محمد مهران، واحد من أبطال بورسعيد، كان من ضمن قوات الحرس الوطنى المكلفين بالدفاع عن منطقة مطار الجميل، انتشر مع زملائه فى غرب المدينة ليتصدوا لقوات المظليين، وتمكنوا من إبادة المجموعة الأولى بالكامل. وعند عملية الإنزال الثانية تمكنت القوات من النزول إلى الأرض، ودارت معهم معارك قوية سقط فيها أحد زملائه، فألقى قنبلتين يدويتين واختبأ داخل حفرة ومعه الرشاش يطلق منه الرصاص على الأعداء فأصاب أحد المعتدين، حتى فوجئ بمجموعة من جنود الأعداء يحاصرونه وأطلقوا عليه الرصاص وأخرجوه من الحفرة والدماء تتساقط منه، وألقوا تحت قدمه قنبلة مضادة للأفراد وفقد الوعى تماما. ولكن مهران تمكن من التسلل إلى بورسعيد بعد أن تركوه ظنا منهم أنه فقد الحياة. ولكنهم ألقوا القبض عليه مرة أخرى بالقرب من المطار وجرّدوه من ملابسه للحصول على معلومات عن الفدائيين، وعندما فشلوا عقدوا له محكمة عسكرية صورية أصدرت حكمها باقتلاع عينيه لإعطائهما للضابط الذى أصابه فى وجهه، وتم نقله بطائرة إلى قبرص لإجراء العملية بأحد المستشفيات البريطانية هناك. حاول الطبيب البريطانى مساومته للإدلاء بحديث إذاعى يعلن فيه فشل القيادة المصرية، مقابل أن يتركه، ولكنه رفض فأخذوه إلى غرفة العمليات وأخذوا منه عينيه، وبعد العملية أعادوه إلى بورسعيد ودخل مستشفى الدليفراند حتى تمكن الفدائيون من اختطافه ونقلوه إلى مستشفى عسكرى بالقاهرة لاستكمال العلاج، وزاره وقتها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. هذا ملخص القصة التى حكاها لنا محمد مهران بنفسه فى متحف بورسعيد الحربى أيام كنت فى الجامعة، قفزت إلى ذهنى فى هذه الأيام التى توافق ذكرى عيد بورسعيد القومى لتذكرنى كيف أن بيننا أبطالا معروفين ومجهولين تأخذ محافظات القناة منهم نصيب الأسد. تحية إلى شعب بورسعيد الباسل فى عيدهم.