لا يفارقهم الأمل، وينتظرون اليوم الذي يشعرون فيه بآدميتهم التي سلبت منهم منذ أكثر من عامين؛ بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وسكنوا مخيمات الإيواء، وبعد أن صدرت قرارات إزالة لبيوت كانو يقطنون فيها وبعضهم ضحايا البحوث الاجتماعية لغير القادرين والتي لا تلقي اهتمام لدي المسئولين بالقليوبية. محيط رصدت مأساة إنسانية ل 14 أسرة يتراوح عدد أفرادها من 4 إلى 6 أفراد آوتهم مخيمات كمخيمات اللاجئين في وطنهم مصر بقطعة ارض تابعة لحي شرق شبرا الخيمة بجوار نادي بهتيم منذ عامين كانت تستخدم كجراج تابع للحي بما يعرف بورشة البلاط في مكان محاطاً بالقمامة التي يلقيها عليهم سكان العمارات المجاورة الذين يعتبرون المخيم مكان لإلقاء فضلاتهم ومخلفاتهم بالإضافة إلى مياه الصرف التي تحيط بهم من كل جانب والتي يضطرون لردمها بالرمال والطوب المكسر حتى لا يغرقون فيها دون أن يحرك المسئولين ساكنا. في البداية يقول جمال عبد الكريم ميكانيكي يأسنا من الجري وراء الجهات الحكومية للحصول علي شقق بديلة لتلك التي فقدناها منذ عامين نتيجة لإنهيار منازلنا بمناطق متفرقة بشبرا وكل ما نروح للمحافظ او المسئولين بالمحافظة او الحي يقولولنا "ربنا يفرجها بأرض أو شقق فاضية " مضيفا اننا مع الانفلات الأمني الذي تشهده مصر نتعرض لهجوم من بلطجية بجانب مطاردات الشرطة لعدد من المجرمين الذين يقفزون من اعلي السور والحمامات لا تصلح لاستخدام الآدمي وبدون شبابيك والحال لا يرضي ربنا، والمسئولين «اخر طناش». وتقاطعه احد السيدات رسم الزمن على ملامحها خريطة العناء بقولها «حسبي الله ونعم الوكيل لتفصح عن اسمها» «ام رحمة»ن وتقول ان مجلس المدينة زي ما بيجي زي ما بيروح، لا جديد وبيجيوا يسألونا، ويعملوا تقارير بلا فائدة لافته إلى أنها تقيم في هذا المكان، منذ أكثر من عامين بعد صدور قرار الحي بإزالة منازلهم حتى أقامت وزارة التضامن الاجتماعي هذه الخيم وبعضهم سكن فيها والبعض الآخر تم تحويله إلى دار الضيافه بشبرا الخيمة وهو مكانً خصصه الحي للإيواء مكون من مبنى من خمس طوابق يعطى الحي كل عائلتين غرفه واحدة للسكن مقابل 50 جنيه شهرياً . "احنا اموات" هكذا لخصت الحاجة " فتحيه ذات ال 70 خريفا والتي تعاني من أمراض الشيخوخة ماساتهم داخل خيام تسكن في خيمة مع ابنتها المطلقة وطفلها الصغير وفي الخيمة المجاورة لها تسكن ابنتها الأخرى مع زوجها المعاق والتي قالت عشان إحنا غلابة محدش بيسأل فينا وأطفالنا، وأسرنا معرضة للأمراض. محمد سمير أحد سكان الخيام قال ذهبنا إلى المسئولين في الحي والمحافظة أكثر من مرة وقمنا بعمل أبحاث اجتماعية وجهزنا كل الأوراق التي تثبت حقوقنا في أننا نمتلك شقق في المحافظة وكل مرة نحصل علي جرعة من الكلام ونعود إلى المربع صفر وعندما وجدنا أن هناك كثيرين غيرنا استلموا شقق، مع أن بيوتنا هدمت قبلهم ذهبنا لسكرتير محافظ القليوبية ولكن دون فائدة وذهبنا مجهودنا في مهب الريح" . انتهي حديثي مع الأهالي واستوقفني مشهدين الأول وجود مبنى لجمعية زراعية تحمل اسم جمعية بهتيم الزراعية وعندما سألت عليها قال الأهالي أنها تفتح يوميا والموظفين يمارسون أعمالهم مع وجود الخيام ووسط أهالي الإيواء. والثاني توقيع الأهالي علي إقرارات لصالح وزارة التضامن الاجتماعي بحصولها علي تعويض وقدره 4500 جنية في حالة حدوث تلف او فقدان الخيم التي سلمتها للأهالي وفي النهاية تنتظر هذه الأسر الفرج الذي ينقذهم من حياة الكرب والبؤس الذي يعيشون فيه منذ عامين تحت رحمة المسئولين.