قالت مصادر ل"ويكليكس البرلمان" إن مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على رأس وفد بلاده في القمة العربية واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له؛ ليس مجرد برتوكول، حيث كان من الممكن أن يرأس وفد قطر وزير الخارجية، أو أي قيادة أخرى وليس الأمير، وكان من الممكن أن يرسل السيسي رئيس الوزراء لاستقبال أمير قطر، بحجة انشغال أجندته، خاصة أن زيارة أمير قطر تأتي في إطار قمة يشارك فيها عدد من الملوك والرؤساء، وليست زيارة رسمية، بما يعني أن ما تم مقصود وبترتيب مسبق. وقالت المصادر إن حضور الأمير، واستقبال السيسي، جاء بتنسيق سعودي كويتي؛ كمقدمة لتهدئة الأجواء، وبعد مفاوضات، وأن الخطوة التالية ستكون عودة السفراء، وذلك للتمهيد لمصالحة أكبر، خاصة أن تميم أكد تنفيذه لبنود مصالحة الرياض، ومنها إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، وعدم الهجوم على مصر، بينما لا يزال الإعلام المصري يهاجمه في كل يوم هو ووالدته. وكذلك تغير لهجة الإعلام القطري بعد استقبال السيسي لتميم بما فيه قناة "الجزيرة" باستخدام تعبير الرئيس المصري، وليس ما كانت تطلق عليه "قائد الانقلاب"، وهو التعبير الذي اختفى على مدى يومين، بل تمادت بعض وسائل الإعلام القطرية. وأضافت أن المصالحة باتت أقرب بين قطر ومصر بعد مشاركتهما في تحالف الشرعية الذي يحارب في اليمن ضد الحوثيين، وستحقق تقارب كبير، خاصة في ظل مساعي المملكة العربية السعودية والكويت للتهدئة تمهيدا لمصالحة كبرى بين مصر وقطر. وأثارت مشاركة الأمير القطري على رأس وفد بلاده -رغم مغادرته عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للقمة مباشرة- مخاوف قيادات تنظيم الإخوان المسلمين، واعتبرتها اعتراف بشرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتزايدت مخاوف الإخوان مع تراجع التمويلات، وإغلاق بعض القنوات الإخوانية وعلى رأسها قناة "الشرق"، وتخفيض التمويل لقناة "مكملين" صاحبة "التسريبات" الشهيرة. وأكدت مصادر مقربة من تنظيم "الإخوان" أنه رغم أن هناك تطمينات قطرية للإخوان، إلا أن خوف كبير من قيادات الإخوان من تخلي "أقوى حليف وممول" عن دعمهم، وتغير موقف الدوحة بعد القمة العربية، خاصة أن زياة الأمير القطرى إلى مصر تعد الأولى منذ ثورة 30 يونيو، وتعتبر اعتراف كامل بشرعية السيسي. وهناك من يرى من الإخوان أن علاقات حماس والإخوان بالأمير تميم، أقوى من علاقاته بدول الخليج، وأنه يرى أنهم السلاح الذي يعطيه القوة، ويجعل له اليد الطولى في المنطقة. وقال القيادي الإخواني عمرو دراج ساخرًا "إن السيسي انضم لتحالف دعم الشرعية على اليمن، واستقبل أمير قطر بالأحضان، مش ناقص غير إنه يقول يسقط حكم العسكر". من جانبه، قال عمرو عبد الهادي، المؤيد لجماعة الإخوان، إن "الأمير تميم اشترط لمشاركته في القمة العربية أن يتم إلغاء الحكم القضائي بأن حماس جماعة إرهابية لتهدئة الأجواء، وحتى يجلس تميم مع السيسي، كما أصر تميم على شروط التهدئة مع نظام السيسي، والتي من بينها الإفراج عن معتقلي الجزيرة، وتوقف الهجوم عليه"، موضحا أن ما حدث في القمة "مجرد تهدئة رغم استمرار الضغوط السعودية والخليجية على قطر للتصالح مع مصر". وعلق ممدوح إسماعيل، البرلماني ومحامي الجماعة الإسلامية السابق الهارب بتركيا والمؤيد لجماعة الإخوان المسلمين على زيارة تميم قائلاً بصفحته بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "عقد القمة العربية فى مصر، وحضور أمير قطر هو تأكيد سياسى لشرعية السيسى، وضعف رافضى النظام المصرى، والنتيجة بلوا الشرعية واشربوها ". وتحليلاً لمشهد استقبال السيسي لأمير قطر، قال الدكتور قدري سعيد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، "إن شهر العسل بين الإخوان وقطر سينتهي عاجلا، أو آجلا، وأن قطر لا يمكن أن تعادي دول الخليج من أجل جماعة الإخوان، خاصة أن هناك تقارب خليجي كبير، وزيارة الأمير تميم لمصر لحضور القمة، تعد اعتراف رسمي من أمير قطر بشرعية السيسي، وتأتي بعد المؤتمر الاقتصادي الذي مثل أيضا اعتراف دولي وأمريكي بشرعية السيسي". وأضاف سعيد أن "الخوف يجتاح تنظيم الإخوان، وحالة الصمت خيمت على قيادات الإخوان في قطر، ولم يخرج أي من الإخوان حتى الآن، ولم نسمع أي تعليق من الشيخ يوسف القرضاوي على القمة، وسط رعب إخواني من إتمام مصالحة حقيقية مع مصر، وتغير موقف قطر، وتخلّي الدوحة عنهم، وهي الداعم الأكبر لهم، وهو ما سيسبب توتر بين قيادات الجماعة، بل تخشى الجماعة من مطالب قطرية من الإخوان بالتهدئة وتخليهم عن العنف في مصر".