأنه عميل الأمريكان وقامت الدولة بتسخير فضائيات الحكومة والفضائيات الخاصة لترجيح كفة البدوي الذي قام فور فوزه بزيارة صفوت الشيرف بمكتبه في زيارة شهيرة آثارت الجدل وقتها. انتخابات 2010، سيناريو آخر استخدم البدوي أسلوبه الدائم في اللعب على الأحبال، ورفض التحالف مع الإخوان، والانسحاب من الانتخابات حتى انتهت الجولة الاولى وكانت فضيحة الوفد في خسارة معظم مقاعده، ومع ذلك ظل البدوي على اتصال مع صفوت الشريف وكان الانسحاب الذي قام به البدوي بالإتفاق مع صفوت الشريف لكشف أحمد عز أمام حسني مبارك وإعادة زمام الأمور لصفوت الشريف، حيث كان الصراع بين الحرس القديم والجديد في ذروته، وانحاز البدوي للحرس القديم ظنًا منه أنه الأقوى. ومع الدعوات الأولى لثورة 25 يناير، لم يظهر البدوى لكنه سرعان ما ركب الموجه وأصدر بيانه يوم جمعة الغضب، باعتبار أن حسنى مبارك غير شرعي، ومع ذلك كان أول من استجاب للحوار، مع حكومة الفريق أحمد شفيق، واللواء عمر سليمان نائب الرئيس قبل تنحي مبارك. رحلة الاقتصاد وعالم الدواء بداية البدوي الاقتصادية لا تختلف عن بدايته السياسية، حيث بدأ أثناء فترة تجنيده وكان يقضي خدمته في المستشفى الإيطالي، ودخل البدوي شريكًا في صيدلية بكفر الدوار، لكن أول صيدلية امتلكها بالكامل كانت في الإسكندرية، لكن "النقلة الأهم" في حياة السيد البدوي، عندما افتتح صيدليتين في طنطا، الأولى هى البدوي القديمة وكان مقرها شارع النحاس، والثانية البدوي الجديدة، ومقرها شارع يوسف الصديق، وكانت زوجته الدكتورة سميرة تعاونه في عمله. وقام البدوي، بتوزيع أدوية التأمين الصحي الخاصة بعمال 17 شركة في المحلة الكبرىوطنطا، وبدأ بشركة الغزل والنسيج، وهى الخطوة الأولى لتكوين الثروة الكبيرة، وفي 1996 أسس البدوي مصنع سيجما، وأغلق الصيدليتين وتفرغ للمشروع الذي بدأه كما قال هو بعشرة ملايين جنيه. وتوالت نجاحات البدوي بعد احتكاره "عقار الفياجرا"، والذي جنى منه أموالًا كبيرة ساعدت في تحوله إلى عالم المليارات حيث تقدر ثروته بنحو 10 مليارات جنيه. واستفاد البدوي من البيزنس في عالم السياسة، ودخل في شراكة مع القطب الوفدي محمد علي شتا نائب رئيس حزب الوفد في شركة "دلتا للصرافة"، وظل عضوًا لمجلس إدارتها لمدة عامين، حتى أغلقت أبوابها بعد أن حقق منها مكاسب كبيرة. وتقرب البدوي للشاذلى ورجال مبارك وكبار الوفد، وتحولت شركة "سيجما" خلال سنوات قليلة إلى مجموعة تمتلك شركات أخرى، ومنها "سيجما تك" العاملة في إنتاج الأدوية، و"سيجما ميديا" المالكة لقنوات الحياة الفضائية، ولها فروع الآن في عدة دول. وشركة سيجما التي يمتلكها البدوي تعتبر من أكبر شركاته، وبدأت نشاطها في عام 1996 برأسمال قدره عشرة ملايين جنيه، وبدأ الإنتاج بها عام 2000، ووصل رأس المال آنذاك إلى 221 مليونً جنيه، واستطاعت أن تتحول إلى شركة متعددة الجنسيات.