قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن مصر شهدت خلال الفترة التالية لفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، ظهور ما يعرف بالتنظيمات الإرهابية العشوائية، والمختلفة تمامًا في التركيبة أو الأهداف عن التنظيمات الإرهابية التي عرفتها مصر في العقود السابقة. أضاف عكاشة، في دراسة قام بعرضها خلال إحدي الندوات المتخصصة في شؤون الإسلام السياسي، أن المنهج العشوائي لتلك التنظيمات بات يمثل صعوبة مشتركة بين أجهزة الأمن؛ المنوط بها مكافحة الإرهاب والمراكز البحثية، موضحًا أن أسباب ظهورها عقب فض اعتصامات الإخوان، جاء بعد الانحسار الكبير للمظاهرات الشعبية في الشوارع، وبدأت التنظيمات العشوائية تظهر كنماذج للعنف العشوائي. ذكر الخبير الأمني، أن مصر شهدت ولادة عدد كبير من التنظيمات العشوائية خلال عام ونصف، كان من بينهم أبرز 6 تنظيمات ظهرت بشكل واضح في الشارع من خلال أحداث عنف إرهاب عديدة تنظيم أجناد مصر: تعود بداية التنظيم إلى يوم الجمعة 24 يناير من عام 2014، ويضم مجموعةً من الإخوان، وحركة حازمون، وشبابًا كانوا ضمن ما عُرف بتحالف دعم الشرعية، وقام بإعلان نفسه من خلال صفحات موقع التواصل الاجتمايع "فيسبوك"، وبث شريطًا مصورًا وثُقت فيه ما ادعى أنه انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها أجهزة الأمن والشرطة المصرية لزيادة حالة الاحتقان، وتصوير الجماعة بأنها في صفوف الجماهير. تنظيم أنصار بيت المقدس: له أهداف أخرى، لكن تبنيه عمليات مماثلة لما يقوم بها أجناد مصر، أظهر التنازع بين العمليات الإرهابية، ما عكس صورة جلية من العشوائية، وشهد نقلة نوعية بتنفيذه عمليات أكثر احترافية وأكثر شدة لإرسال رسائل إلى النظام السياسي بهشاشة الحالة الأمنية بأكملها. تنظيم كتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة: نشأ هذا التنظيم مطلع 2014، متأثرًا بتنظيم الطليعة السلفية المجاهدة، ويضم التنظيم المجموعات الجهادية التي دخلت السجون نتيجة استخدامها أعمال العنف، وهو يرى أن الدين الحقيقي في حرب أعدائه وجهادهم بالنفس والمال حتى إقامة الشريعة، ما كان له أكبر الأثر في التأثير على قطاعات -لا بأس بها- من الشباب داخل السجون، وينتمي أعضاؤه لأفكار القاعدة، ولا يعترف هذا التنظيم بالدولة ولا بالانتخابات، ويدعوا إلى إقامة الخلافة الإسلامية؛ باعتبارها مظلة تجمع المسلمين. تنظيم كتائب الفرقان: ظهر في سيناء، وكان على صلة مع باقي التيارات الجهادية هناك، ودخل في شراكة معها في إطار ما يُسمى مجلس شورى المجاهدين، حتى تلاشى مع تنظيمات جهادية أخرى، وانضم لتنظيم أنصار بيت المقدس، ما أعطى الأخير مزيدًا من القوة. المقاومة الشعبية: وهو من التنظيمات التي تشير معظم الدلائل أنه أحد التنظيمين التي تشرف عليهما جماعة الإخوان المسلمين بشكل مباشر، وبداية ظهوره في شكل لجان شعبية واكبت المظاهرات في بداية 2014، لكنه مع الذكرى الرابعة لثورة يناير أخذت عملياته في التطور بشكل ملحوظ، وبدأ في تنفيذ العمليات التي تستهدف شل الدولة من تفجير لمنشئات أو أبراج كهربائية أو خلافه. العقاب الثوري: أحدث الحركات ظهورًا من حيث النشأة وتواكب ظهوره مع ذكرى ثورة 25 يناير في بداية 2015، ويعتبره المراقبون الحركة الثانية التي تشرف عليها جماعة الإخوان بشكل مباشر، وذلك يتضح بشكل ملحوظ في البنية التنظيمة العالية للحركتين، وكذلك انتشارهما السريع في أغلب محافظات مصر، والعقاب الثوري تتركز جميع عملياتها في الاستهداف المباشر بالقتل لعناصر الشرطة، من ضباط وأفراد أو متعاونين معهم.