قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن ما يقع في وقتنا هذا من تصنيع القنابل وتركها في الطرقات لا يمكن أن ينبع إلّا من منهج تكفيري، مضيفًا عبر موقع "أنا السلفي": "للأسف أصبح هذا يدخل في البيوت حتى في النساء تجد منهم من يرضي بمثل هذ الأحداث، وزعم من يقوم بمثل هذه الأعمال أنها من أجل إنهاك الدولة، وهو في الحقيقة يدمر أموال المسلمين، ونعوذ بالله من هذا الضلال". أشار برهامي، إلى أن هذا الفهم الخاطئ مبناه على انحراف الفكر، ويؤكد خطر الالتزام الإجمالي أو التزام الفضائيات والروح العامة فقط، من غير أن يتعلم أدلة الشرع في المسائل المختلفة، فأصبح أهل هذا الالتزام يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال، وأصبح الشباب الآن هم الذين يتحكمون في الكبار بالجهل، فهؤلاء حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وذلك فإن هذه المناهج المنحرفة هي السبب في ما نحن فيه من بلاء الآن. أوضح برهامي، أن من يقوم بتلك الأعمال من تفجير وإرهاب للمسلمين يقولون أن الإرهاب فرض، وأن الاغتيال سنة؛ فهم يعاملون كفرة ويستشهدون بقوله تعالى (ترهبون به عدو الله وعدوكم)، فهم حكموا على الناس العامة وعلينا وعلى المسلمين وعلى الجيش والشرطة أنهم "عدو الله" سبحانه وتعالى، ويعود عليهم إثم ذلك، وقال النبي -صل الله عليه وسلم- "من قال لأخيه يا كافر أو عدو الله وليس كذلك حار عليه". تابع برهامي: "بعض الملتزمين ينقاد أحيانًا في مثل هذا التيار بلا فهم بزعم أن هذا اتجاه إسلامي وهؤلاء إسلاميين؛ فيكون كل من يخالفهم مستباح الدم والمال والعرض، وهذا فهم خطأ تماما، فمن يفعل ذلك ويرهب الناس من أهل البدع والضلالات عياذًا بالله ، فهو يستبيح أن يترك قنبلة في شوارع المسلمين ويعلم أنه يمر الطفل والمرأة والرجل العجوز والمعاهد من الكفار، فكونه يكفرهم فهذا ذنب آخر، وكونه يستبيح ذلك فهذا في غاية النكارة، وأن ذلك يهدد ويتسبب في إتلاف أموال المسلمين العامة والخاصة". تعجب برهامي، من تبرير من يقوم بتلك الأعمال؛ أنه يقوم بها بزعم رفع الظلم ورد الحق لأهله، متسائلاً: "أين هذا الحق ؟ وأين كانت إقامة الدين أصلا من أجل أن تفعل ذلك؟، فأنت بذلك تفسد الدين لأن الدين مبني على حفظ طاعة الله ورسوله وحفظ دماء وأعراض الناس من أهل الإسلام، وكونك تكفرهم بزعم أن هذا من الولاء والبراء فهذه مصيبة أعظم وهو جهل عظيم.