سميحة زكي النيال، هو الإسم الحقيقي للفنانة ناهد شريف، إحدي نجمات السينما العربية في الستينات والسبعينات، ولدت في 25 سبتمبر 1940، في مدينة الإسكندرية، كانت تعرف بالفتاة الإنطوائية المنغلقة المتحفظة، لم تسعد بطفولتها ولا مراهقتها، وبدافع الحب والخوف زاد والدها من سجنها بعد وفاة والدتها، وفرض عليها قيود قاسية فتحولت إلى سجينة منزلها بما تعنيه الكلمة حتى وفاة والدها، بعدها إنطلقت سميحة النيال إلى السينما تبحث عن فرصة وظلت تتودد للعاملين في هذا المجال حتى جاءتها الفرصة عن طريق المصور وحيد فريد، الذي قدمها للنجم عبدالسلام النابلسي، الذى منحها فرصتها الأولى للوقوف أمام الكاميرا في فيلم حبيب حياتي 1958، وإخراج نيازي مصطفى، حيث أن الفيلم لم يلاقي النجاح المتوقع. ناهد الخجولة كان من اسباب تأخر إنطلاقة ناهد شريف، والتي تعد واحدة من أساطير الإغراء في السينما العربية، هو خجلها الشديد لدرجة انها طلبت من المخرج حسن الإمام، في أحد الأفلام التي مثلتها في البداية، أن يحذف مشهد لانها أرادها أن ترفع الجلباب الذي ترتديه حتى ركبتها، مما جعل المخرجين يعزفون عن طلبها للعمل، حتى صيف عام 1960، حينما قابلت المنتج والمؤلف السينمائي حسين حلمي المهندس، فأعطها دور في فيلم تحت سماء المدينة 1961 من إخراجه، وتأليفه وبطولة كمال الشناوي، وإيمان، وسرعان ما وقع المهندس في حب السمراء ذات العيون الساحرة، فتزوجها رغم فرق السن، بينهما حيث كانت هي بنت 18 وكان يكبرها ب20 عامًا وتزوجها. ناهد الطفلة يصف المهندس زوجته ناهد شريف بالطفلة، حيث كانت تناديه يا "بابا" وتقرأ مجلات ميكي وسمير، وتواصل سماع برامج الأطفال في الإذاعة، كما كانت تربطها صداقة قوية مع الطفلة التي كانت تعمل خادمة في بيت المهندس حتى انها بكت حينما جاء أهل الطفلة ليأخذوها، وعلى الرغم من مرحها وطفولتها، إلا أن زواجها بالمهندس، لم يدم وإنفصل الإثنان في هدوء، وكانت قد قطعت خطوات لا بأس بها في السينما، وقدمت عده افلام أهمها "أنا وبناتي" 1961، مع فايزة أحمد، وزكي رستم، وصلاح ذو الفقار، وإخراج حسين حلمي المهندس وفيلم مخلب القط 1961 إخراج حسين حلمي المهندس وفيلم زوجة ليوم واحد 1963 مع المخرج سيد زيادة وفيلم تنابلة السلطان 1965 إخراج كمال الشناوي وفيلم الوديعة 1965 إخراج حسين حلمي المهندس وفيلم الثلاثة يحبونها 1965 إخراج محمود ذو الفقار. ناهد والشناوي.. زواج في السر.. وطلاق بفضيحة بعد طلاقها من حسين حلمي المهندس، عاودتها مشاعر الحب، لكن هذه المرة مع الفنان كمال الشناوي، ويحكى أن الشناوي، كان مطمع من نجمات وفتيات السينما، فاين تذهب هي السمراء الجميلة في وسط هذا البحر من المعجبات سواء من العاملات في الحقل السينمائي او من خارجه، ولكن سرعان ما استطاعت أن تجذب الشناوي لها بخفة دمها وروحها المنطلقه وفي أحد الليالي هاتفت الشناوي لتسأله عن سبب جعل طلب الزواج حق للرجل وعار على المرأة، وفطن الشناوي لمغزي السؤال وأجابها أن الأمر جاء تقديرًا للمرأة، وحتى تكون هي صاحبة الرأي، والإختيار وطلب منها مهلة للتفكير في الزواج منها، فغضبت صاحبة العيون الساحرة، ولكن الشناوي، لا يقاوم فصالحها بعرض الزواج في السر، وعلى الفور وافقت، إلى أن تمكن الملل من ناهد شريف، ورفضت ناهد هذه الحياة، وتم الطلاق في أواخر عام 1972، ولكن هذه المرة لم يكن في السر، ولكن في العلن، حيث تفضلت جريدة "الجمهورية"، مشكورة بنشر خبر طلاق الشناوي وناهد شريف في صدر صفحات عدد 8 نوفمبر 1972. ذئاب لا تأكل اللحم في عام 1973 عرض لناهد شريف، "فيلم ذئاب لاتأكل اللحم"، وكان أكثر أفلامها إثارة للجدل، بطولة عزت العلايلي، ومحسن سرحان، وإيمان، وعدد من الفنانين العرب، وتم تصوير الفيلم في دولة الكويت وقتها. وتعرض الفيلم، الذي تناسي الجميع قصته والمضمون الذي أراد تقديمه، انتقادات بعدما تعرت ناهد شريف من جميع ملابسها في أحد مشاهد الفيلم، بل و تطرق البعض بوصفها فنانة أفلام "بورنو"، وربما كان الفيلم هو أحد اسباب إنفصالها عن كمال الشناوي. أخر فصول المأساة استمرت مأساة ناهد شريف، على الرغم من الشهرة والنجومية، حيث اصيبت بمرض سرطان الغدد، الذي اقعدها عن العمل حتى نفذت مدخراتها، وطلبت رؤية كمال الشناوي، وأبلغته بمرضها، وأنها بحاجة إلى إجراء عمليه جراحية خلال 48 ساعة، ولا تستطيع إجراءها لضيق اليد، فما كان من الشناوي، إلا أن اخذ منها الأوراق، واتجه إلى مكتب دكتور فؤاد محيى الدين رئيس الوزراء، وإقتحم غرفة الإجتماعات، حيث كان في إجتماع للوزراء، وأطلعه على الأمر ولم يتأخر فؤاد محي الدين، وقام بإرسالها للعلاج على نفقة الدولة في السويد. ونجحت العملية، وعادت إلى مصر، وعادت للعمل مرة أخرى وبطاقة لامحدودة، الأمر الذي تسبب في إنتكاسة صحية جديدة ولكن عودتها للعمل مرة اخرى كانت بسبب وجود زوجها الثري اللبناني "إدوارد"، الذي أهملها في مرضها ولم يدفع شئ يذكر على مصاريف علاجها، وفي أزمتها الأخيره حيث سافرت إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة مرة أخري، وتمادي "إدوارد"، في الأمر لدرجة انه بات يجمع الأموال بحجه علاجها المكلف، ويضعها في حسابه الشخصي، وكان يأخذ المساعدات التي كان يرسلها لها عدد من زملاءها الفنانين لنفسه، الأمر الذي جعلها تلجأ للسفارة المصرية في لندن، ليتم الطلاق وتوفر لها السفارة شقة بميدان ميدل سيكس، حتي يكتمل شفاءها. ولكن حالتها الصحية تدهورت أكثر فنصح الاطباء بعودتها إلى مصر، لتحسن حالتها النفسية، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ودخلت مستشفي المعادي، وقبل وفاتها بيومين طلبت رؤية الفنان كمال الشناوي، ونادية لطفي، وأوصتهما أن يقيما لها جنازة في أضيق الحدود. وفي 26 إبريل 1981 أغمضت ذات العينين الساحرتين جفونها للأبد لتنتهي مأساة ناهد شريف، صاحبة البشرة السمراء، وإحدي ملكات الإغراء في السينما العربية.