في مثل هذا اليوم 26 أغسطس من العام 1936، شهدت مصر، توقيع المعاهدة البريطانية المصرية، والتي عُرفت بمعاهدة 36، والتي اعترفت بمصر دولة مستقلة، وذلك بعد الضغط الشعبي المصري للاستقلال، كرد فعل على قرار فبراير 1922 القاضي بإلغاء الحماية البريطانية عن مصر، في عهد الملك فؤاد وحكومة عبد الخالق ثروت. بدأت مفاوضات المعاهدة في 2 مارس بقصر الزعفرانة في القاهرة، وانتهت بوضع المعاهدة في 26 أغسطس 1936 في لندن بالمملكة المتحدة، وكان من بين نصوص المعاهدة انتقال القوات العسكرية من المدن المصرية إلى منطقة قناة السويس، وبقاء الجنود البريطانيين في السودان دون شروط ، وتحديد عدد القوات البريطانية في مصر بحيث لا يزيد عن 10 آلاف جندي و400 طيار مع الموظفين اللازمين لأعمالهم الإدارية والفنية. لكن تنفيذ بنود المعادة تأجل إلى أن انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945، وبدأت إنجلترا بالجلاء عن قلعة صلاح الدين الأيوبي في 5 مايو 1946، ثم الجلاء عن مطار حلوان في أكتوبر 1946، والجلاء عن وادي النطرون في ديسمبر 1946، ثم الجلاء عن المعسكرات الصحراوية التي كانت تستقبل القوات الهندية والسنغالية والتي استؤجرت أراضيها من الحكومة المصرية عام 1940 وتم الجلاء عنها فى فبراير 1947، ثم الجلاء عن محطة سراي مصطفى باشا في 8 فبراير 1947، والجلاء عن كوم الدكة في 15 فبراير 1947، والجلاء عن مطار هليوبوليس في 10 مارس 1947، وحصن باب الحديد في 17 مارس 1947، والجلاء عن الحلمية والعامرية والعباسية وقصر النيل مارس 1947. وانحصر تواجد القوات الإنجليزية في قناة السويس، كما نصت المعاهدة. المعاهدة، رغم أن الظاهر منها هو تحقيق الاستقلال الذي طالبه المصريون، لكنها كانت تحوي بنوداً تؤكد على السيادة البريطانية على مصر، حيث ألزمت المعاهدة مصر بتقديم المساعدات في حالة الحرب، وإنشاء الثكنات التي فرضت أعباء مالية جسيمة مما يؤخر الجيش المصري وإعداده ليكون أداة صالحة للدفاع عنها، كما أنة بموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون. مصطفى النحاس باشا، والذي كان يمثل الجانب المصري وقت توقيع المعاهدة، طالب عام 1950 بالدخول في مفاوضات جديدة مع الحكومة البريطانية، واستمرت هذه المفاوضات 9 شهور ظهر فيها تشدد الجانب البريطاني مما جعل النحاس باشا يقاطع المفاوضات ويُلغي المعاهدة في 8 أكتوبر 1951.