تمثل رحلة تطوير حدائق وقصر أنطونيادس بالإسكندرية، لغزًا يصعب حله، فالمشروع بدأ منذ عام 2004، وإلى الآن لم ينتهٍ منه. وينفذ المشروع على مساحة تصل إلى نحو 45 فدانًا، تضم حديقة نباتية عالمية، تحتوى على طرز ونظم تصميمات للحدائق بكل أنواعها، من عربية و يونانية وإيطالية وفرنسية، ومجموعات نباتية نادرة ومعمرة. ويتولى مركز دراسات الإسكندرية وحوض البحر المتوسط، التابع لمكتبة الإسكندرية، بالاتفاق مع مجموعة "أوناسيس" اليونانية، مهام تطوير القصر والحدائق، لتضم متحفًا لحضارات البحر المتوسط، وقاعة للمؤتمرات وموقعا للحفلات، ومركزَا ثقافيًا، حسب العاملين بالمشروع. ولا يوجد إعلان رسمي من المكتبة بشأن التطوير، كما انتشرت إشاعات حول تحويل المكان إلى فندق سياحي تابع لها. وذكر رئيس لجنة حماية التراث بالإسكندرية، الدكتور محمد عوض، ل"التحرير"، أن أعمال الترميم توقفت بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد عقب ثورة يناير، وعادت مرة أخرى، مرجعًا السبب في طول فترة الترميم إلى التكلفة العالية، والتي تجاوزت 30 مليون جنيه. وفي حين ذكر مصدر في المشروع أن الانتهاء منه سيتم في غضون 5 سنوات، قبل نهاية عام 2020. ويعود تاريخ حدائق أنطونيادس إلى عهد البطالمة، وآلت ملكيتها في مطلع القرن التاسع عشر لأحد الأثرياء اليونانيين، فسميت باسمه "حدائق باستيريه"، إلى أن أشتراها حاكم مصر، محمد علي باشا، وبنى قصرًا له فيها. ويشار إلى أن الحدائق تضم أيضًا مجموعة نادرة من التماثيل الرخامية الكاملة الحجم لشخصيات تاريخية و أسطورية، منها تماثيل ل"فينوس" آلهة الجمال عند الأغريق، وتماثيل تعبر عن فصول السنة الأربعة، وأسود مصنوعة من المرمر، وتماثيل كريستوفر كولومبوس، وماجلان، وبجوارها مسرح أنطونيادس، والقصر. وقضت أبنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية مع زوجها محمد رضا بهلوي "شاه إيران" السابق، بالقصر الشهور الأولى من الزواج، كما شهد الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية العام 1944، وأقام فيه ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا أثناء زيارتهم لمصر في القرون الأخيرة.