كتب- يونس محمد ومحمد رشدى: الكوكايين.. يعتبر أحد أقوى المنشطات الطبيعية، ويستخلص من أوراق نبات الكوكا، الذى ينمو فى أمريكاالجنوبية حيث يمضغه الأهالى، وهو معروف لديهم منذ 5000 عام، خصوصا بوليفياوبيرو، أو يضعونه مع الشاى ويشربونه للانتعاش، قبل أن يتربع على عرش أخطر المواد المخدرة مع إضافات قليلة من المواد الأخرى، واللافت للنظر أن عصابات التهريب بأمريكاالجنوبية لم تكتفِ بالسوق القارية لديها ولهثت بقوة نحو غزو السوق المصرية، فى ظاهرة غريبة تؤكدها كمية المضبوطات التى تمكنت إدارة مكافحة المخدرات من إحباط دخولها إلى البلاد عبر المياه الإقليمية. بيرو عاصمة الكوكايين فى العالم تحاول العصابات الأجنبية ومافيا تجارة الكوكايين العالمية، وخصوصا دولة بيروبأمريكاالجنوبية، إغراق مصر بمخدر الكوكايين، وتبحث طوال الوقت عن فتح سوق لها فى مصر وطرق للهروب من رجال مكافحة المخدرات الذين يقفون لهم بالمرصاد ويتبعون خطواتهم داخل بلادهم. ورصد عيون ضباط مكافحة المخدرات المصرية الموجودين بدول جنوبأمريكا مخططات عديدة لإغراق مصر بهذا النوع من المخدرات، الكوكايين، وهو الأخطر على الإطلاق، حيث إنه يسبب الاكتئاب الشديد ويودى إلى الانتحار فى حالة عدم وجود الجرعة، بالإضافة إلى ارتفاع ثمنه، حيث يصل الجرام فيه إلى 1500 جنيه. نصف طن «كوكايين» أكبر شحنة لمكافحة المخدرات نجحت مكافحة المخدرات فى ضبط مركب فى عرض البحر المتوسط، فى شهر سبتمبر الماضى، مخبأ بداخلها نصف طن كوكايين. حيث أكدت المعلومات أن طاقم المركب تمكن من دخول المياه الإقليمية المغربية، وتسلم شحنة المخدرات من المهربين المغاربة، وعبر مضيق جبل طارق تجاه مياه البحر الأبيض المتوسط لإنزال شحنة المخدرات قبالة السواحل الليبية، خارج النطاق الأمنى والقانونى للسلطات المصرية، تمهيدا لتهريبها داخل الأراضى المصرية على دفعات. وبتفعيل أطر التعاون مع دول البحر المتوسط وأجهزة الأمن الأمريكية، تم ضبط المركب فى المياه الدولية بمعرفة السلطات الإسبانية، وأوضح ضابط بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، رفض ذكر اسمه، أن كمية الكوكايين التى ضبطت على المركب وصلت إلى نصف طن، وهى من أكبر الضبطيات خلال الأعوام الأخيرة. وتتوالى محاولات التهريب ضباط مكافحة المخدرات تمكنوا أيضا من ضبط تشكيل عصابى فى مافيا دولية يحمل جنسية دولة بيرو، تخصص فى الاتجار بمخدر الكوكايين وترويجه داخل البلاد وبحوزتهم 4 كيلو كوكايين، حيث وردت معلومات لضباط الإدارة باعتزام تشكيل عصابى دولى اتخاذ القاهرة سوقا جديدة للتجارة بالمواد المخدرة. وبعمل التحريات تم معرفة موعد وصولهم إلى القاهرة، وكان فى استقبالهم فريق من رجال المكافحة لتتبع خط سيرهم بمصر. وأكدت التحريات اعتزام ساندى بنتورا فيلنيفيا 26 سنة، وخوسيه توماس ريكوبا 26سنة، وأنجليو فيليب شافيز 28 سنة، جميعهم يحمل جنسية دولة بيرو ومقيمون بأحد الفنادق بمحافظة الجيزة، التوجه إلى أحد الفنادق بالقاهرة الجديدة للقاء إيزاك إيزاجدر فيدال 72 سنة، زعيم التشكيل والعقل المدبر بالقاهرة ويحمل جنسية دولة بيرو، للاتفاق فيما بينهم على ترويج كمية كبيرة من مخدر الكوكايين. وعقب استئذان النيابة العامة تم ضبط المتهمين فى أثناء وجودهم بالفندق، وبحوزتهم 37 وعاء مطاطيّا تحوى كمية من مخدر الكوكايين السائل وزنت كيلو ومئة جرام، ومبلغ مالى و4 هواتف محمولة، بعد أن داهم فريق من رجال الإدارة مسكنا خاصّا بالمتهمين بالعجوزة، والذين سبق أن أكدت المعلومات والتحريات حيازتهم لكمية كبيرة من ذات المخدر بالمكان لإخفاء المخدرات فى حال ضبطهم، وضبط 44 وعاء مطاطيّا لمخدر الكوكايين المخدر السائل وزنت 3 كيلوات، وكمية من مسحوق مخدر الكوكايين الذى تم تحويله إلى مادة جافة جاهزة للاستعمال كان تم إخفاؤها داخل مقابض الشنط. أساليب إخفاء العصابات الدولية ل«الكوكايين» تعددت أساليب عصابات «بيرو» فى تهريب مخدر الكوكايين، بعدما تم مداهمة فندق يقيمون فيه بالقاهرة، وعثر معهم على 37 واقيا ذكريا بداخلهم 100.1 كيلوجرام من الكوكايين السائل، وبتفتيش الغرف بالفندق عثر على 44 واقيا ذكريا بداخلهم 422.1 كيلوجرام من الكوكايين السائل و127.1 من مسحوق الكوكايين، كما ضبط معهم نحو 2000 دولار. كما وصلت معلومات إلى اللواء أحمد الخولى مدير الإدارة العامة باعتزام أمريكية تهريب كمية من مخدر الكوكايين، فكلف على الفور اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر وكيلى الإدارة بسرعة عمل التحريات التى دلت إلى الراكبة NANCY PEREZ BALCAZR من بوليفيا، 38 سنة، قامت بالسفر من بعض الدول الأوروبية ومعها المخدر ومنها إلى دولة البرازيل ترانزيت، وقامت بالاتفاق مع بعض تجار المخدرات بالقاهرة على موعد تسلم الشحنة، وبإصدار إذن النيابة العامة وبالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بميناء القاهرة الجوى تمكن ضباط المكافحة بالمطار من ضبط الراكبة، وبتفتيش حقائبها عثر بداخل إحداها على جيوب سرية بها عدد من اللفافات الورقية مستطيلة الشكل بأحجام مختلفة بداخلها مسحوق الكوكايين المخدر وزنت 2,180 كيلوجرام. بمواجهتها اعترفت بحيازتها للمضبوطات بقصد جلبها إلى داخل البلاد بغرض الاتجار فيها وتسليمها لأحد العملاء بالقاهرة. إكوادورى يهرب «الكوكا» فى أحشائه مطار القاهرة دخلت دولة الإكوادور المجاورة لبيرو على الخط فى محاولات إغراق البلاد بالكوكايين، وتمكنت الأجهزة الأمنية مؤخرا من ضبط أحد أخطر تجار المخدرات من الإكوادور، ويدعى «دييجو أندرس جارسيا» إكوادورى الجنسية، 24سنة، وذلك فور وصوله إلى ميناء القاهرة الجوى قادما من دولة الإكوادور مرورا بعدة دول. وبالتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة ميناء القاهرة الجوى والسلطات الجمركية بالميناء تم ضبطه فى أثناء إنهاء إجراءات وصوله بعد الاشتباه فيه عقب ظهور علامات الإعياء عليه، وبتفتيشه وتوقيع الكشف الطبى عليه تبين إخفاؤه 25 لفافة مطاطية تحوى كمية من مخدر الكوكايين السائل وزنت كيلو ونصف كيلوجرام داخل أحشائه، وتم عمل اللازم لاستخراج المواد المخدرة وتم القبض عليه. تهافت تجّار المخدرات بأمريكاالجنوبية على ترويج بضائعهم بالسوق المصرية أعاده المحللون الأمنيون إلى عدة أسباب، يأتى فى مقدمتها التراخى الأمنى الذى ضرب مصر بعد ثورة يناير، وقال اللواء حمدى سرحان مساعد الوزير السابق إن تجارة المخدرات على مستوى العالم تحتكرها عصابات دولية منظمة منتشرة، ولكن يكثر وجودها بصفة خاصة فى دول أمريكا اللاتينية نظرا للطبيعة المناخية لتلك البلاد والتى تسمح بزراعة «الكوك» المادة الأولية «للكوكايين» بأنواعه. وأضاف سرحان أن تدنى الأوضاع الأمنية فى مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير ساعدت تلك العصابات على اتخاذ مصر سوقا كبيرة لتوزيع سمومهم، ولم يستبعد مساعد الوزير السابق أن يكون دور تلك العصابات فى إغراق الأسواق بالسموم ضمن المخطط الدولى الذى يحاك لمصر لتدمير شبابها، وذلك عبر استنفاد تلك العصابات للقوى الأمنية فى البلاد وإلهائها عن الإرهاب الذى يعصف بالبلاد. اللواء فادى الحبشى مدير مباحث العاصمة الأسبق أضاف أن الاضطرابات السياسية والأمنية فى مصر منذ الثورة أسهمت فى زيادة جلب وتعاطى المخدرات، وأن تعاطى المخدرات زاد بصورة كبيرة منذ الثورة التى أطاحت بنظام الحكم السابق فى عام 2011.