اتهم نائب رئيس حزب المحافظين، ثروت الخرباوي، لجنة الخمسين لوضع الدستور بالتسبب في الأزمات الدستورية التي تعيشها البلاد، وإرجاء انتخابات مجلس النواب، نظرا لأن أعضائها كانوا غير مؤهلين لكتابة مواد الدستور. وقال الخرباوي، في حوار ل"ويكيليكس البرلمان"، إن السلطة التشريعية لا يجب أن تطول في يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأنه وضع استثنائي، مؤكدا ضرورة إنجاز الاستحقاق الأخير لخارطة الطريق بإجراء الانتخابات النيابية في أسرع وقت. - ما هي أسباب انسحابك من تحالف الوفد والانضمام إلى قائمة في حب مصر؟ الأهم بالنسبة لحزب المحافظين أن يكون هناك تحالف قوي، يعبر عن الشعب المصري بكل أنواعه وفصائله، لأنك لو أنتجت تحالف ضعيف ستكون النتيجة صفر، وتحالف الوفد ضم شخصيات تعمل لتحقيق مكاسب خاصة بعيداً عن النظر إلى المصلحة العامة، والشخصيات الموجودة به لا تستطيع أن تحمل قائمة، بل في احتياج إلي قائمة تحملهم. ونحن فضلنا أن يستمر تحالف الوفد بالنسبة للفردي لأنه الأكثر انتاجاً وحركة، فيما وجدنا في قائمة "حب مصر" تنوع في التوجهات السياسية والأفكار ووجود شخصيات ليس لها علاقة بالفساد الذى كان في عهد مبارك. - وتعليقك على الاتهامات الموجهة لها كقائمة النظام؟ مصر لم يتشكل بها نظام بعد، حقاً بها مؤسسة للرئاسة والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية، ولكن يجب أن تتواجد السلطة التشريعية حتى تكتمل ملامح النظام، وقائمة "في حب مصر" ليست قائمة النظام بدليل أن القوائم الأخرى بها شخصيات مقربين من السلطة أكثر من الموجودين داخل قائمة حب مصر. وحزب المحافظين مهتم أن يكون متواصل مع الشارع المصري، وجلست مع الدكتور الجنزوري واسترحت للكلام، وكنا سنساند قائمة في حب مصر، حتى لو لم يتم أخذ أحد منا داخلها، لكى نؤكد أن المصلحة العامة أكثر اهتماماتنا. والقائمة وضعت منذ البداية المهندس أكمل قرطام، في القائمة كشخصية وطنية بغض النظر عن كونه رئيس الحزب، ولم تكن لدينا طلبات بزيادة الأعداد، وهي لا تقدم كل ما نريد ولكن بعض ما نريد، ويوجد قاعدة فقهية تقول "مالا يدرك كله لا يترك كله". - وتعليقك على أن القائمة لم يكن لديها برنامج انتخابي معلن؟ لست مفوض للتحدث عن القائمة، ولكنى أحد الداعمين لها، وأعلم ان لها برنامج وأفكار تشريعية، ووقف الانتخابات حال دون طرح تلك البرامج. - هل المشهد السياسي سيتغير الفترة المقبلة؟ طبعاً سيتغير تماماً، والتعديلات لن تقف عند حد تقسيم الدوائر ومزدوجي الجنسية، وعندي معلومات بأن النظام الانتخابي نفسة سُيعدل، والحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري ليس بوقف الانتخابات، بل بإلغاء الانتخابات، وللآسف نحن ورجال القانون فقراء في الثقافة القانونية في كثير من الأمور التي أصبحت عامة. والمشكلة ليست في المحكمة الدستورية كما يعتقد البعض، ولكن العيب علي لجنة الخمسين التي وضعت الدستور، التي لم تكن مؤهلة، ولا تحمل فكرا يساعدها على ذلك، والعيب الأكبر على شكلوا تلك اللجنة، لأنها ليست كالبرلمان، يجب أن تضم ممثلين عن جميع فئات الشعب، دون مراعاة أن الغلبة بها يجب أن تكون لخبراء القانون. فمثلا عمرو موسي، ومحمد سلماوي، رغم احترامي، ليس لهما علاقة بصياغة الدساتير، وعدد القانونين داخل اللجنة كان قليل جدا، ويوجد قانونين يصنعون دساتير لدول العالم غابوا عن المشهد مثل إبراهيم درويش، و رمزي الشاعر.. وآخرين. واللجنة لم يكن لديها بصيرة، وهى تضع في الدستور أن يكون رئيس الجمهورية مصري يحمل الجنسية المصرية وحدها دون غيرها، ولعضو البرلمان أن يحمل الجنسية المصرية فقط، ولم تقول وحدها دون غيرها، ما دفع لأزمة ترشح مزدوجي الجنسية للبرلمان. وبالنسبة لقرار محكمة القضاء الإداري بخصوص قانون الانتخابات، أخشى أن يترتب على القانون الجديد عوار مرة أخرى، وقلت لرئيس الوزراء أنك أخطأت عندما أسندت إجراء التعديلات القانونية لنفس اللجنة التي أصدرته، لأنها ستكون متحمسة تماماً للنظام الذي وضعته. - كيفية الخروج من الأزمة؟ يجب أن ترحب اللجنة الحالية بكل الاقتراحات بما فيها القائمة، لأن من الأخطاء الموجودة جعلها لأصحاب الاحتياجات بالدعم من الدولة، مثل المرأة والمعاقين والأقباط والشباب، وجعلها قاصرة عليهم، ويوجد شخصيات عامة أمضو حياتهم في العلم والدراسة، والدولة في احتياج لهم، لذلك يجب أن يقل في القائمة عدد ممثلي المرأة والمعاقين، ويعينهم الرئيس. ما الهدف الحقيقي من لقائك مع الرئيس مؤخراً؟ يجب أن يكون في مصر مجلس قومي لمواجهة الارهاب والتطرف، ومجلس لتجديد الخطاب الديني، والأزهر مؤسسة علمية وليس مؤسسة دينية، ولذلك قدمنا للرئيس السيسي مبادرة نقول له ذلك، باعتبار اننا كنا أقرب الناس لهذه الجماعة، ونعرف طريقة تفكيرها والأسباب التي تجعلهم يٌكفرون غيرهم، فمن يعرف الداء يعرف الدواء. قدمنا للرئيس مجموعة من الأفكار، لتكون هناك مؤسسة تقوم بدور توعيه للشعب، لمواجهة التكفير الذى يحدث من الجماعات المتطرفة، ويجب أن يكون الخطاب الديني يقوم على إعمال العقل، ولذلك قرر أن يجلس معنا ليسمع منا بشكل مباشر، ولاحظنا أن الرئيس وكأنه يجلس معنا في إعداده. - هل لنا أن نعرف تفاصيل هذا المشروع؟ طلب منا الرئيس أن نستكمل الدراسات في هذا الموضوع، واتفقنا أن يكون المشروع بعيداً عن الإعلام، ولذلك لا أستطيع عن أتحدث عنه إعلامياً، والرئيس يتعجلنا لإتمام هذا المشروع، ويطلب من مؤسسة الرئاسة متابعتنا بصفة مستمرة، وسنقدم المشروع خلال الساعات القليلة القادمة. - هل ستنجح الدولة في إقصاء جماعة الإخوان من الحياة السياسية؟ لن يكون هناك مستقبل على الإطلاق لجماعة الإخوان، فلقد أصبحت في ذمة التاريخ، ومن يريد من أعضائها الانخراط في الحياة السياسية، فليخلع عباءة جماعته. وعددهم البالغ 300 ألف لا شيء بالنسبة لجموع الشعب. - كيف تنظر إلى براءة رموز مبارك؟ ودخول الثوار السجون بدلا منهم؟ هذه جريمة الإخوان، فبعد نجاح الثورة طالبنا أن يكون هناك محاكم ثورة، لكن الجماعة سعت لعدم إسقاط دستور 71، وإجراء تعديلات على بعض مواده، في ظل لجنة تضم أعضاء من الجماعة، ما تسبب في عدم إجراء محاكمات ثورية. والقضاء يحكم بالنسبة للأدلة والاوراق، رغم علمه بفساد صفوت الشريف ومبارك.. وغيرهم، ولكن الحكومة وقتها هي التي حجبت تلك الاوراق التي تدينها، ودمرت جميع الادلة التي تثبت الفساد. وبعض الأفراد الذين قاموا بالثورة ليس لديهم وعي سياسي، وارتكبوا جرائم ضد القانون، والمحكمة تحاكم وفقا للقانون. ودومة وعلاء، شخصيات ثورية، وليس المطلوب من الثوري أن يظل ثورياً على طول الامد، ولكنهم ارتكبوا أشياء في فترة القانون، يحاسبوا عليها حتى لو كانوا قديسين. - هل تتأثر مكتسبات المؤتمر الاقتصادي بسبب تأخر مجلس النواب؟ لن تضيع مكتسبات المؤتمر الاقتصادي علي الاطلاق، رغم أنه من الأفضل أن يكون هنا مجلس تشريعي يحقق ذلك واستكمال خارطة الطريق، فوجود السلطة التشريعية في يد الرئيس أمر استثنائي، ويجب أن لا يطول، وتسارع الدولة في إجراء انتخابات البرلمان. - كيف تقيم موقف حزب مصر القوية ورئيسه عبد المنعم أبو الفتوح؟ أبو الفتوح، هو العملاق الذي أصبح قزم، مثل جنيفر في بلاد العجائب، عندما كان مع الإخوان كان عملاق، ولكن عندما تركهم، وأصبح في المجتمع المصري أصبح قزم. أبو الفتوح مر بهزة نفسية عندما أقصاه الاخوان من عضوية مكتب الإرشاد، عندما أراد أن يكون مرشداً، وعندما أراد أن يكون رئيس للجمهورية أقصاه الاخوان من عضوية الجماعة، وأصبح الآن مثل بندول الساعة يحضر ويذهب، وهو ظاهرة مؤقتة، وستنتهي تماماً مع الوقت، ويجب أن يعطى مساحة لحرية التعبير حتى لو كانت قاسية. - وماذا عن حزب النور؟ حزب النور هو الشكل الجديد لتنظيم الإخوان، والسلفيون لم يكونوا تنظيم، وإنما حركة فكرية، ولكن الاخوان تنظيم، والنور يحاول صنع شكل هيكلي يشبه جماعة الإخوان، واستمرار بقاء حزب النور في الحياة السياسية المصرية سيعوق مسألة تجديد الخطاب الديني، وإحداث ثورة دينية، فأفكار حزب النور متشددة تقليدية، يجب علينا أن نتركها، ونتقدم للأمام. - هل لازالت تحتفظ بصداقة بعض الشخصيات الإخوانية؟ من الصعب التخلص من مجموعة قضيت معها وقت كبير، ونسبة الشخصيات التي ظللت محتفظ بها بعد خروجي من الجماعة كبيرة، وبدأت تتناقص تدريجياً إلي أن وصلت إلي أقل حد ممكن، ومازالت أحتفظ بمجموعة ممن يحملون فكراً ثوريا ضد الجماعة، وأتحفظ عن ذكر أسمائهم. ومن الشخصيات التي ظلمت من الجماعة بانتمائه لها الدكتور شريف أبو المجد، أستاذ بكلية الهندسة بجامعة حلوان، وقيادي للإخوان بالجيزة، وهو من المفكرين لتطوير التعليم في مصر، ومحبوس حالياً بتهمة المشاركة في اعتصام "رابعة." - هل الجماعة لديها قائمة اغتيالات؟ نعم، وأنا علي رأس هذه القائمة، والدولة توفر حاليا لي حراسة وحماية خاصة، والاغتيالات تمارسها مرحليا، فحالياً اغتيالات وقائية لبعض ضباط الشرطة الكبار، وبعد ذلك اغتيال انتقامي من الأشخاص الذين وقفوا ضدهم، وستبدأ عندما يفقد الإخوان كل الأمل في العودة، وإعدام المرشد، وبعض جماعته، سيردع الجماعة.