بالتأكيد تتذكره، بملامحة الطيبة القريبة وشاربه المهذب وشعره الأشيب، هو "رمضان بيه" في أرض النفاق والعجوز في الإرهاب والكباب، والجد في ليلة عسل. ولد في أبو قرقاص بالمنيا في مثل هذا اليوم 1 يناير 1905، وتخرج من كلية الحقوق إرضاءا لوالده، وبسبب عشقة للموسيقي درس في المعهد العالي للموسيقي العربية وتخرج منه عام 1952 وكان عمره وقتها 44 عاما، ولد لعائلة صعيدية عريقة فأخوه هو عبد الحميد عبدالحق وزير الأوقاف الأسبق، وشقيقة الأخر أصبح وزيرًا للموصلات، أسماه أبوه عبدالعظيم ليصبح عبدالعظيم عبدالحق أو كما كان يطلع عليه عم "عظمة". * عم عظمة والموسيقي درس الموسيقى في المدرسة الإبتدائية على يد مدرس كان اسمه "شحاتة أفندي" وبسببها دخل في معارك مع والده التي كان يرفض اشتغاله بالفن، وقابل سيد درويش في صباه وغنى أمامه كل ما كان يحفظه من ألحان سيد درويش، ثم درس الحقوق وعمل في مناصب إدارية قريبة من الموسيقي حتى وصل إلى منصب مدير عام الموسيقي بوزارة الشئون الاجتماعية وقتها. واعتمد كملحن في الإذاعة وله أكثر من 500 أغنية مسجلة، يكفي أن تعرف أن سيد مكاوي الملحن والموسيقار الكبير قام بغناء أحد ألحانه وهي أغنية "رسول السلامة"، كما لحن "عم عظمة" أغنية "التليفزيون" التي قام بغنائها الثلاثي المرح في افتتاح التليفزيون والتي تم استخدامها في تيتر بداية فيلم صغيرة على الحب لسعاد حسني. * تحت الشجر يا وهيبة لكن تظل الأغنية الأشهر لعبدالعظيم عبدالحق، هي أغنية "تحت الشجر يا وهيبة" التي كتبها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي وغناها الفنان محمد رشدي، وكانت سببًا في شهرتها كما كانت سببًا في شهرة الأبنودي. طاف الأبنودي بكلماته على عدد كبير من الملحنين ولكنهم تخوفوا بسبب غرابة الكلمات عن الشائع وقتها، ولم يجد الأبنودي سوا عم عظمة الذي قبل بتلحينها، و عرضها على محمد رشدي الذي غنها، ليقدم الأبنودي بعدها أغنية الشهيرة "عدوية"، مع محمد رشدي وكان من المفترض أن يلحنها عبدالعظيم عبدالحق ولكن هذا لم يحدث. واختلفت الروايات حول سبب اعتذار عم "عظمة" عن تلحين الأغنية ولكن أكثرها قربًا للحقيقة مارواه الأبنودي أن الموسيقار عبدالعظيم عبد الحق رأي أنه لا يستطيع أن يقدم تلك الأغنية بالشكل المطلوب، وتصادف أن الموسيقار الشاب وقتها بليغ حمدي كان يبحث عن الأبنودي بجنون فعرض عليه الأبنودي الكلمات وتحمس لها بليغ لتخرج الأغنية بإمضاء الثلاثي رشدي والأبنودي وبليغ. وإضافة إلى ألحانه وأغنية ألّف الموسيقار عبدالعظيم عبدالحق الموسيقي التصويرية لعدد من الأفلام والمسلسلات منها مسلسل "المطاردة" ومسلسل "الرحيل"، وفيلم "تحت سماء المدينة" و"حياة غانية" و"مخلب القط "وفيلم "جيش إبرهة". * أمام الكاميرا إضافة إلى ألحانه وأغانيه، قدم عبدالعظيم عبدالحق عددا من الأعمال الفنية والدرامية بلغت 59 عملًا تنوعت بين الأفلام والمسلسلات نذكر منها "السيد البلطي" مع المخرج الراحل توفيق صالح عام 1967، و"المومياء" مع الراحل شادي عبدالسلام عام 1969، و"يوميات نائب في الأرياف" مع توفيق صالح في نفس العام، و"الرسالة" مع المخرج العالمي مصطفى العقاد عام 1976. كما شارك في "الدرجة الثالثة" مع المخرج شريف عرفة عام 1988، "الأراجوز" مع هاني لاشين عام 1989، "ليلة عسل" مع المخرج محمد عبد العزيز عام 1990، و فيلم "الإرهاب والكباب" عام 1992 للمخرج شريف عرفة. كما قدم في التليفزيون عددًا من المسلسلات أهمها "سليمان الحلبي" 1977 للمخرج عباس أرناؤوط، و"قال البحر" للمخرج محمد فاضل عام 1982، "الشهد والدموع" 1983 للمخرج إسماعيل عبد الحافظ، "ليالي الحلمية" الجزء الثالث عام 1989. وحصل عبدالعظيم عبدالحق على عدد من الجوائز منها الجايزة الأولى من معرض الفنون الجميلة والتطبيقية عن فن الرسم بالزيت سنة 1932، والميدالية البرونزية 1960، وميدالية العيد الذهبى للإذاعة 1984، ودرع العيد الفضى للتليفزيون 1985.