مهزلة جديدة شهدتها اليوم قضية موقعة الجمل المتهم فيها 24 من قيادات الحزب الوطني والنظام السابق, ولليوم الثاني علي التوالي تسبب أنصار مرتضي منصور في تعطيل القضية وإثارة الفوضي، حيث تجمعوا قبل بدء الجلسة أمام غرفة المداولة الخاصة بهيئة المحكمة، ومنعوا القاضي مصطفي حسن عبد الله من الدخول، بعد أن افترشوا الأرض أمامه، الأمر الذي أدي لتعطيل بدء الجلسة وتأخيرها نحو 40 دقيقة، قبل أن تنجح مفاوضات اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة أقنعهم فتح الطريق ووعدهم بدخول قاعة المحكمة . فصول المهزلة امتدت أثناء إنعقاد الجلسة، حيث كان أنصار مرتضي يقفون بالقرب من نوافذ القاعة، ويهتفون ضد المستشار مصطفي حسن عبد الله بهتافات مسيئة، بينما داخل القاعة كان محامي مرتضي يدخل في وصلات ومشادات مع المحكمة ويفتعل الأزمات، حتى وصلت الإثارة إلى ذروتها الكبرى، عندما اقتحم أنصار مرتضي منصور القاعة التي تعقد فيها الجلسة، وهرعت قوات الأمن حتى تمكنوا من إغلاق باب القاعة في وجوههم ومنعهم من الدخول. المحكمة أثبتت حضور المتهمين وغياب مرتضي منصور المتهم العاشر ونجله أحمد ونجل شقيقته وحيد المتهمين في القضية، بينما وجه رجب هلال حميدة حديثه للمحكمة عندما جاء دوره في اثبات حضوره قائلا لرئيس المحكمة «واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» فتحي سرور قال لهيئة المحكمة «لقد عمل المتأمرون على هدم تاريخي، أنا لست استاذ قانون جنائي، بل أنا استاذ اساتذة القانون الجنائي، لست رمزا لنظام بائد، أنا رمز للقانون، وترجمت جميع مؤلفاتي للانجليزية والفرنسية، المتأمرون يتهموني في جريمة إرهابية، وكل ماضدي شهادات سماعية، أنا ضحية مؤامرة ليست على مصر وإنما على رجالاتها، أنا الذي ترأست البرلمان الدولي والعربي، تاريخي يهدمونه، الآن اشتاق لرؤية عدالتكم للافراج عني». عائشة عبد الهادي أقسمت بالله أن قلبها ينزف دما على مصر الآن وعلى عمالها الذين كانت تبذل جهدا لتوفير حياة كريمة لهم، واعتبرت أن وجودها هنا ابتلاء من الله. أما حسين مجاور فقال كنت في المغرب حينما بدأت الأحداث وعدت وجمعت القيادات العمالية لحماية المصانع، وقال إن زوجته وابنه وشقيقه توفوا وهو في السجن، ثم بكى وقال وضعوني في سجن شديد الحراسة «علشان أنا مليش حد إلا ربنا», وقدمت للوطن كثير وما كان يجب أن أكون هنا. رجب هلال حميدة قال إنه لن تتحول ساحات القضاء المصري الى «اورشليم» أخرى يذبح فيها الشرفاء، وأعلن تمسكه بالمحكمة، في حين قال ايهاب العمدة إنه برئ من كل ما ماحدث. أما سعيد عبد الخالق فأعلن للمحكمة أن البعض يزج باسمه في أمور لاعلاقة له بها، ويشيرون إلى أن هتافات من يعادون المحكمة لصالحه، وقال للمحكمة اتبرأ من كل ذلك، انا متمسك بالمحكمة وملتزم بها. محمد عودة أعلن هو الآخر تمسكه بالمحكمة، و تسائل «إحنا محبوسين بقالنا سنة وغيرنا برة يرد المحكمة ويلعب بالقانون»، في اشارة إلى مرتضى منصور. إبراهيم البسيوني أحد المدعين بالحق المدني طالب المحكمة بضبط وإحضار مرتضي منصور المتهم العاشر، كما طالب فتحي أبو الحسن المدعي بالحق المدني باستدعاء حسن يونس وزير الكهرباء لسماع شهادته حول من أصدر قرار قطع الكهرباء عن ميدان التحرير، وعما إذا كان هو عمر سليمان صاحب القرار من عدمه، كما طالب باستدعاء مصطفي بكري وحسام بدراوي وأحمد شفيق لسماع شهادتهم. إلى ذلك و طالب جميل سعيد محامي صفوت الشريف بإخلاء سبيل المتهمين لأن قرار حبسهم سقط منذ جلسة رد المحكمة، وقال إنه يطلب حفاظا علي المحكمة وهيبتها أن تترك القضية.