استمر الغموض بشأن مصير الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، الذى قدم استقالته لمجلس النواب اليمنى، يوم الخميس الماضى، فى ظل المفاوضات التى يرعاها جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، واختلاف القوى السياسية الكبيرة فى اليمن، حول ترتيبات المرحلة القادمة. ففى حين يرفض حزب المؤتمر الشعبى العام (الذى يتزعمه الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، والذى يحظى بالأغلبية المطلقة فى مجلس النواب)، أى أتفاق يتجاوز البرلمان، الذى يتمتعون فيه بأغليبة كبيرة، تتيح له تقرير ملامح المرحلة المقبلة، خاصة وأنهم يرفضون استمرار الرئيس، تتجه المفاوضات بين الأطراف الأخرى إلى تشكيل مجلس رئاسى، برئاسة الرئيس، لاختصار المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. وقالت مصادر يمنية إن اجتماعات الأمس بين الأطراف السياسية برعاية جمال بن عمر، أدت إلى اتفاق مبدئى على تشكيل مجلس رئاسى، وإقناع الرئيس هادى بالعدول عن الاستقالة، وأن يتولى رئاسة المجلس، فيما تقوم لجنة قانونية بدراسة تصورات للائحة المجلس، وإقناع الحكومة المستقيلة، بتصريف الأعمال حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن صحيفة "اليمن اليوم"، التابعة لحزب المؤتمر، أكدت أن هناك بوادر انفراج فى أزمة فراغ السلطة، تمثلت فى تجاوز مختلف القوى مرحلة فرض الإرادات، فى جولة المفاوضات التى جرت أمس، برعاية المبعوث الأممى، والتى حضرها ممثلون عن أحزاب الإصلاح والاشتراكى والناصرى، بعد يوم من تعليق المفاوضات مع الحوثيين. ونقلت عن مصدر بالاجتماع، أنه كان مثمرًا، واتفق على أن يقدم كل طرف رؤيتة مكتوبة للخروج من الأزمة، لمناقشتها فى اجتماع اليوم، للوصول إلى الحل المناسب. وأشار المصدر إلى أن الخيارات المطروحة، حتى الآن، جميعها تصب فى طى صفحة الرئيس هادى، ولكن بالطريقة الأنسب والأسلم لليمن، مؤكدًا على أن خيارالإبقاء على هادى بات مستبعدًا. وفى أحدث موقف للحزب، من المفاوضات الجارية، والتكهنات ببقاء الرئيس على رأس مجلس رئاسى، حذر الشيخ حسين حازب، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، من أى توجه يتجاوز نصوص الدستور والبرلمان اليمني، وأى مؤامرة لتعطيل الدستور والبرلمان، قد يقوم بها الرئيس المستقيل بمساعدة تكتل اللقاء المشترك وجمال بن عمر. وقال حازب في منشور على الفيسبوك، إن أى توجه يتجاوز نصوص الدستور والبرلمان هو تآمر واضح على ما تبقى من مؤسسات وطنية، ووثائق نافذة، و"من يقول إن المبادرة الخليجية عطلت الدستور يكذب". موضحًا أن هادي بذل كل جهده لتعطيل البرلمان وتجاوز الدستور والمبادرة بمساعدة اللقاء المشترك وبن عمر، وسكوت وخضوع قيادة المؤتمر وتآمر بعضها على بعض - على حد تعبيره -. وأكد أن الكرة الآن في مرمى المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، وطالبهما بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية لإنقاذ الوطن وأنفسهم، من مكيدة واضحة تدبر لهم.