أشعل ثورة مقاومتنا كشعب يحبك ويثق فيك، بقرارات تطهير ومحاسبة للمسؤولين الفاشلين والمقصرين ومحدودى الأفق، قرارات تجدد أملنا وتبدل حزننا إلى تحدٍّ.. وليس بالحشد الإعلامى الممجوج للشعارات والأغانى الوطنية وصور الشهداء. اغضب يا سيسى، لأن موجات القتل المتتالية لحراس الوطن، تقصم ظهورنا، لأن أغلبهم مجندون غلابة، وكفاءات لها من الخبرة ما يبشر بتأمين مستقبلنا ففقدناها.. استمرار الحال المايل أنهكنا يا ريس.. أطلق قرارات عاجلة فنعاهدك على المزيد من العطاء والصبر. اغضب يا سيسى على كل مسؤول، أطلَق تصريحات كاذبةً ووعودًا لم ينفذها. اغضب من وزير الداخلية، لأن الخلل الأمنى مستمر، عمليات التصعيد الإجرامى لم يقابلها حماية لرجال الشرطة، خصوصًا من شهود قضايا الإرهاب.. «الداخلية» لم تؤمِّن المواقع المستهدفة، بل يتكرر الهجوم عليها، وحوادث «الاتحادية» وجامعة القاهرة أوضح مثال.. نرفض التنصل بتبادل الاتهامات بين الأمن وجامعة القاهرة حول مسؤولية تكرار تفجيرات أبريل، الأسبوع الماضى فى نفس المكان! حاسب الطرفين على غياب وردية الأمن من السابعة إلى الثامنة كل مساء.. حاسبهم على وجود كاميرات بدون غرفة مراقبة تتابع ما تسجله الكاميرات لحظة بلحظة.. لا أصدق أن مهمة الكاميرات فى نظر المسؤوين هى تقديم الأفلام للنيابة بعد وقوع الجريمة!! الكاميرات مصنوعة ومزروعة لمنع الجريمة قبل وقوعها وليس لتسجيل أحداثها!! ولماذا كاميرات المواقع الحيوية المستهدفة دائمًا عطلانة أو بعيدة عن المواقع المستهدف؟! إننا فى حالة حرب مختلفة وشديدة الألم، لأن العدو يستخدم أولادنا وبناتنا لقتلنا.. العدو نجح بسهولة فى استقطاب الجاهل واليائس والمظلوم وما أكثرهم فى كل قرية ومدينة وعشة وقصر.. ولن نستعيد أولادنا بالخطب الدينية أو الأغانى، لكن ببداية تغيير الواقع. اغضب يا سيسى من وزير التربية والتعليم، لأنه صرح، بناءً على تقارير مزيفة، بأن كل المدارس تم تجديدها وإصلاحها بملايين يسرقها مقاولون تحت بير السلم سنويا، فضحتها حوادث أول شهر للدراسة من انهيار أسقف وأسوار، ونافذة فصلت رأس تلميذ فى فصله وسط زملائه فى واقعة تحتم علاجهم نفسيا من الفزع والخوف من مدرسة تستقبلهم بنداء أولادى! تعلمهم مبادئ الحياة الكريمة قبل القراءة والكتابة.. والحياة الكريمة التى نستحقها لأولادنا فى وطننا هى فصل نظيف، آمن، تم تجهيزه كنموذج لما يجب أن تكون عليه الحياة فى البيت والشارع والمجتمع.. المدرسة الحكومية ليست ملجأ يعتمد على تبرعات أهل الخير، إنما هى مؤسسة تحتضن أطفال مصر لتزرع فيهم الأخلاق ونظام الحياة قبل حقنهم بعلم لا يفهمونه، لأنه لا يشبه فى أى شىء الواقع الذى يعيشه الطفل خارج الكتاب. اغضب ياسيسى، لأن إقالة رئيس جامعة الإسكندرية لا يعادل جريمته فى مستشفى سموحة.. أن يفتتح رئيس الوزراء مستشفى لا يعمل بناءً على تقارير مزورة، يعنى أن هناك خللا فى مكتب رئيس الوزراء أولا، وعلاجه ليس إغلاق المستشفى، ولا لجنة تحقيق. اغضب يا سيسى، لأننا فى حالة حرب وجود كما قلت.. فإما أن نحيا كرامًا أو نتمزق وتعم الفوضى.. كل مسؤول ثبت عجزه وتعددت أخطاء إدارته فليحاسب، لأنه مشارك فى جريمة الإرهاب والقتل! اغضب يا سيسى من حال الأمن والتعليم والصحة، فنكون لك ولجيشنا الوطنى المخلص درعًا وسلاحًا، شعبًا يفرح بك وتفرح به، شعبًا لا يشكو ولا يتربص، ولا يداوى أحزانه بالناى ومواويل الصبر.. شعبًا يحارب الفتن وينتزع معك حقه فى حياة كريمة آمنة فى وطنه.. شعبًا يزرع ويبنى، لا يتسول جنسية أجنبية تطعمه وتعالجه وتؤمِّن له شيخوخته.. تحيا مصر للمصريين، بالعدل وقوة القانون والعمل واستعادة الأمل لشبابها.