مضى أكثر من 3 سنوات وحال سكان مخيمات الإيواء بشبرا الخيمة التابعة لمحافظ القليوبية لا يتغير بعد أن أسكنهم المسئولون بالدولة داخل خيم من القماش لا تقيهم حرارة الصيف ولا برد الشتاء، الذين وصل عددهم إلى 27 أسرة صدرت قرارات إزالة لمساكنهم ولم يجدوا لهم مأوى، وكل ما يسمعونه منذ سنوات مجرد وعود حتى فاض بهم الكيل، ولسان حالهم يقول "زهقنا من المسكنات". يروي لنا عبدالمنعم مساعد "عامل بسيط باليومية" مأساته ويقول: "أسرتى مكونة من 6 أفراد ونعيش سويًّا فى خيمة منذ سنوات وأحيانًا تغرقنا مياه الصرف الصحى، ونقوم بردمها بالرمال والطوب حتى لا تدخل على الخيام، ويأسنا من الذهاب إلى مكاتب المسئولين من أجل الحصول على شقق بعد أن أثبتت البحوث الاجتماعية أحقيتنا فى الحصول على شقة، ورغم ذلك تم إجبارنا على توقيع إقرارات لصالح التضامن الاجتماعى تضمن الحصول على تعويض وقدره 4500 جنيه فى حالة حدوث تلف أو فقدان للخيمة". جمال عبد الكريم "موظف" لا يختلف حاله عن باقى جيرانه من سكان المخيمات، فلديه أسرة كبيرة فضلًا عن والدته التى تقيم معه، قال "إن الحى قام بنقلهم من منزلهم بشارع العمدة خلف نادى بهتيم بعد أن صدر قرار بإزالته منذ ما يقرب من 3 سنوات، ومن حينها وهم يسكنون المخيمات التى تزيد بشكل مستمر حتى وصلت إلى 24 خيمة، ولفت إلى أن سكان العمارات المجاورة يعتبرون المخيمات مكانًا لإلقاء مخلفاتهم ناهيك عن الحمامات المتهالكة التى لا تصلح للاستخدام الآدمي". أما الحاجة صباح محمد سلامة فمأساتها من نوع آخر، فقد توفى زوجها بعد معاناة مع مرض الكبد داخل الخيمة التى تسكن بها الآن، وتم تغسيله وتكفينه وخروج جثمانه من هذا المكان، وكان حلمه أن يعيش داخل شقه قبل أن يرحل إلى الاخرة بلا رجعة ، مؤكدة أنهم قاموا بعمل أبحاث اجتماعية وتجهيز كل الأوراق التي تثبت حقوقهم في الحصول على شقق من المحافظة، لكن المسئولين "ودن من طين وودن من عجين". صرح رئيس حى شرق شبرا الخيمة المحاسب عبدالرحمن مقلد ل"التحرير"، بأنهم سيتسلمون شققًا سكنية خلال الشهور القليلة المقبلة، بعد أن استطاعت المحافظة إنشاء عمارتين بنفس المنطقة. وأضاف أنه سيتم تسكين المستحقين منهم ومن الأسر المتواجدة بدار الأيواء التى كتظت عن آخرها، وفق الشروط والمعايير المتبعة ووفق ما تقرره المحافظة فى هذا الشأن.