يبدو أن عدد كبير من القرى التابعة لمحافظة الشرقية لا تزال تغرق في معاناتها، رغم إعلان الحكومات المتتالية عن خطط تنمية لتطوير الكثير منها، إلا أن المعاناة تظل هي السمة الأبرز لتلك القرى التي يقطنها غالبية سكان مصر، لأنها تفتقد أبسط خدمات التعليم والصحة، ومياه الشرب النقية والبنية التحتية، وتبقى خطط التطوير حبيسة الأدراج، أو كما يقول المواطنون «حبر على ورق». ألتقت التحرير بأهالى عزبة أبوحسان التابعة لقرية العواسجة مركز ههيا، حيث أبدى الأهالى استيائهم الشديد من عدم دخول الصرف الصحي إلي القرية، وغضبهم من تعامل المسئولين مع طريقة التخلص من مياه الصرف الصحي، حيث انهم يقومون بالتخلص منها عن طريق الجرار الزراعي، والذي يقوم بإلقائها في الترعة المقابلة للكفر، الذي تطل علي طريق الزقازيق الإبراهيمية، ويمر من أمامها أكثر من مليون ونصف نسمة، وهو عدد السكان المركزي لمركز هيهيا. قال "حمدى سعد" أحد السائقين الذين يمرون من أمام الترعة، إن المشكلة اصبحت تحدث بشكل يومي، وإنها لم تعد مشكلة العزبة فقط بل أصبحت مشكلة الركاب الذين يمرون من هذا المكان كل يوم، بالأضافة إلي أن مياه هذه الترعة يستخدمها الفلاحون في ري الأراضي الزراعية المجاورة للكفر، ويسبب ذلك أكبر خطورة علي حياة الزرع والمحصول، وعلى حياة سكان الكفر الذين يأكلون من هذه المحاصيل، قائلًا :" سنموت بمياة الصرف الصحي ". أضاف طارق بكر": ما عندناش أى حاجة لها علاقة بالحكومة"، موضحًا أن أهالى العزبة يعيشون دون مياه شرب نظيفة، أو محطة صرف صحى تنقل مخلفات المواطنين بعيداً عن القرية، أو وحدة صحية تقدم خدمة طبية على الوجه الأكمل، تخطى تعدادها السكانى، موضيفًا أن أمراض البلهارسيا والفشل الكلوى والسرطان تنهش أجساد الأطفال والكبار بسبب تلوث مياه الشرب ورى الفلاحين أراضيهم الزراعية بمياه الصرف والمجارى . وأشار "رفاعى المالكى" إلى أن أهالي عزبة أبوحسان طالبوا المسئولين بضرورة الإسراع في توصيل مياة الصرف الصحي للعزبة حفاظا علي حياتهم، بالأضافة الي نقص الخدمات الأخري بالكفر، فلا يوجد سوي مدرسة ابتدائية واحدة، ويضطر أغلب تلاميذ في المرحلة الاعدادية إلي الذهاب لمدرسة الشبراوين الاعدادية، والتي تبعد عن القرية مسافة 3 كيلو مترات ولكن يبقى رد وكلام المسؤلين حبر على ورق . وأضاف "حمدى"، أن غياب القانون أصبح ظاهرة متكررة تؤدى إلي انتشار المناطق العشوائية المحرومة من كافة الخدمات والتي أصبحت مسارح للجريمة تنشط في وضح النهار في غياب تام للمسئولين. وأوضح "أحمد طواجن" أن أهالى عزبة "أبوحسان" يعيشون بمعزل عن العالم، ويغلب عليهم طابع التشرد والبلطجة والتسرب من التعليم ويعانون من عدم وجود صرف صحي، والانقطاع المستمر للكهرباء، كما يمارس الاطفال انشطتهم الرياضية وسط بيئة مليئة بالقوارض والزواحف والحشرات. وقال "السيد أسماعيل" إن شبكة مياه الشرب، فى العزبة متهالكة وليست لها شبكة صرف صحي، موضحًا أن الأهالى تقدموا بشكاوى ومذكرات عدة للمسئولين لإنشاء شبكة صرف صحي للعزبة دون جدوى، ما جعلهم ينشئون (طرنشات) أسفل منازلهم دون جدوى، ويقومون بنقل مياه الصرف الصحى منها ،وإلقائها فى مصرف مجاور للعزبة، وعلى طول هذا المصرف تنتشر الأراضى الزراعية التى يعتمد عليها الفلاحون فى رى أراضيهم الزراعية بسبب عدم وصول مياه الري إليهم، ما يعنى أن المحاصيل أصبحت موبوءة بالأمراض الكيماوية، وبعد حصادها يتناولها الأهالى ليفاجأوا فيما بعد بإصابتهم هم وذويهم بأمراض الفشل الكبدى والسرطان . وناشد الأهالي محافظ الشرقية الدكتور رضا عبدالسلام للنظر إلي قريتهم ومشكلاتها وضرورة الإسراع في حلها .