يبدو أنه بغلق باب الترشح للانتخابات، سوف تنكسر بشكل كبير موجة الارتباك التي أصابت الأحزاب والقوى السياسية خلال الأسابيع الماضية، وسيتضح بشكل نهائي عدد مرشحي كل حزب وتحالف قرر أن يخوص الانتخابات القادمة. الجدير بالذكر أن الشارع السياسي خلال الأيام الماضية شهد حالة من الشد والجذب بين قيادات الأحزاب، وأصبحت الهجرة من حزب إلى حزب ومن تحالف إلى تحالف، وهو الأمر السائد بين السياسيين. وعلى صعيد القوائم الانتخابية أصبح من الواضح تشكيل خريطة القوي المتنافسة على حصد ال 120 مقعد في البرلمان، وبات الصراع ينحصر بشكل أساسي بين ثلاث قوائم، الأولي قائمة "في حب مصر" ويتزعمها اللواء سامح سيف اليزل، والثانية هي قائمة "حزب النور" التي يقودها يونس مخيون رئيس الحزب، أما القائمة الثالثة فهي قائمة "الجبهة المصرية" التى يقودها الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى الأسبق. "في حب مصر" على خطى الجنزوري حالة من الجدل صنعتها قائمة "في حب مصر" بين السياسيين والمحللين، نظرًا لتشكيل القائمة السابق والذي كان يعكف عليه الدكتور كمال الجنزوري مستشار الرئيس الاقتصادي، وهو ما جعل الكثيرون يطلقون عليها "قائمة الدولة"، ومع انسحاب الدكتور الجنزوري من المشهد، تصدر اللواء سامح سيف اليزل المشاورات من أجل الانتهاء من تشكيل القائمة الموحدة، ونجح في ذلك، بعد خلافات كثيرة مع تحالف "الوفد المصري" الذي اتهم في البداية قائمة "في حب مصر" أنها تسعي لتفتيت التحالفات الأخرى، إلا أنه في النهاية حدثت عملية الدمج وأصبح ما يقرب من 15 مرشحًا من تحالف "الوفد المصري" ضمن قائمة "في حب مصر" التي تزداد مؤشرات تماسكها يوما بعد يوم. وتضم القائمة العديد من الشخصيات العامة والحزبية البارزة، منها طاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق، وأسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، والدكتور عماد جاد، وأكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، ومحمد العرابى رئيس حزب المؤتمر السابق، وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار السابق، ومحمود بدر مؤسس حركة تمرد، والدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، وطارق الخولى مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة، وحازم عبد العظيم عضو حزب المصريين الأحرار، والبرلمانية السابقة نادية هنري، وجبالى المراغى رئيس اتحاد العمال. "النور" يرقص كالفراشة ويلدغ كالنحلة على الجانب الآخر، استطاع حزب النور أن ينتهي في صمت من تكوين قوائمه الانتخابية الأربعة ليضع تيار الاسلام السياسي في منافسة قوية مع التيار المدني خلال الانتخابات القادمة. ويراهن الحزب الذي يرأسه يونس مخيون، على شعبيته في عدد من المحافظات التي تعد تمركزًا لأنصار الاسلام السياسي، وعلى تفتت أصوات القوي المدنية لصالحه. الجدير بالذكر أن حزب النور شهد عدة عواصف سياسية أولها بدأ بإنشقاق قائد الحزب عماد عبد الغفور وتأسيسه لحزب الوطن السلفي، ثم تعرض الحزب لموجه استقالات وانتقادات كبيرة عقب تأييده لخارطة المستقبل في 30 يونيو، إلا أن الحزب فاجئ الجميع خلال الأيام القليلة الماضية واستطاع أن ينتهي من تشكيل قائمتة على مستوى الجمهورية، ليصبح الحزب الوحيد الذي يتقدم بقوائم. ومن أبرز الأسماء في قوائم حزب النور، المهندس أشرف ثابت مساعد رئيس حزب النور لشئون التخطيط والمتابعة، والدكتور محمد إبراهيم منصور، ونادر الصيرفى مؤسس حركة أقباط 38 الأمين العام المساعد للحزب، والدكتورة حنان علام أمينة المرأة بحزب النور بالإسكندرية، وصفاء التفقنى إحدى قيادات الحزب بمدن القناة، والدكتورة ريهام عايش بشمال سيناء "الجبهة المصرية" تثبت أقدامها أما الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق الذي يقود تحالف الجبهة المصرية من خلال حزب الحركة الوطنية، قرر عدم الاستسلام للانسحابات المتكررة من قائمته، واستطاعت الجبهة المصرية خلال الساعات الماضية أن تجري اتصالات مكثفة بالعديد من الشخصيات السياسية والحزبية للترشح على قوائمها، لتُعلن الجبهة في النهاية خوض الانتخابات على نظام القوائم. ومن المتوقع أن تنافس قوائم "الجبهة" بشدة على قطاع الاسكندرية والقاهرة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. وتضم قوائم الجبهة العديد من الأسماء البارزة منها المستشار عزت عودة رئيس هيئة قضايا الدولة السابق، وقدرى أبو حسين محافظ حلوان الأسبق، ويحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، وأحمد زكى بدر وزير التعليم الأسبق، والدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى الأسبق، والمستشار أحمد على عبد الرحمن عضو مجلس القضاء الأعلى السابق، واللواء سمير سلام محافظ المنيا الأسبق، والسفيرة منى عمر عضو المجلس القومى للمرأة.