في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية العربية خلافًا بين الحكومة المصرية والقطرية، منذ ثورة 30 يونيو 2013، والإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، أعلن أمير قطر تميم بن حمد، عن حضوره إلى شرم الشيخ، اليوم، لرئاسة وفد بلاده المشارك في القمة العربية رقم 26. وشهدت العلاقات حالة من التقارب نهاية 2014 وبداية العام الجاري، حينما حاولت المملكة العربية السعودية عقد مصالحة بين الدولتين برعاية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. المصالحة السعودية لم تستمر نتائجها طويلًا، فبعدما أعلنت شبكة "الجزيرة" إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، التي اعترفت ولأول مرة بشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسي، عادت مجددًا للتحريض ضد الجيش والشرطة ومساندة تنظيم الإخوان الإرهابي. أوجه الخلاف برزت بشكل كبير إبان عقد المؤتمر الاقتصادي المصري في شرم الشيخ، منتصف مارس الجاري، حيث لم توجه الحكومة المصرية الدعوة لقطر للمشاركة في المؤتمر، الأمر الذي لاقى ترحيبًا شعبيًا في الشارع المصري. ومع ارتفاع حدة النزاع في اليمن بين الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثيين، وقرار المملكة العربية السعودية بشن هجمة عسكرية جوية على اليمن لدعم الاستقرار بمشاركة عدد من الدول العربية بينها مصر وقطر، كانت خطوة على طريق التقارب في وجهات النظر بين الجانين، والاتفاق منذ فترة طويلة على قرار واحد. أعقب قرار المشاركة في الضربة الجوية على اليمن، إعلان الأمير تميم بن حمد، أمير قطر، المشاركة في القمة العربية بشرم الشيخ. من جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريح ل"الوطن"، إن الزيارة لها مدلول إيجابي، ولعلها بداية لحل الخلافات بين القاهرة والدوحة، ويعد حضور أمير قطر بنفسه على رأس وفد رفيع المستوى أكبر دليل على محاولة كسر حاجز الخلافات بين الدولتين.