أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أنَّ التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، تهدد مساعي الدول الإفريقية من أجل الارتقاء بأهدافها نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة للمنطقة، وفقًا لما أرساه وتطلع إليه الرعيل الأول والآباء المؤسسون من القادة والزعماء "واضعو حجر الأساس للمعاهدة المنشئة" لتجمع الكوميسا. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها محلب، في الجلسة الافتتاحية للقمة ال 18 لتجمع دول الكوميسا، بحضور رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا، الذي تسلم رئاسة قمة الكوميسا الحالية، من هيلاماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا، وأيضًا سينديسو نجوينا، سكرتير عام الكوميسا، وعدد من رؤساء الدول والحكومات والوفود الأفريقية والدولية . وقال محلب: "تقويض السلم والأمن في المنطقة من شأنه أن يقوض جهودنا الاقتصادية والتنموية، فبدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك بدون الاستقرار الاقتصادي والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمني والسلم في منطقتنا". وأشار محلب إلى نتائج الاجتماعات، التي تمت خلال الأيام الماضية على مختلف مستويات وفعاليات تجمع دول القارة، مضيفًا: "نتطلع أن تسفر هذه الفعاليات إضافة لنتائج هذه القمة وما يتمخض عنها عن توصيات من شأنها أن تدعم جهودنا من أجل مواصلة خطواتنا التنموية". وأضاف: "تجربتنا معًا توضح أنَّ الفائدة الأساسية من إقامة منطقة تجارية حرة هي توسيع نطاق السوق، وهو شرط أساسي ليتمكن منتجونا الصناعيون من التمتع بوفورات الإنتاج الكبير، وهو ما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم وقدراتهم على المنافسة، وزيادة صادراتهم، بل والاحتفاظ بحصتهم في أسواقهم المحلية في مواجهة منافسة الواردات". وتابع: "التنمية الصناعية تتطلب أيضًا الاهتمام بالتعليم خاصة الفني منه، وبالتدريب لرفع كفاءة الأيدي العاملة، وكذا الاهتمام بمستوى المواصفات القياسية لتقترب بل وتتطابق مع المواصفات القياسية في الدول المتقدمة، وترتفع جودة منتجاتنا". ولفت محلب إلى أنَّ التنمية الصناعية تتطلب أيضًا توفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الحديثة، لإنتاج السلع ذات المكون التكنولوجي المرتفع، ذات القيمة المضافة العالية، متابعًا: "يتعين أيضًا ألا ننسي أن بلادنا كلها تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لذلك يجب أن نهتم أيضًا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة، التي تتيح فرص عمل أمام الشباب، ونعمل على خلق علاقات تشابكية بينها وبين الصناعات الكبيرة، لضمان نجاحها واستدامتها وهو ما يؤدي إلى تعميق الصناعة".