إن كان جنوب السودان يبتعد تدريجيا عن العرب، فإن نعش هذا الانفصال تدق فيه مسامير عديدة بدأتها إسرائيل ثم أمريكا، وأخيرا عادت تل أبيب لتعزز مسمارها الافتتاحى. حيث قام وفد إسرائيلى رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الكنيست دانى دانون بأول زيارة رسمية لجنوب السودان يوم الإثنين، التى أتبعها إعلان جوبا إقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأن جنوب السودان سيسمى سفيره لدى إسرائيل قريبا، وسيفتتح سفارة فى تل أبيب ومثلها فى جوبا على حد قول دينق ألور وزير الخارجية الجنوبى. وما اعتبره محللون استفزازا لعدد من دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، هو إعلان تل أبيب خلال اجتماعها أنها اتفقت مع إدارة الجنوب على التعاون فى مجالات اقتصادية عديدة كالزراعة والبترول، بخلاف البنية التحتية من شق للطرق وبناء للجسور، ما قد يكون عاملا مؤثرا فى قرارات الجنوب بخصوص ملف حوض مياه النيل. «نريد أن يكون لنا صديق حقيقى فى إفريقيا».. تلك كانت الكلمات التى عبر بها نائب رئيس الكنيست عن سعادته بزيارة الجنوب، وأمله أن تكون مساعدة جوبا فى بناء اقتصادها عاملا لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ليستفيد كلاهما منها، كما أنه وجه فى كلمته دعوة إلى الرئيس الجنوبى سيلفا كير ميارديت لزيارة الأراضى المقدسة فى القدس. لكن ماذا كان رد سلفاكير؟ تشعر بالاستفزاز حينما تقرأ ما نقلته «هآرتس» عنه أمس حيث أعرب عن سعادته إذا ما قام بزيارة رسمية لهناك، الأدهى هو رفض سلفاكير طلب تقدم به إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسى للحركة بدمشق، إلى الرئيس الجنوبى يدعوانه إلى عدم إقامة علاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذى رفضه الأخير وفقا للصحيفة بقوله: «إننى أرى سفارات إسرائيلية فى مصر والأردن، كما أن جنوب السودان ليس دولة عربية».