كتب - حمادة عبدالوهاب تناولت كثير من التقارير الإعلامية مؤخرا عن العلاقات الأريترية – الإيرانية المتنامية، وعن سفينة محملة بالأسلحة الإيرانية إلى المتمردين الحوثيين في شمال اليمن عبر إريتريا، وعن معالجة قادة حوثيين ممن يصابون في المعارك في إريتريا. كما راجت أخبار لم تتأكد بعد عن عبد الملك الحوثي موجود في الدولة الأفريقية الصغيرة على البحر الأحمر، وما رددته المعارضة الأريترية المدعومة من إثيوبيا وأميركا عن وجود تسهيلات عسكرية أريترية لإيران، وما رددته وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود قاعدة عسكرية إيرانية بحرية بالقرب من ميناء عصب الاريتري، هي تقارير توحي بوجود توتر في العلاقات اليمنية – الأريترية، وبأن أريتريا قد تحولت، أو يمكن أن تتحول، إلى بوابة لإيران إلى اليمن والحوثيين، وهي تقارير تسلط الأضواء كذلك على أريتريا، موقعا ودورا إقليميا وهوية. العلاقة مع الحوثيين أرسلت جماعة الحوثي وفدا رفيع المستوى للقاء القيادات السياسية في أريتريا، برئاسة رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لجماعة الحوثيين حسين العزي، في بداية عملية عاصفة الحزم. وركز لقاء الوفد الحوثي مع نظرائهم في أريتريا على مناقشة آخر التطورات السياسية في اليمن، وأمن البحر الأحمر، وسبل تعزيز التعاون الأمني المشترك مع القوات البحرية الأريترية. العلاقة مع إيران و أشار تقرير نشره مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الإستراتيجية الى تعاظم النفوذ الإيراني، في دولة أريتريا بالقرن الإفريقي، خلال رصد تمويلات كبيرة و ضخها في الاقتصاد الأريتري. كما إنه ليس سرا أن إيران تسعى إلى الحصول على مواطئ أقدام لها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي من أجل تأمين حركة الملاحة والتجارة الإيرانية من جهة ومواجهة الانتشار المكثف للحشود العسكرية الأميركية والغربية البرية والبحرية في المنطقة التي تهدد قياداتها السياسية بحرب ضد إيران. ففي 2008 عقدت طهران صفقة مع أسمرة للحفاظ على تواجد عسكري في عصب- رسميا لحماية مصافة تكرير نفط من العهد السوفيتي، مجددة ومملوكة للدولة. في المقابل تلقت أسمرة أموالا ودعما عسكريا من طهران عبر قنوات رسمية وغير رسمية. في عام 2009 قام بنك تنمية الصادرات الإيراني بتحويل 35 مليون دولار لمساعدة الإقتصاد الإيراني وذلك في نفس العام الذي دعمت فيه أريتريا البرنامج النووي الإيراني بشكل علني. إن عمليات إيران في أريتريا ذا أهمية بالنسبة لهدف إيران الأكبر وهو السيطرة مضيق باب المندب والطريق المائي إلى قناة السويس. بالإضافة إلى ذلك فإن السفن الحربية من إثنى عشر دولة غربية ودول أخرى متمركزة على بعد بضعة أميال من عصب لمحاربة القرصنة في المحيط الهندي وعمليات أمنية أخرى في المنطقة. لدى الولاياتالمتحدة وفرنسا قواعد ضخمة في جيبوتي بالقرب من عصب. وبالتالي فإن وجود إيران في أريتريا يمكن أن يكون أكثر أهمية فيما يخص جمع المعلومات الإستخبارتية عنه في مجال الدفاع التكتيكي. هروب صالح لأريتريا قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إنه يتوقع قيام قوات عربية تقودها المملكة العربية السعودية بالتدخل برياً في اليمن خلال أيام قليلة، مؤكداً أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح يعد العدة للفرار من صنعاء. وقال ياسين في تصريح لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية إن صالح "موجود حالياً في صنعاء ويخطط للفرار منها". وأضاف ياسين: "لدينا معلومات من عدة مصادر أنه يستعد مع عدد من كبار مساعديه للفرار، وهو يجهز طائرات لأجل ذلك". وعند سؤاله عن الوجهة التي قد يتوجه إليها صالح، قال ياسين: "هو (صالح) يريد الفرار إلى أريتريا، حيث لديه الكثير من الممتلكات العقارية والمنازل والأراضي". نفي حكومي نفت الحكومة الأريترية، اليوم الأربعاء، اتهامات وسائل إعلام محلية وأجنبية ب"دعمها للحوثيين"، معربة عن دعمها لحل الأزمة في اليمن عبر الحوار.جاء ذلك في بيان مقتضب، صدر عن الخارجية الأريترية، يتألف من 11 نقطة (لم يذكر تفاصيل بشأنها)، يتضمن موقف الحكومة من الأزمة الجارية في اليمن، من المقرر نشره في جريدة "أريتريا الحديثة" غدا الخميس. وقال البيان، إن "الاتهامات التي تدعي دعم الحكومة الأرتيرية للحوثيين، لا أساس لها من الصحة". وفي بيانها، انتقدت الحكومة الأريتيرية، هذه الاتهامات، وأكدت "حيادية موقفها من النزاع الدائر في اليمن بين الحوثين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي"، مذكرة بعلاقاتها التاريخية مع الشعب اليمني التي تجعل من موقفها في خانة الحيادية. وناشدت أطراف الصراع في اليمن التغلب على خلافاتهم عبر الحوار، معتبرة أنه "المخرج الوحيد لأطراف الصراع في اليمن". وكانت وسائل إعلام تابعة للمعارضة الأريترية، تتناول من وقت لأخر اتهامات للحكومة ب"دعمهما للحوثيين، وكونها حلقة وصل بينهم، وبين إيران الداعم الأساسي لهم في المنطقة، باعتبار أريتريا جسرا ناقلا للمعدات، والإمدادات القادمة من إيران إلى الحوثيين". أريتريا هي دولة أفريقية عاصمتها أسمرة، يتحدث الكثير من سكانها العربية، يحدها البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقا والسودان من الغرب، إثيوبيا من الجنوب، وجيبوتي من الجنوب الشرقي. يمتد الجزء الشمالي الشرقي من البلاد على ساحل البحر الأحمر، مباشرة في مواجهة سواحل السعودية واليمن. وتصل مساحتها إلى 118.000 كم2 وعدد سكانها 4 مليون نسمة.