وكان طارق الزمر من القلائل الذين واصلوا دراستهم فوق الجامعية، حتى نال درجة الدكتوراه فى القانون الدستورى كأول سجين سياسى ينال هذه الدرجة وبتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وأعلن الزمر عقب إطلاقه بأنه سيواصل العمل الدعوى إلى جانب تفكيره فى تكوين حزب وولوج المعترك السياسى العام فى مصر. وقد أُطلِقَ سراح طارق الزمر مع ابن عمه فى 10 مارس 2011، وفق قرار أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مصر الذى تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس المصري، دائما ما يثير ضجة حول اسمه وألغازا تحتاج لفك شفراتها خاصة مسألة اختفائه بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة ثم ظهوره مرة اخرى بقطر حاورناه بصعوبة فإلى نص الحوار: ■ بداية لماذا هربتم خارج البلاد ولماذا أختفيت عن الإعلام؟وكيف تمت عملية الهروب؟ - نحن لم نتهرب من الإعلام كل منابر الإعلام أغلقت بابها فى وجه الحقيقة وكانوا اضعف من أن يصدحوا بالحق، أما عن عملية الهروب كيف تمت فلن أوضحها لاعتبارات خاصة، ما يمكن ان اقوله انه كان على اما ان اقاوم الانقلاب بطريقتى او اذعن لأوامر الانقلاب وأغادر خارج البلاد. ■ هل يتخلى الدكتور طارق الزمر عن الجنسية المصرية اذا عرض عليه ذلك؟ - بالطبع لا فانا افخر فى كل الدنيا بأننى مصرى واشعر بالزهو وانى انتمى لهذا الشعب الصامد المصر على استكمال ثورته الرافض لانقلاب العسكر انا فخور بفتيات مصر وبناتها اللاتى يتحدين الانقلاب واتمنى ان أخدمهن طوال عمرى. ■ من يتحمل وزر تغيير مسار يناير؟ هل أخطأ التيار الاسلامى بحق الثورة؟ - أخطأ الرئيس مرسى حينما تصور انه سوف يستكمل الثورة فى ظل المؤسسات الملغومة بفلول النظام السابق وبالتالى لن تتحقق اهداف الثورة الا بعد تطهير هذه المؤسسات من الفلول وهذا هو الخطأ الاكبر الذى وقع فيه شباب الثورة والإخوان معا كل بطريقته واسلوبه وعلى الجميع أن يعلموا أن الارتماء فى حضن فلول النظام السابق لن يفيد أياً من الطرفين، خاصة بعد تعرض ثورة 25 يناير الى محنة كبرى تورط فيها التيار الاسلامى والتيارات الاخرى. ■ إذن هل تعتبر شباب ثورة 30 يونيو خانوا ثورة يناير كما يدعى أنصار مرسى؟ - شباب 30 يونيو لا يمكن تخوينهم ولكنهم سلكوا طريقا خاطئاً عندما ظنوا انهم سيصححون مسار الثورة الذى قاده الرئيس مرسى للطريق الخاطئ بالارتماء فى حضن الفلول وهم العدو الاكبر الذى قامت ضده الثورة بالأساس. ■ أنت تعيب على الرئيس المعزول وتعيب على شباب الثورة والإخوان؟ فماذا قدمتم انتم فى الجماعة الاسلامية للثورة؟ - الجماعة الاسلامية وحزبها وقفت خلف قرار الرئيس بعزل طنطاوى وعنان وقدمنا العديد من النصائح للرئيس مرسى وانا بشكل شخصى نصحت الرئيس مرسى بالتعاون مع جهاز امن الدولة لانه قائم بالفعل شاء أم أبى لكنه لم يلتفت لنصائحى. ■ كنتم - اقصد ابناء التيار الاسلامى - تصفون السيسى بالرجل الوطنى المتدين ثم انقلبتم عليه ووصفتموه بالسفاح ماهذا التناقض؟! السيسى كان يبالغ فى اظهار التدين امام أبناء التيار الاسلامى لدرجة أننا كنا نشعر انه «يزايد علينا» وانا تواصلت معه منذ كان مديرا للمخابرات الحربية وكان يعرف عبود بحكم عملهما معا فى جهاز المخابرات الحربية، وحينما عرضنا عليه حل لتنمية سيناء وهو وزير دفاع فكان كل مايشغله البحث عن السلاح هو تفكير امنى بحت، كان يغضب حينما ننتقد طنطاوى، لذلك حذرت الرئيس بضرورة تأمين الرئيس بالموالين له. ■ مارأيك فى نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد؟ - ضحك.. نحن لا نعترف بهذا الدستور والشعب المصرى لن يعترف بهذا الدستور كما انه لم يعترف برئيس شرعى غير الدكتور محمد مرسي ودفع الكثير من الدماء فى سبيل ازالة هذا الانقلاب العسكرى. ■ هل هناك انشقاق فعلى بالجماعة الإسلامية؟ - نحن لن نصحح مسار الجماعة الاسلامية لان المجلس الحالى بالجماعة هو المجلس الشرعى المنتخب والمنشقون هم من اختاروا العمل خارج اطار الجماعة فلا يحق لهم الحديث باسمها مع كامل احترامى لكل الاخوة حتى من يطلقون على انفسهم تيار الاصلاح وما يفعلونه الآن هو وفاء لوعود قطعوها على انفسهم لاجهزة الامن واجهزة الامن تعبث داخل كل الجماعات والاحزاب المعارضة ومايطلق عليه تمرد الجماعة الاسلامية لايتخطى 4 أشخاص. ■ كيف ترى موقف حزب النور من الاحداث عامة؟ - حزب النور ظاهرة لا تستحق الالتفات اليها لان الشارع المصرى قضى عليها فى البداية كان هناك اقبال عليه باعتباره يتحدث باسم الدين، وحزب النور لم يشارك فى الثورة ولم يقدم اى خدمة لا للثورة ولا للتيار الاسلامى ودوره فقط كان محاربة الإخوان. ■ كنتم تدعمون أبوالفتوح فى الجولة الاولى للانتخابات؟ فلماذا تحولتم الى ظل لجماعة الإخوان؟ - لا اظنك تقصدين أننا نشبه «عدلى منصور» مثل استخدامك لكلمة «ظل للإخوان» وبغض النظر فاننى أقول اننا دعمنا الدكتور ابو الفتوح عن قناعة ولكننا ادركنا فى المرحلة الثانية اننا نواجه الفلول فكان يجب الوقوف خلف الدكتور مرسى ودعمه. ■ هل تعتبر الجيش المصرى قاتلاً او خائناً كما يردد انصار مرسى وما رأيك بتشبيهه بالجيش السورى على غرار «جيش بشار» و«جيش السيسى»؟ - لا يمكن التشكيك فى وطنية الجيش المصرى لكن الجيش المصرى منذ كامب ديفيد طبيعة هيكله الادارى مراعى فيه كل ذلك والسادات وضع قواعد سيئة للقيادات ومنع كل من له ميول سياسية من تولى اى منصب قيادى أما الجنود والضباط فهم جزء من نسيج الشعب ومعظم قيادات الجيش وطنيون لايقبلون قتل المواطنين. ■ ما حقيقة جلوس قيادات الجماعة الاسلامية مع قيادات بالجيش لعقد صفقة اطلاق سراح قيادات الجماعة وعدم ملاحقتها؟ - قيادات الجماعة جلست مع اللواء العصار وقائد الدفاع الجوى وشخصية ثالثة مع الشيخ دربالة والشيخ عبود وساوموهم على الخروج من التحالف الوطنى لدعم الشرعية لكن الشيخ دربالة رفض وهددونا بالملاحقة والحبس والقتل وحبس الشيخ على عبدالظاهر وتم اعتقال الشيخ مصطفى حمزة وهم قيادات مؤثرة جدا بالجماعة علاوة على أكثر من 150 معتقلاً بخلاف شهداء الجماعة. ■ هددت بسحق متظاهرى 30 يونيو فهل تورطت فعليا فى جرائم القتل؟ والوقوف وراء احداث كرداسة؟ - اعتبرى الاتهامات دى زى اتهام الدكتور الكتاتنى بعمل تنظيم لسرقة الملابس.. اتهامات الانقلاب تثير الضحك بداخلى، أما عن مصطلح سحق المتظاهرين فكنت أقصد اننا سنسحقهم عدديا وليس لهم ان يحاكمونى على النية دون دليل أما عن احداث كرداسة فحينما وقعت كنت خارج مصر ومن يهللون للسيسى هم إما فلول مبارك أو معارضته الديكورية كموسى وأبوالغار والسيد البدوى. نشر بعدد 687 بتاريخ 10/2/2014