قليلون في السينما المصرية من استطاعوا أن يصبحوا علامات بارزة ومعالم لا يمكن تجاهلها؛ بفضل تميزهم، وكان من أبرز هؤلاء محمود حميدة الذي بتميز بالتلون وأداء جميع الأدوار بأسلوب ساحر وآسر معًا. ولد حميدة في مثل هذا اليوم 7 من فبراير 1953 وبدأت مسيرته في التمثيل منذ أواخر الثمانينيات، وصل بعدها إلى مرحلة النضج الفني سريعًا ومن أبرز علامات النضج كان الأداء التمثيلي، والاختيار فقد كان حميدة يختار أفلامه وكأنه يحمل ميزان من ذهب، ليس فقط للدور، ولكن للفيلم بجميع عناصره. وهو فنان يمتلك كاريزما أبوية طاغية، ففي أحد روائعه "بحب السيما" جسد حميدة باتقان نادر حالة الأب المتدين المحافظ في الطبقة الوسطى وإن كان يحمل نزعة أصولية متشددة دفعته إلى التعصب الأعمى، الذي نتج عنه قهرًا للأمّ ليلى علوي، ما حرمها من أبسط أنواع الملذات، بسبب الزوج الذي يعاني الرجل من الخوف المزمن من الله. وعندما يدرك الابن تدريجًا أنه لن يدخل الجنة الموعودة، يتمرد على الأب ويجد في السينما ملاذًا ساحرًا، من هنا يولد شريط يتأرجح بين الكوميديا والميلودراما الأسرية. ومارس حميدة التمثيل منذ صغره؛ حيث كان عضوًا في فريق التمثيل بالمدرسة، حتى التحق بكلية الهندسة واستمر فيها 7 سنوات وفشل في دراسة الهندسة ثم غير مساره التعليمي ليلتحق بكلية التجارة، وحرص أيضًا أن يكون عضوًا بفريق التمثيل بالكلية إلى أن أتم دراسته الجامعية. والتحق بعد تخرجه من الجامعة عام 1981 بإحدى الشركات العالمية بإدارة المبيعات وفي نفس الوقت مارس أيضا التمثيل والرقص من خلال فرق الهواة. وفي عام 1986 أسند المخرج التليفزيوني أحمد خضر إليه دور البطولة في مسلسل تليفزيوني؛ حيث لاقى أداءه اهتمام العاملين والمهتمين بصناعة السينما في مصر، ثم انطلق للعمل كممثل سينمائي في أدوار مختلفة في عديد من الأعمال الفنية السينمائية. ومن أهم أعماله السينمائية فيلم "الآخر" من إخراج يوسف شاهين 1998، وفيلم "بحب السيما" من إخراج أسامة فوزي 2000، وفيلم " إسكندرية – نيويورك"، من إخراج يوسف شاهين 2004، وفيلم "ملك وكتابة" من إخراج كاملة أبو ذكري 2004، وفيلم "يوم ما تقابلنا" من إخراج إسماعيل مراد 2007، وفيلم "ليلة البيبي دول" من إخراج عادل أديب 2007، وفيلم "آسف على الإزعاج" من إخراج خالد مرعي 2007، وفيلم "دكان شحاتة" من إخراج خالد يوسف 2008، وفيلم "تلك الأيام" من إخراج أحمد غانم 2008. وقام حميدة بتأسيس شركة "البطريق" للإنتاج الفني والخدمات السينمائية والتي قدمت العديد من الأعمال الفنية سواء من إنتاجها الخاص، أو القيام بأعمال المنتج المنفذ لجهات فنية أخرى. ويعتبر فيلم "جنة الشياطين" والذي قامت الشركة بإنتاجه من أهم الأعمال السينمائية التي أنتجت في مصر والذي اعتبره النقاد واحدًا من أهم 100 فيلم منذ قيام صناعة السينما في مصر. وشارك حميدة أيضاً في أعمال إذاعية ومسرحية، ونال العديد من الجوائز في مشواره الفنى، كما أسس مجلة "الفن السابع" وهي أول مطبوعة عربية سينمائية متخصصة في صناعة السينما في الشرق الأوسط. وكانت الأعمال الفنية التي يشارك فيها محمود حميدة سواء المحلية أو العالمية تأتي على صفحاتها بمختلف ألوانها واتجاهاتها ليقوم فريق العمل بإلقاء الضوء عليها وتحليلها من مختلف زواياها لتصل بعد ذلك إلى المختصين والقائمين على هذه الصناعة وكذلك جمهور القراء بصورة صادقة وحيادية، لذلك اعتبر الدراسين هذا النوع من الفن مرجعًا تاريخيًا لمختلف الأعمال سواء كانت محلية أو عالمية.