حوار- هشام أمين: الأوضاع السياسية السبب وراء تأجيل الألبوم.. وأحلم بتمثيل أدوار الشر غاب عن الساحة الغنائية لفترة طويلة لانشغاله بتجربة تقديم البرامج لأول مرة، حيث خاض التجربة فى برنامجين، وهما «كوك ستوديو» و«ريفليكس»، والاثنان نوعية مختلفة تماما. يتحدث المطرب المغربى عبد الفتاح جرينى عن تجربته فى تقديم البرامج، وعن ألبومه الجديد فى هذا الحوار الخاص ل«التحرير». ■ غبت عن الغناء خلال الفترة الماضية واتجهت إلى تقديم البرامج، فما الذى استفدته من هذه التجربة؟ - التعامل مع الكاميرا والناس بشكل مختلف، حتى إننى نسيت كونى مطربا، وكنت أرغب أن يكون لدىّ تجربة فى هذا المجال، وبالفعل تجربة البرنامجين اللذين قدمتهما مختلفتان، وأحببتهما جدا، «كوك ستوديو» كان تجربة سهلة، لأنها قريبة منى، خصوصا لأننى أتعامل مع مطربين وهو نفس مجالى على عكس برنامج الألعاب «ريفليكس»، الذى يقدم لأول مرة بالوطن العربى، ومن خلاله بعدت عن منطقتى، ومن هنا اكتشفت أننى أستطيع التأقلم بكونى مذيعا وليس بنوع واحد من البرامج، التجربتان تعلمت منهما أشياء كثيرة، أولهما أن أضع نفسى مكان الطرف الآخر «المذيع»، واكتشفت ما المشكلات التى يتعرض لها والمجهود الكبير الذى يبذله، الأمر الذى جعلنى أحترم المهنة بشكل أكبر، خصوصا أنه يعمل على الحلقة الواحدة فترة طويلة قبلها، وكل هذا لا نراه نحن الضيوف أو الجمهور، كذلك أفادتنى أنها زادت من شعبيتى وقربتنى من الجمهور، الذى فتح لى بابه مرة كل أسبوع، وليس لدىّ مانع أن أخوض تجربة التقديم مرة ثالثة. ■ هل من الممكن أن تكرر التجربة فى برنامج «حوارى»؟ - ممكن، لكن بشرط يركز بشكل أكبر عن الجزء الذى أفهم به وهو الفن، بالتأكيد لن أقدم برنامجا عن السياسة، فأنا لا أفهمها بشكل جيد، ولا الاقتصاد، رغم أننى درسته، لكننى أفضل أن يكون البرنامج متعلقا بالفن، ومن الوارد جدا أن أقدم برنامجا أستضيف فيه الفنانين، ونتحدث بشكل عام عن الفن والحياة. ■ هل أثر تقديمك للبرامج على الغناء؟ - إلى حد كبير نعم، لأن اهتمامى بتحضير البرنامج وتصويره يستغرق مدة طويلة، خصوصا لو يجرى تصويره فى دولة أخرى، الأمر الذى يأتى على حساب الألبوم، لكن كل عمل وله مميزاته وعيوبه. ■ وما سبب تأخير ألبومك الجديد حتى الآن؟ - بسبب الظروف الخاصة بالبلاد العربية من ثورات، تم تأجيل العمل لأكثر من مرة، وهذا للعلم أعطانى فترة للعمل على ألبومى بشكل هادئ ولا أستعجل الاختيارات، مما جعلنى أختار ألوانا وأشكالا مختلفة، لكننى استغللت تلك الفترة فى تقديم البرامج، وقريبا سيصدر الألبوم وإن شاء الله سيكون هذا التأخير بفائدة. ■ وما الذى تقدمه مختلفا فى ألبومك الجديد؟ - بالتأكيد الألوان التى يحبنى ويعرفنى بها جمهورى، وكذلك الإستايل المغربى موجود، وهو ما أحرص على وجوده دائما بكل ألبوماتى، حيث يكون للأغنية المغربية نصيب كبير، لكن فى الألبوم القادم سيكون بشكل وبذوق مختلفين، لأننى أريدها أن تصل إلى كل الدول العربية ليس فقط المغرب، وأحرص أن يعجب بالإستايل المصرى واللبنانى والخليجى ويستمعون إليها. ■ هل ترى أن 12 أغنية فى ألبوم واحد كثيرة على الجمهور الآن؟ - لو حسبناها بفترة الغياب وهى عامان ونصف، أعتقد ليس بكثير، ولن أقف على طرح الألبوم، وأنتظر فقط، بالعكس سأعمل على الألبوم الذى يليه، كما سيتم تصوير عدد كبير من أغانى الألبوم بطريقة الفيديو كليب، حتى لا أظلم أغنية على حساب الأخرى، خصوصا مع تغير الوضع الغنائى ودخول ال«سوشيال ميديا» إلى السوق. ■ من وجهة نظرك ما معيار النجاح لأى ألبوم غنائى فى هذه المرحلة مع اختلاف ثقافة الناس؟ - التكنولوجيا الآن أصبحت تأخذنا إلى أماكن بعيدة، وأصبح نجاح أى عمل مرتبطا بها مثل عدد التحميل من المواقع ونسبة مشاهدة الفيديو الخاص بأى عمل على ال«يوتيوب»، لذلك الآن يجب أن تطرح العمل بشكل دقيق وأنت تشرف عليه وتشاهد بنفسك نجاحه، وهذا أفضل بكثير، كما أن طرح الأغانى كفيديو على ال«يوتيوب» وسيلة جديدة للانتشار، لأنه فى بعض الأحيان لم يكن ال«CD» يصل إلى كل البلاد، أو أن الفيديو كليب الذى تصوره يطرح على كل القنوات ويشاهده الجميع، أما ال«يوتيوب» فوسيط موجود ويستطيع كل الناس أن يشاهدوا أعمالى من خلاله. ■ بعد أن خضت تجربة تقديم البرامج وحققت النجاح كمطرب، هل تفكر فى خوض تجربة التمثيل؟ - إن شاء الله، ما المانع، عندما أخوض تجربة أعمل عليها بشكل جاد، ولا أبخل عليها من وقتى، وأنا حابب فكرة التمثيل وأعلم أن المطرب الذى يخوض تجربة التمثيل تكثف عليه الأضواء بشكل كبير، لأنه معروف ولدى الجميع فكرة مسبقة عنه، فيكون النقد عليه أقوى لأنهم ينتظرون ما الذى سيقدمه، ولا أعلم هل سأكون الشخصية الناجحة بالتمثيل أم لا، هذا سيرجع إلى حكم الجمهور، لكننى على الأقل سأعمل عليها بشكل كبير وأطور من نفسى بدورات تدريبية والمتابعة، والأهم الاختيار الجيد، لأنه ركن أساسى فى خوض التجربة، سواء من جانب السيناريو وفكرته، أو فريق العمل الذى سأتعاون معه، وبالنهاية التوفيق من عند ربنا. ■ دائما لا تخرج أدوار نجوم الغناء فى التمثيل عن الإطار الرومانسى أو الكوميدى، فأى منهما تفضل تقديمه؟ - بالتأكيد الاثنان، لكننى أفضل أن أقدم أدوار الشر، فهى بها مساحة أكبر لإظهار القدرات التمثيلية، هذا بخلاف أن أهم الأدوار التى نجحت ورأيتها بحياتى هى أدوار الشر، فالشرير بالقصة دائما مرتبط بشكل كبير بالبطل، رغم كونه هو النجم الذى تكون عليه الأضواء، لكن هذا لا يمنع أن الشرير بالعمل يكرهه الجميع، ويخرج يتحدث عنه وعن كيفية أدائه لحركة غضب معينة، وهذا يؤكد أنه استطاع توصيل رسالته بالعمل وبشكل جيد، وهذا ما أريده، كما أن الجمهور يراك بحالة غير التى اعتادوا أن يروك بها، فهذا يلفت الانتباه، ويجعلهم فى صدمة وينجذبون إليك.