في مفاجأة – ربما لم تكن بعيدة- أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر 2012»، فوز الروائي اللبناني ربيع جابر بالجائزة في دورتها الخامسة، عن روايته «دروز بلغراد حكاية حنا يعقوب»، الصادرة عن المركز الثقافي العربي/ دار الآداب بيروت، لتكون الجائزة من نصيب لبنان هذا العام، وبعد أن فاتته في الدورة قبل السابقة. جاء الإعلان عن الفائز خلال الحفل الذي نظمته أمانة الجائزة بأبوظبي، مساء اليوم، بحضور المرشحين الستة، وعدد كبير من الروائيين والإعلاميين والشخصيات الثقافية المعروفة، وقبل ليلة من افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي سيفتتح صباح غد. أغلب التوقعات كانت تتجه لفوز لبناني بالجائزة لدورة هذا العام، اعتمادا على معيار المحاصصة الإقليمية، وإن كانت اتجهت لترشيح نظيره اللبناني جبور الدويهي عن روايته «شريد المنازل» التي استحوذت على قدر كبير من الإعجاب والتقدير من روائيين ونقاد وقراء عاديين، ولم يكن ينافسهما من الأسماء الست المرشحة للجائزة بالقائمة القصيرة سوى المصري عز الدين شكري عن روايته «عناق عند جسر بروكلين» التي حققت نجاحا كبيرا وطبعت 6 طبعات ونالت اهتماما نقديا وإعلاميا كبيرا. بذلك يسدل الستار على الدورة الخامسة من دورات البوكر، لهذا العام 2012، بعد منافسة شريفة بين الروايات الست التي وصلت للقائمة القصيرة، لتكون الجائزة من نصيب لبنان، ولروائيها الدؤوب المثابر ربيع جابر، بعد أن فاتته في الدورة قبل السابقة عن روايته «أميركا»، وأثار عدم فوزه بها آنذاك لغطا كبيرا واستهجانا من كثير من المراقبين والمتخصصين. ربيع جابر الذي أثار دهشة وإعجاب الكثيرين، منذ مباشرته لتأسيس مشروعه الروائي الطموح قبل سنوات، وبالأخص في روايته «أميركا»، التي ترشحت للقائمة القصيرة قبل عامين، يبدو أنه نجح بجدارة في اجتذاب إعجاب وتقدير لجنة التحكيم، ليقتنص الجائزة هذا العام، بروايته «دروز بلغراد»، التي يتناول فيها واقعة تاريخية تتحدث عن نفي الحاكم التركي لمئات من الدروز إلى البلقان بسبب القتل الذي ارتكبوه ضد المسيحيين خلال المصادمات الأهلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في جبل لبنان. مع أولئك الدروز المنفيين يتم بالخطأ نفي حنا يعقوب، شاب مسيحي بسيط يعمل بائعاً للبيض المسلوق، حديث الزواج، وحدث أن كان قريباً من المرفأ لحظة تنفيذ النفي. رحلة النفي نفسها في بلاد البلقان والبلغار وتشتت أولئك المئات في قلاع بلغراد والهرسك وبرشتينا, والعذاب المذهل الذي واجهوه يصوره ربيع جابر بإبداع كبير، وفي خلفية ذلك كله نرقب انهيار الدولة العثمانية, تمردات الصرب وثوراتهم، صعود القوى الأوروبية، وارتباط ذلك كله بفسيفساء الطوائف في جبل لبنان. ربيع جابر روائي وصحفي لبناني من مواليد بيروت عام 1972. محرّر الملحق الثقافي الأسبوعي «آفاق» في جريدة «الحياة» منذ سنّة 2001. روايته الأولى «سيد العتمة» حازت جائزة «الناقد» للرواية سنة 1992. منذ ذلك الوقت أصدر 16 رواية منها: شاي أسود، البيت الأخير، يوسف الانجليزي، رحلة الغرناطي «صدرت بالألمانية في برلين علم 2005»٬ بيريتوس: مدينة تحت الأرض «صدرت بالفرنسية عام 2009 عن دار غاليمار» وأميركا التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010.