كتب_ هيثم محمد إذا كانت كوكب الشرق أم كلثوم أضاءت سماء فنون العالم العربي بل والغربي أيضًا في بعض الأحيان، فالفرنسية الشهيرة "إديث بياف" ملأت أركان العالم روعة وجمالاً وحبًا بصوتها العذب، لتصبح الأيقونة الأشهر في عالم الغناء الفرنسي والعالمي في القرن العشرين. إديث بياف الملقبة ب"العصفور الصغير" أصبحت ملهمة فرنسا كلها في أثناء الحرب العالمية الثانية بصوتها، الذي ألهم وألهب القلوب والمشاعر والحواس الوطنية للجنود لمواجهة ألمانيا النازية. ولدت "بياف" في التاسع عشر من شهر ديسمبر عام 1915 وهي مثال للصبر والمثابرة لكثير من الفرنسيين، حيث أنها ولدت لأب يعمل كمؤد لألعاب الأكروبات في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، أما أمها فكانت كانت إيطالية تعمل مغنية في المقاهي الباريسية. ولكن الأبوين تخليا عنها لتنتقل للعيش مع جدتها لأمها، في العام 1929 وحين كانت بياف في سن ال14 عادت للعيش مع أبيها، وبدأت بالإشتراك معه في تقديم العروض في جميع أرجاء فرنسا. "بياف" اشتركت في الحرب العالمية الأولى كممرضة، كما ساعدت الجنود الفرنسيين من الهروب و الاختباء من الجنود الألمان. انفصلت عن أبيها وبدأت تقديم الغروض منفردة في شوارع فرنسا، وفي العام 1935 اكتشفها "لويس ليبيليه"، الذي كان يملك نادي "Le Gerny off the Champs-Elysées" الشهير في ذلك الوقت. بسبب طاقتها و عنفوانها الشديدين أطلق عليها "ليبيليه" اسم "العصفور الصغير"، وقام "ليبيليه" بعمل حملات على نظاق واسع أدت إلى اكتساب بياف شهرة كبيرة، الأمر الذى جعلها تسجل ألبومين في نفس السنة. من أشهر أغانيها المعروفة عالميًا: * الحياة الوردية 1946 «La vie en Rose» * لا لست نادمة على شيء 1960 «Non je ne regrette rien» * نشيد الحب 1949 * «Hymne lamour Tu Es Partout» والتي كانت عبارة عن تعزية لابنتها مارسيل * «la foule» تتحدث عن الزحمة التي رمتها صدفة بالحب. * في العام 1951 تعرضت لحادث سير خطير أدى إلى كسور في جسدها، بدد عافيتها وشلّ حركتها ونشاطها الإبداعي لفترة طويلة، كما جعل منها مدمنة على تعاطي «المورفين» الذي استخدمه أطباؤها في تسكين أوجاعها، وأيضاً على الكحول الذي شربته مع أصدقائها. توفيت "العصفور الصغير بياف" في مثل هذا اليوم الحادي عشر من شهر أكتوبر من العام 1963 بعد إصابتها بالسرطان، ليستدل الستار على حياة دراماتيكية مليئة بكثير من الإشاعات والصعوبات والنجاحات والأحزان، ولكن تظل هناك الكثير من الشائعات عن السبب الحقيقي لوفاتها إلى يومنا هذا بحسب ما ذكر موقع "ورلد ميوزيك".