الأزمة المشتعلة بين الأوقاف ومشايخ الدعوة السلفية حول اعتلاء الأخير لمنابر المساجد بما يُخالف تطبيق قانون تنظيم الخطابة أمر لم يتوقف بعد حصول مفتشي الأوقاف على سلاح الضبطية القضائية، فالشيخ شريف الهواري رئيس المكتب التنفيذي للدعوة السلفية، يكشف فى حوار خاص ل«التحرير»عن كواليس تلك الأزمة، مؤكدًا أن الوزارة والدعوة متفقة فى تلك المسألة بالسماح لخطيب الوزارة فى حالة وجوده الأمر الذي يعني صعود مشايخ الدعوة فى حالة غياب أئمة الوزارة وأن الضبطية القضائية أمر لا يُزعج الدعوة وأنه ليس هناك دعوة قضائية ولا محضرًا ضد مشايخ الدعوة لاعتلائهم المنابر وأن الدعوة تسد فراغ الوزارة فى خطبة الجمعة . الدعوة السلفية وراء انتشار الفكر المتطرف فى المجتمع المصري، فما تعليقك؟ فى البداية مسالة اتهام الدعوة السلفية بأنها تعمل على نشر الفكر المنحرف والمتطرف أمر ليس بجديد على الدعوة ولكن فى حقيقة الأمر، إن هذه الاتهامات ليست من الواقع من شي فالدعوة وسطية وتعمل بكل طاقة على الحفاظ على وسطية واعتدال الدين الإسلامي الصحيح وتحاول جاهدة بأن ترد على جميع الشبهات التي يُثيرها البعض من جهلاء تعاليم الدين الإسلامي للنيل من سماحة الإسلام، خاصة بعد ثورة 30 يونيو فقد قامت ولا تزال تعقد الدعوة العديد من اللقاءات والندوات التثقفية بأمور الدين الصحيح وحقيقة مشروعية الجهاد التي لا تجوز ضد بناء مؤسسات الدولة، وهذا الأمر يعمم على جميع محافظات الجمهورية حيث دشنت الدعوة حملة «لا للتكفير والإلحاد والتفجير» والتي عملت على الرد على جميع التساؤلات فى هذا الصدد، فجهود الدعوة لمواجهة التكفير والإلحاد لا تخفى على أحد، وعملنا بالتنسيبق مع الأوقاف والأزهر على عمل ندوات لمواجهة الفكر بالفكر وهو السلاح الأقوى لحماية شباب المجتمع المصري من اعتناق الفكر المنحرف الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على استقرار المجتمع. 30 يونيو مرحلة فاصلة في انتشار وزيادة الفكر المتطرف، فما تعليقك؟ لاشك أن الساحة كانت مليئة بالأفكار المتشددة والمتطرفة والتي تقوم في الأساس على تكفير جميع مؤسسات الدولة غير أن نشوب ثورة 30 يونيو العظيمة والتي جاءت بتحرك شعبي واسع وخلقت بيئة حاضنة لتك الأفكار أن تظهر على سطح المجتمع لخدمة أهداف سياسة معادية للنظام المصري بمعرفة قوى داخلية وخارجية تريد أن تجعل من مصر مثل سوريا وليبيا مستغلة تدهور الأوضاع فى أغلب المؤسسات من ظهور لبعض صور القمع وغياب التثقيف العلمي والديني وانتشار واسع للبطالة كل تلك الجوانب وغيرها ساعدت هؤلاء فى أن يأخذوا شباب الوطن لمثل تلك الأفكار الهدامة، غير أن الإعلام المضاد لعب ولا يزال يقوم بدور كبير فى تأجيج العواطف عند الشباب لخدمة مصالح شخصية ضيقة، لذا ينبغى محاربة تلك الأفكار من جميع مؤسسات الدولة وأن نعمل على تضافر جميع الجهود للقضاء عليها بحيث تقتلع كل جذور التطرف من داخل المجتمع المصري كل في مجاله وليس فقط الاعتماد على القوة الأمنية فالإرهاب يحتاج النهوض بالدولة ككل فى جميع المنظومات التعليمية والصحية والخدمية والمجتمعية والدينية وغيرها لحماية وصيانة شبابنا من اعتناق ما يُخالف شرع الله تعالى مما يضر بمصلحة العباد والبلاد. هل رحيل الإخوان علاقة تسبب في انتشار الأفكار المنحرفة والخارجة عن تعاليم الإسلام؟ فى حقيقة الأمر المسار الذي سارت فيه جماعة الإخوان لإدارة المشهد السياسي وحدوث كثير من مواقف الصدام مع الدولة، بغض النظر عن من الفاعل والمتسبب خلق جو مؤهلًا لانتشار تلك الأفكار المتطرفة، والكل شاهد ذلك جيدًا، واندفاع الشباب من مختلف المحافظات لهذا الاتجاه وهو منهج العنف والدماء فالأحداث المتتابعة لها تأثير كبير في هذا الصدد كذلك الإعلام الحرفي من قبل جماعة الإخوان يلعب دورًا بارزًا في تأجيج مشاعر شباب المجتمع مغتنمًا الفرصة لخلق مزيد من مشاهد الدماء والعنف بدون ضوابط شرعية ومظاهرات الجامعات خير دليل على ذلك فلا يجوز بكل المقايس أن تتحول الجامعة ساحة العلم والتعلم إلى دعوات للاقتتال والعنف والتخريب، الأمر الذي يترتب عليه قيام الدولة من باب الحفاظ على سير العملية التعليمية أن تتصدى لتك الأعمال التخريبية ولكن علينا أن أن نعلم أن الجهود الأمنية فى تأمين الجامعات ليست بالكافية ولكن الأمر يتطلب عقد حلقات نقاشية وفقهية داخل الجامعات بين الطلاب لتوعية الشباب وحثهم على ترك العنف حتى يرد الشباب عن هذا الطريق. ما رأيك فى إدارة الإخوان للمشهد السياسي عقب 30 يونيو؟ جماعة الإخوان فشلت فى إدارة المرحلتين فبالنسبة لفترة حكمهم كانت سيئة للغاية لدرجة غير متوقعة، حيث ظهرت عليهم لغة الانفرادية والتمسك بقراراتهم دون النظر إلى النتيجة المترتبة على القرار، كما أن فكرة الإقصاء كانت الصفة الغالبة لحكم الإخوان غير أن عدم استماعهم للغير وللنصيحة وراء سقوطهم فى أقل من عام، حيث سبق لنا مرارًا وتكرارًا بنصيحة الجماعة ومرسي بإعادة تشكيل الحكومة على غرار جديد، كذلك طلبنا منه الإعلان عن انتخابات رئاسية جديدة غير أن لغة العند والاستخفاف برغبة المواطن كانت هي المسيطرة على المشهد، وفيما يخص بتحرك الإخوان بعد الثورة فهو بمثابة خراب ودمار ليس للإخوان فقط، وإنما بالنسبة لجميع أبناء المجتمع المصري، فلقد تبنت الجماعة المسار الدموي وأعطت غطاءًا وستارًا لجميع الجماعات التكفيرية والجهادية التي تكفر كل المجتمع ومؤسساته فرصة للظهور على سطح المجتمع والتي تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية مثل سوريا وليبيا واليمن، حيث عملت على تبني مزيد من الأعمال الإرهابية بدعوة الدفاع عن الشريعة وعودة المشروع الإسلامي وإنقاذ مصر من العلمانية واليبرالية المخالفة للإسلام فى حين أن المجتمع ككل يدفع ثمن تلك الأعمال الخسيسة والتي تعرقل بناء الدولة وتنال من حقوق المواطن المصري وتعمل على تشويه الإسلام وصورة المسلمين في جميع أنحاء العالم. هل الوصول للمشروع الإسلامي كان الهدف الأساسي للإخوان من حكم مصر؟ هذا باطل ووهم تحاول جماعة الإخوان بثه في نفوس الشباب المنتمين للجماعة والمتعاطفين معها فالمجتمع المصري إسلامي قبل وصول الجماعة للحكم فالدولة زاخرة بمؤسسات دينية عريقة مثل الأزهر، ومن الخطأ الكبير إفهام الناس بأن رحيل الإخوان يعني ضياع الإسلام، فالدين محفوظ من قبل الله تعالى كما أن الدعوة السلفية وحزب النور إلى جانب باقي المسلمين تبنوا خارطة الطريق، هل يعني هذا أن كل من شارك فى 30 يونيو لا يسعون للحكم بالشريعة الإسلامية غير أن كل الخطوات التى اتخذتها جماعة الإخوان خلال فترة العام في الحكم لا تُوضح سعي هذه الجماعة للمشروع الإسلامي، ففكرة الانفرادية والتعالي والضرب برغبة المواطن العادي عرض الحائط ليس من الإسلام في شيء، فعلى جماعة الإخوان أن تتراجع نفسها، فمصر أكبر من الكراسي والمناصب، كما أن المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد حرجة وصعبة وتتطلب الجلوس على مائدة التفاوض للخروج سويًا بمصر من عنق الزجاجة، غير أن تصرفات الجماعة غير المجدية ولا في وقتها لا تدفع النظام السياسى إلى طلب المصالحة ولكننا نأمل فى القيادات الجديدة للجماعة وغير القائمة على الانفرادية أن تُدير المرحلة القادمة بأكثر عقلانية وحكمة وأن تتفهم طبيعة الوقت التي نمر به فاستمرار إدارة الإخوان للوضع على ذات المنوال ينذر بكوارث تصيب استقرار وزعزعة الدولة المصرية وهو أمر ليس من الإسلام في شيء، فتعاليم الدين الصحيح بريئة من جراء تلك الممارسات الإرهابية وعلى جماعة الإخوان أن تتقي الله فى مصر. هل تحمّل الإسلام ضريبة وصول الإخوان لحكم البلاد؟ فى الواقع لا نريد أن نُحمل الإسلام أخطاء الآخرين، فنحن كبشر جميعًا قابلين للغلط ولكن الدين معصوم من الخطأ لأنه من السماء ولكن محاولات الزج بالدين الإسلامي فى مظاهرات العنف والقتل والتخريب بدعوة الحفاظ على الإسلام أمر مرفوض وغير مقبول شرعًا وله تأثير سيء على مستقبل الدعوة ليس فى مصر بحسب بل فى كل بقاع العالم، خاصة وأن حلقات الاتصال بين القوى والمجتمعات الدولية واسعة الانتشار، فعلينا أن نتحفظ حتى لا يُقال أن الدين الإسلامي يدعو للاقتتال والعنف فى حين أن الدين برئ من تلك الأفكار الخارجة عن تعاليم الدين الصحيح. ما رأيكم في الفتاوى التي تُبيح إراقة دماء رجال الجيش والشرطة؟ مسألة الجرأة على الفتوى مصيبة كبرى، فالإفتاء له أصوله وعلمه ويكون لأهل العلم والتخصص الذين نالوا من العلم ما يؤهلهم للإفتاء، ولذلك فالفتاوى التي تُبيح استهداف دماء أفراد الوطن من رجال الجيش والشرطة ليست من تعاليم الإسلام غير أن تلك الفتاوى تعمل على إثارة الفتنة والانقسام بين أبناء المجتمع المصري الواحد من خلال قوى داخلية وخارجية لاتُريد استقرار دولة 30 يونيو وآخرها العملية الخسيسة التي استهدفت رجال الجيش فى منطقة كرم القواديس، فالعملية لا تخلو من أيادى أجنبية تعبث بالأمن القومي المصري غير أن الإعلام المُضلل عمل على نشر تلك الفتاوى بقدر كبير بين أوساط الشباب بتمويلات عدة من الشيعة والإخوان وقوى دولية أخرى ترى فى إسقاط مصر وسيلة لإنهيار العالم العربي والإسلامي الوسطي، وهو أمر معلوم لأن مصر بمثابة قلب الوطن العربي ومنارة العالم الإسلامي بالأزهر ورجاله، فالإخوان جعلت من مصر مناخًا خصبا لدى الجماعات المتطرفة والقوى المعادية للإسلام ولمصر أن تنشط وتتغلغل داخل المجتمع فجميع الفتاوى وكذلك دعوات الخروج فى 28 نوفمبر فاسدة ولا تليق مع صحيح الإسلام ومسألة رفع المصاحف فعل خوارج ومع ذلك فهي زوبعة في فنجان. ما رأيك في قانون تنظيم الخطابة؟ لاشك أن القانون جاء فى الاساس للتتضيق على صعود الدعوة لمنابر الخطابة حيث أنه خصص لاحراج مشايخ الدعوة ولاحداث الخلل فى العلاقة بين الدعوة والاوقاف لكن الدعوة تعاملت بفقه المصالح والمفاسد وتجاوبت مع القانون لعدم أعطاء الفرصة للوقيعة بيننا فنقوم بتقنين أوضاعنا طبقا للقانون وأن الاتصالات مع الأوقاف مستمرة ولم تنقطع حيث التحق الكثير من شباب الدعوة الأزهريين بمعاهد الوزارة للحصول على تراخيص للخطابة، كما أن أغلب مشايخ الدعوة أزهريون وتقدموا بطلبات للحصول على تراخيص وخضعنا للاختبارات التي قررتها الأوقاف وليس هناك ما يمنع مشايخ الدعوة أمثال الدكتور ياسر برهامي والدكتور أحمد فريد ما يمنعهم من الحصول على تصاريح خطابة فهم أزهريون وأن ما تردد عن تحرير محضرًا للدكتور ياسر برهامي لا يمت للحقيقة بصلة.