كتبت- هند موسى: بملامح باهتة تركها الزمان على وجهها بعد فقدانها زوجها منذ 18 سنة، ووجودها فى منزلها وحدها دون أطفال لكونها لم تنجب، ظهرت الفنانة شيرين رضا فى الفيلم، وهى تجسِّد شخصية "هدى" التى دفعتها حالة العزلة هذه لأن تقبل بوجود شاب معها فى منزلها، رغم عدم قرابته لها، ورغم اختلافهما كثيرًا عن بعضهما، إلا أنها فضَّلت وجوده عن العودة للعزلة البائسة التى كانت تعيشها، وظلّت تستقبله فى منزلها رغم اغتصابه لها أكثر من مرة، بعد رفضها أن تعطيه المال مقابل الفيديو الخاص بجريمة القتل. شيرين أوضحت أن إعجابها بالشخصية، رغم التناقضات الكثيرة التى تحملها، كان السبب الرئيسى الذى دفعها لتجسيدها، قائلة: الشخصية مختلفة عن طبيعة الأدوار التى يتم تقديمها فى السينما، وكذلك عن الأدوار التى سبق لى تقديمها، ولعل هذا ما جعلنا نعمل كثيرًا على تفاصيلها من ناحية الشكل وطريقة الكلام، كما أننى التزمت بوضع مكياج يناسب الشخصية نفسها، وكذلك ارتداء باروكة وعدسات لاصقة، وذلك لإضفاء واقعية على الشخصية، إلى جانب الحجاب الذى ظهرت به فى آخر مشهد، وهى رغم كونها غير محجبة، فإنها ارتدته، لأنه مألوف لدى النساء فى مثل هذه المرحلة العمرية فى أثناء خروجهن. شيرين قالت إن حالة العزلة التى كانت تعيشها "هدى" لم تمنعها من متابعة ما يجرى فى البلد كمواطنة من خلال برامج التوك شوك الحوارية السياسية المتنوعة، فتارة تشاهد توفيق عكاشة وأخرى تشاهد ريم ماجد وهكذا، وأضافت: "هدى" كانت عايشة لوحدها وعندها همومها الخاصة بها، لكن عمرها ما فكّرت أن تهتم بالأحداث، حتى إنها سألت "سعيد" ذات مرة عن رأيه فى الإخوان والجيش فكانت تعليقاته مشابهة لتعليقات شخص جاهل وغير مدرك للأحداث بالنسبة إليها، وهذا يوضح أيضًا جانبًا آخر من الاختلاف بين الشخصيتين. وقالت "إن أصعب المشاهد التى قدمتُها فى الفيلم مشاهد الاغتصاب، لأننى تعرضت فيها إلى إصابة بالفعل كما لو كانت أشبه ب(خناقة)" لافتة إلى أنها تم تصويرها أكثر من مرة، وهو ما أتعبها نفسيًّا، إذ يسبقها تصاعد الحالة النفسية ل"هدى" أمام "سعيد" الذى يقابلها بالاعتداء عليها، وشبهت حالة الإحباط التى كانت تعيشها بامرأة تحمل شنطة على ظهرها ويثقل حملها يومًا بعد يوم حتى انتهوا من التصوير فى 28 يومًا على مدار شهر ونصف الشهر.