توجيهات مهمة من وزير التعليم العالي للجامعات بشأن امتحانات نهاية العام    الدكتور خالد عامر نقيباً لأطباء أسنان الشرقية    وزارة التموين: خفض أسعار زيت الطعام 36% والألبان 20%    صندوق النقد الدولي: مصر ملتزمة باستكمال رفع الدعم عن الطاقة    توريد 14 ألف طن قمح لشون وصوامع بني سويف حتى الآن    باحث في الشئون الروسية: التصعيد العسكري الأوكراني سيقابل برد كبير    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    تشكيل فرانكفورت أمام بايرن ميونيخ.. عمر مرموش يقود الهجوم    نجما جنوب أفريقيا على أعتاب نادي الزمالك خلال الانتقالات الصيفية    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرض مخرجات ونواتج التعلم    ال دارك ويب أداة قتل طفل شبرا الخيمة.. أكبر سوق إجرامي يستهدف المراهقين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بعد 24 عاما على إصدارها.. مجلة rollingstone الأمريكية: "تملي معاك" ل عمرو دياب أفضل أغنية بالقرن ال21    ما حكم الحج عن الغير تبرعًا؟ .. الإفتاء تجيب    قافلة طبية مجانية لمدة يومين في مركز يوسف الصديق بالفيوم    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد حكم دولي في المحكمة الرياضية    مكتبة مصر العامة بالأقصر تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء.. صور    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    جامعة القاهرة تناقش دور الملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    غدًا.. قطع المياه عن قريتين ببني سويف لاستكمال مشروعات حياة كريمة    وزيرة التضامن: فخورة بتقديم برنامج سينما المكفوفين بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة بسبب سوء الأحوال الجوية وتعطيل العمل غدًا    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    وزير الري يشارك فى فعاليات "مؤتمر بغداد الدولى الرابع للمياه"    هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين: الوضع في سجون الاحتلال كارثي ومأساوي    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    تحرير 134 محضرا وضبط دقيق بلدي قبل بيعه بالسوق السوداء في المنوفية    قوافل بالمحافظات.. استخراج 6964 بطاقة رقم قومي و17 ألف "مصدر مميكن"    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    رئيس البرلمان العربي يكرم نائب رئيس الوزراء البحريني    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    بسبب البث المباشر.. ميار الببلاوي تتصدر التريند    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    الليلة.. أحمد سعد يحيي حفلا غنائيا في كندا    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يجتمع بممثلي الشركات المنفذة لحي جاردن سيتي الجديدة    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رصاصة "الرحمة" أنقذت مصر من أخطاء تحالفات "النواب"
نشر في الأهرام المسائي يوم 19 - 03 - 2015

منذ انتهت لجنة الخمسين من كتابة الدستور المصرى الجديد وتم التصويت عليه ساد المشهد السياسى ارتباك شديد وبرغم الدعوة لضرورة وجود برلمان ليس لمجرد التعبير عن المصريين فحسب وإنما لتحقيق البند الأخير من خارطة المستقبل التى تم الاتفاق عليها فى 3 يوليو 2013
إلا أن التعثرات والمطبات الصناعية أو قل القانونية والدستورية أيضا كانت كثيرة ومتزايدة ولا تختفى مهما كانت محاولات ترويضها أو التخلص منها ورغم أن المشهد يبدو مشابها لما حدث فى انتخابات برلمان 2012 إلا أنه مختلف كثيرا، فالجميع كان يظن ان التيار المدنى تعلم من أخطائه وأن حلف 30 يونيو سيظل صامدا ولن تخترقه حسابات الكراسى والمقاعد والمحاصصة والمصالح الحزبية. ومع أول اختبار حقيقى فشل التيار المدنى فى تجميع شتاته وتجمدت جبهة الإنقاذ الوطنى وحلت من تلقاء نفسها وبدأت الأحزاب المدنية رحلة البحث عن مقاعد البرلمان ولو بالاستعانة بأعضاء من الوطنى المنحل، بل وسطرت سطورا جديدة فى السطو على مقاعد الفئات المميزة التى نص عليها الدستور لتمثيل المرأة والشباب والأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة والعمال والفلاحين والمصريين فى الخارج والشخصيات العامة، واعتبرتها حقا حزبيا مكتسبا ولم تتفق أبدا حتى أطلق القضاء رصاصة الرحمة للحياة الحزبية بتأجيل الانتخابات لعدم الدستورية. "الأهرام المسائى" يفتح ملف التحالفات الانتخابية ويرصد أهم الأخطاء التى وقع التيار المدنى فيها وأبرز التدخلات والشخصيات التى أثرت فى تكوين ونسف التحالفات.
- "أحزاب لا تعرف التوافق":
- عمقت الاختلاف وندمت على عدم التوحد والنور يتهمها بتعمد الإقصاء
تعالت أصوات كثيرة بعد تأجيل الانتخابات البرلمانية تنادى بضرورة توحد القوى المدنية لمواجهة الأخطار التى تهدد الأمن القومى المصرى والحياة السياسية والاقتصادية، لكن هذه الدعوات لم تلق صدى كبيرا بين الأحزاب السياسية خاصة انها ليست المرة الأولى التى يتم طرح هذه المبادرة على القوى السياسية والتحالفات الانتخابية.
ويقول شهاب وجيه المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار: إن فكرة الجبهة الموحدة أو القائمة الموحدة شبه مستحيلة خاصة مع الاختلاف الأيديولوجى بين الأحزاب السياسية، واهم الملامح التى يجب أن تجمع أى تحالف كبير هى الأرضية المشتركة والتقارب الأيديولوجى لذلك الجبهة الموحدة أو القائمة الموحدة من الصعب الاتفاق عليها.
بينما قال أحمد حسنى القيادى بالتحالف المدنى الديمقراطى " صحوة مصر": الجبهة الموحدة صعبة لكنها ليست مستحيلة خاصة إذا غيرت الأحزاب السياسية نظرتها للقوائم الوطنية وعرفت أنها ليست قوائم حزبية وليس من المفترض أن يكون فيها محاصصة وإنها قائمة لتمثيل الفئات المميزة وقتها فقط يمكن أن تكون هناك قائمة واحدة، ولكن بالفكر الذى تتغلب عليه الأيديولوجية والمصالح الحزبية وعدد المقاعد من الصعب جدا الوصول للقائمة الموحدة.
كما قال د. صلاح عبدالمعبود القيادى بحزب النور: نتمنى أن تكون هناك جبهة موحدة للتيار المدنى والقوى السياسية، ونحن فى حزب النور سبق أن قمنا بمد أيدينا للجميع حتى نتوحد ونتحالف لكننا وجدنا إقصاء، وهناك العديد من الأخطاء التى يعانى منها التيار المدنى منها الاستحواذ والمحاصصة لذلك نجد تحالفات تم الإعلان عنها وبعد يومين انتهت لأنها كانت من الاساس تسعى لمكاسب شخصية، وفى هذه المرحلة يجب تقديم مصلحة الوطن عن اى شيء آخر.
كذلك قال د. عاطف مغاورى القيادى بحزب التجمع: إن الجبهة الموحدة شيء صعب فى ظل مناخ يعتمد على المحاصصة وإعلاء المصالح الحزبية، ومن الصعب جدا أن تتوحد أحزاب اليمين واليسار للاختلاف الأيدولوجى والتوجه الاقتصادى لكل حزب منهم على حدا، لكن إذا أراد الجميع وحدة الصف والتنسيق سيكون جائزا.
- "الفئات المميزة". ابن غير شرعى لذوى الاحتياجات السياسية:
منذ تم الإعلان عن المقاعد المخصصة للشباب فى القوائم الوطنية وبدء الصراع فى الوسط السياسى بين استغلال الشباب تارة وبين إقصائهم تارة أخرى، فشهدت القوائم الوطنية التى تم تقديمها من جميع التحالفات حالة إقصاء للمجموعات الشبابية التى شاركت فى الثورتين إلا عدد قليل بالإضافة للاستعانة بأبناء القيادات الحزبية كبديل عنهم وهو ما ترتب عليه انسحاب بعض الشباب من المشهد الانتخابى، ومغامرة البعض الآخر بخوض الانتخابات على المقاعد الفردية.
يقول تامر القاضى عضو تكتل القوى الثورية وعضو اللجنة التنسيقية لقائمة الشعب: إن الشباب تم استخدامهم من الجميع فى لعبة الانتخابات وحين جاءت اللحظات التى يجب أن يقف فيها التيار المدنى والأحزاب مع الشباب أدار لهم ظهره وتم إقصاؤهم من المشهد والاستعانة بآخرين مرضى عنهم لذلك قررنا أن نعمل على تكوين قائمة خاصة بنا ونبذل جهدا كبيرا فى سبيل الوصول الى قوائم وطنية حقيقية تمثل الفئات المميزة بعيدا عن لعبة الأحزاب التى أصبحت معروفة للجميع.
كما قال أحمد حرب القيادى بحزب المؤتمر: إن الأحزاب تنظر للفئات المميزة بطريقة مختلفة عما ينظر بها الدستور للشباب، فلجنة الخمسين وضعت هذه المواد لإعطاء فرصة للشباب ليشاركوا فى الحياة السياسية وبناء الوطن لكن الأحزاب اعتبرت هذه الفئات حقا لها وبدأت فى التعامل معها بطريقة لا تليق وهمشت الفئات المهمشة اكثر وكانت تكمل بهم القوائم وكأنهم تحصيل حاصل، لذلك هناك مجموعات شبابية كثيرة قررت الابتعاد عن المشهد وعدم المشاركة فى الانتخابات.
كذلك قالت ليلى عثمان القيادية بحزب التحالف الشعبى: إن أغلب التحالفات تعاملت مع الفئات المميزة بطريقة سد الخانة فبعد ان استعانت بالأعداد التى احتاجتها من الشباب والمرأة وفى الغالب كانوا جميعا من المحترفين بدأت فى استقطاب آخرين لتكمل بهم القوائم بدون النظر للكفاءة وبدون معايير واضحة.
وقال رامز عباس عضو رابطة متحدى الإعاقة: إن الأحزاب كانت لا تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة ولا قضاياهم ولا تفعل لهم لجانا وبعد أن وضعهم الدستور ضمن الفئات المميزة وأنصفهم وخصص لهم مقاعد بدأ التهافت عليهم حتى ينضموا للقوائم بدون النظر لما يهتمون به.
- دمرت نفسها ذاتيا واختلافها فاق اتفاقها وقادتها يدمنون المناورات الضيقة:
- "تحالفات لا تعرف البقاء"
- دفعت تحالف موسى للانهيار. وركزت على مصالح الأحزاب فى الغرف المغلقة. وأجبرت الجنزورى على الهروب بتهمة تشكيل قائمة للدولة. وتركت تيار صباحى يتجاهل الانتخابات
شرع عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين فور الانتهاء من التصويت على الدستور فى الدعوة إلى تأسيس تحالف انتخابى يعبر عن التيار المدنى بكافة أطيافه كانت الدعوة الأولى انضم عدد كبير من الأحزاب والشخصيات العامة، وبما أن عمرو موسى الرئيس الشرفى لحزب الوفد ويميل له كثيرا فاختار اسم تحالف "الأمة المصرية" ليكون قريبا من الوفد.
وعقد العديد من الاجتماعات واتفق المنضمون للتحالف أن يقوم الدكتور عمرو الشوبكى بكتابة الوثيقة التأسيسية والتى خرجت متضمنة بعض البنود أهمها ان مصر دولة مدنية حديثة حكمها مدنى وأصولها مدنية بالإضافة الى دعم شرعية 30 يونيو والعمل على إصدار القوانين المكملة للدستور واحترام مبادئ الديمقراطية وتداول السلطة وحقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، وبرغم الشروط التى تأسس التحالف عليها وحضور حزب الوفد والمصريين الأحرار والتجمع وبعض الشخصيات للاتفاق على التأسيس إلا أنه مع توسع دائرة الانضمام للتحالف تصاعدت وتيرة الخلافات.
ونفت بعض الاحزاب انضمامها من الأساس كالمصريين الأحرار لتتحول الخلافات الى صدام على كيفية تقسيم المقاعد فى القوائم القومية مما استدعى تذكير موسى للجميع بأن القوائم ليست للأحزاب لكن من المهم أن تلتف حولها الأحزاب ليفاجأ الجميع بانسحاب عمرو موسى من التحالف وانهياره برغم تشكيل لجنة محايدة وقال موسى إن سبب انسحابه يرجع لعدم وجود توافق القوى السياسية واهتمامها فقط بالمحاصصة الحزبية، وأن محاولات الإقصاء والمناورات الضيقة والحسابات الحزبية بالغرف المغلقة منعت الجميع من التوصل الى اتفاق بشأن التحالف، وانتشر فى هذه الفترة على مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج بالأمر يا عمرو فى محاولة للضغط على موسى ليكمل التحالف لكن الهاشتاج لم يغير من موقف عمرو موسى وانهار التحالف بشكل نهائي.
"الأسباب الحقيقية"
أكد أحمد عبدالله القيادى فى التحالف فى ذلك الوقت أن الأسباب الحقيقية لانهيار التحالف هى نفسها التى أدت الى انهيار كافة التحالفات فيما بعد وهى مناورات السيد البدوى رئيس حزب الوفد رغم كافة محاولات التقريب التى قام بها عمرو موسى إلا أن الوفد كان يصر على المحاصصة وعلى رفض وجود احزاب وشخصيات فى التحالف، وتحول التحالف من تحالف سياسى وانتخابى لتكوين قائمة للفئات المميزة الى مباراة يحاول كل حزب أن يستحوذ على عدد مقاعد أكثر من الآخر.
بعد تعثر تحالف "الأمة المصرية" وانهياره أعلن حزب الوفد عن تأسيس تحالف انتخابى جديد يحمل اسم "الوفد المصرى" وتضمن التحالف حزب الوفد، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزب الإصلاح والتنمية، وحزب المحافظين، والكتلة الوطنية، وحزب الوعى، وتيار الشراكة الوطنية لتبدأ جولة جديدة من المفاوضات الانتخابية حيث أعلن الوفد عن تشكيل مجلس رئاسى وبرغم أن التحالف كان يبدو متماسكا إلا أن لجنة التواصل السياسى فيه والمكونة من حسام الخولى، ود. عمرو الشوبكى، وعفت السادات لم تتوقف عن الاتصال والاجتماع بمؤسسى القوائم الأخرى.
كما أن التحالف لم يضع لبنة فى القوائم الوطنية الأربعة وظل يناور على مدار شهور وتفشل مفاوضاته للدخول فى قائمة، وبعد لقاء رئيس الجمهورية برؤساء الأحزاب وحثه لهم على تشكيل قائمة واحدة دعا الوفد الأحزاب السياسية للاجتماع والعمل على تشكيل قائمة واحدة لكن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح، فعاد للتفاوض مع قائمة صحوة مصر، كما انضم له حزب التجمع والمؤتمر بعد انسحابهما من "الجبهة المصرية" بسبب المحاصصة للمقاعد ليصبح اسم التحالف الجديد "الوفد المؤتمر".
وقبل فتح باب الترشح بأيام قليلة أعلن الوفد على لسان رئيسه أنه تعرض لضغوط أمنية لدخول قائمة "فى حب مصر" وأنه يفكر فى الانسحاب من الانتخابات ودعا لاجتماع لمكتبه السياسى وانتهى الاجتماع بإعلان دخول حزب الوفد لقائمة فى حب مصر وحصوله على 8 مقاعد، وانهيار تحالف الوفد المصرى نهائى بعد انسحاب الحزب المصرى الديمقراطى وانضمامه لقائمة صحوة مصر، وانسحاب تيار الشراكة الوطنية، وإعلان حزب التجمع عدم ارتباطه بقائمة.
ويقول طارق التهامى القيادى بحزب الوفد: إن إلقاء المسئولية على حزب الوفد غير منصفة فالقرارات كانت تؤخذ بالأغلبية او التوافق فى المجلس الرئاسى للتحالف، كذلك المفاوضات مع القوى السياسية لمحاولة التوافق كانت رغبة لدى الحزب ولم يتمسك الوفد بعدد مقاعد أو محاصصة بل أعلن أكثر من مرة أن قيادته لن تترشح على القوائم، والحزب والتحالف تعرض لضغوط ومن الطبيعى أن ينسحب البعض ويرفض الدخول فى قائمة معينة.
فى الوقت الذى تشابكت فيه جميع القوى السياسية ظهر الدكتور عبدالجليل مصطفى منسق الجمعية الوطنية للتغيير معلنا عن تشكيله قوائم وطنية "صحوة مصر" على معايير واضحة أهمها الكفاءة والعلم، معلنا أن القوائم الوطنية ليست للأحزاب إنما للفئات المميزة وظل يعمل فى هدوء، ليبدأ رحلة استقبال ملفات المرشحين التى تحمل السيرة الذاتية لكل مرشح، وشكل جمعية عامة من الشخصيات العامة لتبارك القوائم، حتى أعلن عن تشكيل لجنة محايدة للفرز والاختيار.
وكان عمرو موسى يمثل القوائم وانتهت برفض عبدالجليل، ثم التفاوض مع التيار الديمقراطى والذى انتهى بدخوله للقوائم، ثم التفاوض مع تخالف 25 - 30 وانتهى بدخول بعض اعضائه للقائمة، ثم التفاوض مع الوفد المصرى والذى انتهى بانضمام المصرى الديمقراطى للقائمة، مرت قوائم "صحوة مصر" بمجموعة من العواصف والانسحابات فبعد ظهور عمرو موسى فى المشهد مع القائمة انسحب مرة أخرى وفضل الابتعاد عن المشهد، كذلك د. مصطفى حجازى مستشار رئيس الجمهورية السابق الذى لم يظهر مفضلا الابتعاد، وفى اللحظات الأخيرة، كذلك اتهام د. عبدالجليل بوقوفه مع الإخوان فى فرمونت، وأنه مجرد محلل لقائمة الدولة لن ينافس بشكل حقيقى حتى يكرر خسارة حمدين صباحى ويقضى على الثورة، بالإضافة لقلة الموارد المالية وسوء التنظيم والإدارة لتعلن القائمة فى النهاية عن دخولها للمنافسة بثلاث قوائم فقط.
أما الدكتور كمال الجنزورى فبرغم محاولته لتشكيل قائمة وطنية تجمع القوى السياسية إلا أن أصابع الاتهام ظلت تلاحقه منذ إعلانه عن مشروع القوائم ففى الوقت الذى شنت أحزاب هجوما كبيرا متهمة مستشار رئيس الجمهورية بإعداد قائمة الدولة واستغلاله لمكاتب وزارة الاستثمار لعقد اجتماعات، تهافتت أحزاب أخرى لإعلان المباركة والتأييد وإرسال الأسماء منهم تيار الاستقلال بزعامة أحمد الفضالى والذى ظل داعما للقائمة حتى انتهت، كما أعلنت الجبهة المصرية عن تفاوضها مع الجنزورى مما أدى الى انسحاب حزب التجمع والمؤتمر، وكذلك حزب المصريين الأحرار الذى أعلن دعمه دون قيد أو شرط. أثناء لقاء الرئيس برؤساء الأحزاب أبدى عدد كبير منهم تساؤلاته حول ما يقوم به مستشار الرئيس الاقتصادى، وأكد الرئيس عدم دعمه لأى قائمة انتخابية، ليعلن بعدها الجنزورى انسحابه من المشهد ويسدل الستار عن هاشتاج الجنزورى ضرورى ويظهر اللواء سامح سيف اليزل يقود قائمة "فى حب مصر" بنفس التشكيل والأسماء التى كانت مع الجنزوري. كذلك أعلنت أحزاب الحركة الوطنية والشعب الجمهورى، ومصر بلدى، والمؤتمر، والتجمع تأسيسها لتحالف انتخابى باسم "الجبهة المصرية" واشترطت للانضمام إليها أن يكون الأعضاء الجدد على نفس الفكر والتوجه لتبدأ رحلة الجبهة سواء للتحالف على المقاعد الفردية أو القوائم الأربع، وظل اسم الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية فى ظل القائمة، وبرغم تكوين الجبهة لمعظم القوائم واعتمادها على مرشحين الفردى إلا أن ريح الانسحابات عصفت بها فبمجرد إعلان الجبهة عن التفاوض مع الجنزورى انسحب حزب المؤتمر والتجمع وبعد انسحاب الجنزورى من المشهد عادت الجبهة لإعداد قوائمها بشكل منفرد ونجحت رغم الضغوط فى تقديم أربع قوائم.
ونعود إلى أواخر 2014 حيث أعلن حمدين صباحى وعدد كبير من الأحزاب منهم الدستور، والكرامة، والتحالف الشعبى الاشتراكى، والتيار الشعبى، وحزب العدل، وحزب مصر الحرية وبعض الشخصيات العامة تأسيس التيار الديمقراطى لكن التيار منذ اللحظات الأولى وهو يواجه عواصف وتهديدات بالانهيار وأطلق عليه تيار العصاه، وبرغم وجود عدد كبير من الأحزاب داخل التيار إلا أنه لم يهتم بالانتخابات بقدر اهتمامه بقضايا المحبوسين وقانون التظاهر، وتقدم التيار فى اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء بمشروع لقانون تقسيم الدوائر منوها بعدم دستورية القانون، ومع اقتراب الانتخابات وقبل إحياء ذكرى 25 يناير بيوم تعرضت الناشطة شيماء الصباغ للقتل أثناء فض مسيرة لحزب التحالف الشعبى بميدان طلعت حرب، وترتب عليه إعلان التحالف الانسحاب من الانتخابات، ومن بعده أعلن الدستور عدم خوضه الانتخابات وترك الحرية لأعضائه كذلك التيار الشعبى والكرامة لينتهى التحالف بدخول بعض أعضاؤه فى قائمة "صحوة مصر" وتحت مظلتها.
كما أعلن تيار الاستقلال والذى كان داعما لقائمة الجنزورى منذ الإعلان عنها أنه سينافس فى الانتخابات بقوائم منفردة بعيد عن أى تحالف وذلك بعد انسحاب الجنزورى من المشهد، وبرغم ذلك ضمت قائمة الجيزة لقائمة "فى حب مصر" سحر الهوارى عضوه التيار.
بينما انهار تحالف 25 - 30 قبل الانتخابات بأيام وهو تحالف ضم فى عضويته عدد كبير من المستقلين وأعتمد قوامه الأساسى عليهم، وكان يقوده النائب السابق مصطفى الجندى الذى ترك التحالف من أجل قائمة "فى حب مصر" والسيد عبدالحكيم عبدالناصر والعديد من الشباب، وكان التحالف الوحيد الذى يختار المرشحين بعد إملائهم للسيرة الذاتية والتى جزء منها اللجنة التى سينضم لها فى المجلس ومعلوماته وخبراته عنها، وبرغم المشاكل الكثيرة التى واجهت التحالف وأهمها الدعم المادى إلا أن انضمام مؤسسه مصطفى الجندى لقائمة أخرى كان نقطة النهاية لينتهى التحالف.
كذلك تحالف العدالة الاجتماعية الذى أسسه د. جمال زهران وكان يدعوا منذ البداية لتأجيل الانتخابات لأن الأحزاب غير مؤهلة للمنافسة أعلن التحالف قبل الانتخابات بأيام عن انسحابهم من المشهد معللين ذلك بان القانون غير دستورى والمشهد السياسى مرتبك
كما ظهر فى اللحظات الأخيرة وقبل فتح باب الترشح مجموعة من التحالفات على رأسها قائمة "فى حب مصر".
- "جرس إنذار للتيار المدنى":
- خطاياه كثيرة وعلامات استفهام وراء فشل أحزابه
اسدال الستار عن المعركة الانتخابية حتى حين هو فرصة أخيرة وجرس إنذار للتيار المدنى حتى يستطيع أن يتدارك أخطاءه مرة أخرى ويتعلم من الدروس السابقة وقد أجمع العديد من القيادات الحزبية أن التيار المدنى ارتكب أخطاء كثيرة وأهمهما الفهم الخاطئ للقوائم الوطنية والتى أدت إلى صراع فرق الجميع وسبب تصدعا فى صف حلفاء 30 يونيو ومن أبرز هذه الخطايا: التمسك بالمقاعد والمحاصصة وعدم إنكار الذات، بالإضافة الى تغليب المصالح الحزبية على المصلحة الوطنية، كذلك إقصاء الشباب والانتهازية، والتعامل مع الفئات المميزة بنظرة حزبية، عدم التوافق والتنسيق فى الفردى والقائمة وسوء الإدارة وعدم وجود خبرة سياسية واللجوء للحل الأسهل المقاطعة والانسحاب، الاستعانة بأعضاء الحزب الوطنى.
ويقول د. عمار على حسن الخبير السياسى: إن خطايا التيار المدنى كانت كثيرة جدا، ويبدو أنه لم يستطع الإجابة على الأسئلة الرئيسية وأهمها هل الصراع الآن بين التيار المدنى والتيار الدينى المتطرف أم أنه بين قوى ثورية تريد لمستقبل أن يولد وقوى تجمع الثورة المضادة وتريد للماضى أن يعود؟ هل محاربة الإخوان تستدعى بدء تحالف مع النظام القديم والتمهيد لعودته؟مضيفا أيهما أخطر الفساد أم الإرهاب؟ فالفساد أخطر ومواجهة الإرهاب تستنهض طاقة الجميع، بالإضافة كيف يمكن أن يضحى التيار المدنى بالوجوه المحروقة والتى مل منها الشارع المصرى فى سبيل تقديم جيل لديه قدرة على العطاء للوطن؟
لكن الحقيقة ان الذى يتصدر المشهد هم الوجوه القديمة وتتم الاستعانة بالشباب كديكور وعوامل مساعدة. السؤال الأخير هل يمكن للتيار المدنى أن ينجح فى بناء عمل جماعى فى ظل الضعف والوهن الذى تعانى منه الأحزاب السياسية سواء قبل أو بعد الثورة؟
فنحن نحتاج فى الغالب الى تدريب جيد وأعتقد أن هذه هى الآفة الحقيقية فى ظل غياب فضيلة إنكار الذات والإيثار وارتفاع الأنانية والانتهازية، فالتيار المدنى بلا رؤية أو استراتيجية وسر وجود التيار المدنى حتى الان وعدم اندثاره أن جوهر ثقافة الشعب المصرى ذات طابع مدنى فتدينه المعتدل لا يجعله ينخرط مع التيارات المتطرفة، مؤكدا أن وضع الأحزاب المدنية بات أكثر بؤسا ولا بديل عن العمل الجاد.
- "ثوار" فى جلباب "الفلول" بأوراق مكشوفة:
منذ بداية المعترك الانتخابى وهناك صراع دائر فى الوسط السياسى ولكن هذا الصراع وصل للاحتدام قبل الانتخابات بأسابيع قليلة وتبادل الاتهامات بالاستعانة بنواب الحزب الوطنى السابقين خاصة على المقاعد الفردية، وبرغم إخفاء بعض الأحزاب لمرشحيها على المقاعد الفردية إلا أنه بعد إعلان النتائج اصبحت جميع الأوراق مكشوفة وباتت الأسماء معلنة للجميع.
ومن أبرز الأحزاب التى استعانت بنواب الوطنى المنحل حزب المصريين الأحرار، وحزب الوفد، وحزب المؤتمر، وأحزاب تحالف الجبهة المصرية لتبدأ بذلك سلسلة جديدة من الاتهامات السهام التى وجهت لهذه الأحزاب وأبرزها أنهم سيكونون البوابة الخلفية لعودة الحزب الوطنى، بالإضافة لسلسلة من الاستقالات الجماعية حدثت على دار الشهور والأسابيع الماضية وبعد إعلان أسماء المرشحين خاصة فى حزب المصريين الأحرار والوفد.
ويقول د. محمود العلايلى القيادى بحزب المصريين الأحرار: إن الحزب بالفعل قام بترشيح مجموعة من نواب الحزب الوطنى مضيفا أن ليس كل من كان يحمل كارنية عضوية للحزب الوطنى فاسدا فطالما لم يشارك فى فساد أو جرائم فهو مواطن من حقه الترشح ولجنة الانتخابات اختارت المرشحين بناء على شركات استطلاع رأيى أكدت شعبيتهم.
كما قال حسام الخولى القيادى بحزب الوفد: إن الحزب يضم عددا من اعضاء الوطنى من سنوات سابقة وهم أشخاص مشهود لهم بحسن السير والسمعة والكفاءة ولهم باع طويل فى العمل السياسى والانتخابى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.