قال وليد البرش، مؤسس جبهة تمرد الجماعة الإسلامية، إن الجماعة وفرت غطاءً شرعيًا للعنف وساهمت في أحداثه منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن. وأضاف البرش، في حواره مع "بوابة التحرير" أن قيادات الجماعة الإسلامية يكفرون جنود الجيش والشرطة الآن ويدّعون أن الخلاف بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس المعزول محمد مرسي خلاف ديني وليس سياسي. وإلى تفاصيل الحوار: ماهي قراءتك للمشهد السياسي الحالي ؟ - الدولة المصرية استعادت هيبتها ورؤيتها الواضحة للمستقبل، ومصر خطت خطوات رائعة على المستوى الخارجي بإعادة الدفء للعلاقه مع روسيا، لتحقيق إنجاز مماثل لما تم في الستينيات بين مصر والاتحاد السوفيتي، وقد أمنت مصر بالضربات العسكرية السريعة حدودها الغربية، واهتمامها بالملف الليبى سيمنع تفكك الدولة الليبية، أما الاتجاه جنوبًا حيث منابع النيل وإفريقيا العاطشة لمصر، فهو خطوة أكثر من رائعة، ثم المؤتمر الاقتصادي الناجح واعتراف العالم بشرعية30 يونيو، هو نجاح للدولة المصرية، ثم مشاركة مصر في التحالف العربي ضد الحوثيين واتي تعد رسالة واضحة عن بعث جديد للأمة العربية، هذا على المستوى الخارجي. وعلى المستوى الداخلي الحكومة خطواتها بطئية بالنسبة للأداء الخارجي للدولة، حتى الآن لم يشعر المواطن سوى بالأمن فقط، أما استقرار الأسعار ومراقبة الأسعار فلايزال تحرك الحكومة فيها "محلك سر". كيف ترى المشهد الآن داخل الجماعة الإسلامية ؟ - الجماعة الإسلامية كتبت بانقلابها على مبادرة وقف العنف 1997 وبسيطرة التيار التكفيري على مجلس شوراها نهايتها، فالجماعة ليس بها علماء ورغم ذلك تتصدى للفتوى وهي غير مؤهله لها، ولا تريد أن تخضع لإشراف الأزهر الشريف، وتجمع اشتراكات من أعضائها وتضع لهم نظامًا داخليًا وتتلقى تمويلًا من الداخل والخارج، ولا تريد تقنين أوضاعها ولا أن تخضع للجهاز المركزي للمحاسبات. وقد تبنى قادتها خطابًا تحريضيًا تكفيريًا خاصة قبل الإطاحة بمرسي وعلى منصة رابعة وبعدها جعل الشعب يثور عليها ضمن من ثار عليهم في 30يونيو، والجماعة الآن تحاول خداع الدولة المصرية والرأي العام بالقول أنها تحارب التكفير، رغم أن المعضلة ليست في التكفير، ولقد كانت الجماعة لا تكفر الشرطة والجيش والشعب وتقتلهم في التسعينيات، المعضلة أن دربالة ومن معه يرى أن الرئيس السيسي كافر يحارب الإسلام. هل ستنسحب الجماعة الإسلامية من تحالف دعم الشرعية ؟ - الجماعة الإسلامية تم اختطافها من جانب جماعة الإخوان حينما دعمت الأخيرة انقلاب التكفيرين بقيادة دربالة وعاصم عبد الماجد، على القادة الإصلاحيين وهم كرم زهدي وناجح إبراهيم. ولقد وفرت الإخوان ملاذات آمنة لقادة الجماعة الهاربين في تركياوقطر جعلتهم بمثابة رهينة في يدها تمنع الجماعة من الانسحاب من تحالفها معها، أضف إلى ذلك خروج الجماعة من هذا التحالف يعني منع تدفق الملايين إلى خزائن قادة الجماعة، لكل هذة الأسباب الجماعة باقية في التحالف حتى تسمح لها الإخوان بالانسحاب. هل شاركت الجماعة في الإرهاب الذي يحدث الآن ؟ - الجماعة وفرت غطاءً شرعيًا للإرهاب، فحينما يقول أسامة حافظ نائب، رئيس الجماعة، إن السيسي يحارب الإسلام منذ عزل مرسي فهذا يعني أن الخلاف ليس سياسيًا وإنما دينيًا، بين إسلام يمثله مرسي وأتباعه وبين كفار هم الجيش والشعب المصري هذة الفتوى كفيلة بجعل الشباب المغيب يندفع للإرهاب ظنًا منه أنه "نُصرةً للإسلام". وحينما يكرر كل قادة الجماعة من: عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، وصفوت عبد الغني، وأحمد الإسكندراني، وعصام دربالة، ذات الخطاب بصور أخرى يترسخ لدى الشباب المغيّب أن مايفعلونه من إرهاب هو نصرة للإسلام. أضف إلى ذلك صدور قرارات إحالة لمحاكم الجنايات في أسيوط والمنيا وبني سويف وسوهاج وقنا وأسوان والإسكندرية بحق أعضاء بالجماعة على خلفية اعتداءات على أماكن شرطية وكنسية ودوواين محافظات عقب فض رابعة. إضافة إلى إحالة أعضاء آخرين من الجماعة للمحاكم العسكرية في السويس والإسماعيلية ودير مواس وملوي بالمنيا، وحملة التحريض المنظمة في الخارج من قطروتركيا ضد الدولة والشعب المصري. كيف ترى وضع حزب النور الآن ؟ - حزب النور حزب براجماتي يعمل لمصلحته فقط، ولولا أن الإخوان خانوا اتفاقهم معهم لكانوا معهم الآن، ولكنهم قفزوا من مركب الإخوان حينما رأوا خيانة الإخوان لاتفاقها معهم. ولم يشاركوا في ثورات الشعب في 25 يناير و 30 يونيو ولكنهم يحصدون ثمار تلك الثورات، الشيء الوحيد الذي يحمد لهم بعدهم عن استباحة الدماء. كيف ترى وقف برنامج إسلام بحيري ؟ - إسلام سواء اتفقت معه أو اختلفت هو يقول رأي وفكرة ولا يحمل سلاحًا ولا يحرض على العنف، فيجب أن يواجه بالرأي والحجة أما المنع فهو حجة الضعفاء، ويجب ألا نحجر على آراء الناس بأي حجة على الأزهر أن يواجه الفكر بالفكر وليس بالمنع، وعلى الأزهر أن يقول لنا حكم الشرع فيمن يقوم بالعمليات الإرهابية من "داعش" وأخواتها هل هم مسلمون أم خرجوا من الدين خاصة وحديث النبي واضح "الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن". هل ستتخلى قطر قريبًا عن دعم قيادات الجماعة الهاربين لديها ؟ - لن تتخلى عن دعمهم، فقطر هي النسخة العربية للكيان الصهيوني تربط بينها وبين الإخوان علاقة رضاعة من أمريكا، فبئر الخيانة جمعتهم. هل تؤيد سرعة إجراء الانتخابات ولماذا ؟ - لسنا في حاجة إلى سرعة تخل بالأوضاع القانونية، يجب أن يصدر قانون مطابق للدستور ثم نجري الانتخابات لتكون على أساس قانوني سليم. كيف ترى وضع جماعة الإخوان الآن ؟ - عادت الجماعة إلى وضعها عام 1970 يوم أن مات عبد الناصر، رفض شعبي لها وظهور وجهها الإرهابي القبيح للناس ومساندة لها من أعداء الوطن، ولو أممت الدولة اقتصاد الإخوان وقطعت رؤوس الإرهابين بالقانون لانتهت الجماعه ودفنت في مزبلة التاريخ.