الصراع بين القيادات يتصاعد حول «التحالف مع الإخوان».. والجماعة تطالب كوادر الخارج بعدم التحدث باسمها للإعلام قد تكون الجماعة الإسلامية على موعد آخر لحالة من التصدع والجدل الفكرى بين قيادات الخارج والداخل، على غرار ما تم إبان طرح الجماعة مبادرتها الشهيرة لوقف العنف عام 97، بعدما شكل فريق «قيادات الخارج» جبهة المعارضة والرفض للمبادرة المقدمة من قيادات الداخل، متهمين إياهم بأنهم واقعون تحت ضغوط أمنية جعلتهم يصدرون هذه المبادرة. مصدر مطلع كشف ل«التحرير» أن قيادات الجماعة وقيادات الحزب فى اجتماعات متواصلة منذ فترة لإعادة تقييم الفترة الماضية، سواء موقفهم من التحالف الذى تم تدشينه عقب عزل مرسى، وكذلك المشاركة فى التظاهرات والموقف من الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكذلك قابليتهم لمناقشة طرح عبود الزمر ووضعه على طاولة النقاشات. المصدر أكد أن النقاشات تسير بشكل إيجابى متوقعًا حدوث انفراجة قريبا للأزمة، خصوصا فى ظل الجهود المكثفة التى يبذلها الفريق الذى يقود خط المصالحة، وعلى رأسه الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وعبود الزمر وابن عمه الدكتور طارق الزمر المقيم حاليا بقطر والدكتور أحمد عمران القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية. وكان مقال عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بمثابة الحجر الذى أُلقى فى الماء الراكد، حيث أثار المقال جدلا كبيرا فى أوساط الجماعة وحزب البناء والتنمية، بين مؤيد ومعارض للطرح الجديد، لكن لم يكن هناك بُدّ من أن تضع الجماعة وحزبها السياسى طرح الزمر نصب أعينها وتبدأ حوله دائرة من النقاشات مع تقييم للفترة الماضية بكل جوانبها، لا سيما بعدما رصدت انخفاض الشعبية لدى الشارع ومساعى كل فصيل للنجاة بنفسه، كون الفاعليات التى قاموا بها والكيانات التى تم تدشينها خلال الفترة الماضية لم تأت بأى نتيجة تذكر اللهم إلا وقوع عدد من القيادات والأفراد فى قبضة الأمن وفرار البعض الآخر، ومن بقى منهم يخشى الظهور. قيادات الخارج، خصوصًا المقيمة بتركيا، تمثل العقبة التى ربما لن يمكن تجاوزها بسهولة، أمام اختيار الجماعة «خيار المصالحة» والمشاركة فى العملية السياسية، حيث إنهم يمثلون الجناح المتشدد داخل الجماعة واشتركوا مؤخرًا فى تدشين كيان جديد تحت مسمى «التحالف الثورى المصرى»، مطالبين الجماعة بعدم المشاركة فى الانتخابات والاستمرار فى ما يسمونه «الحراك الثورى»، معتبرين أن المشاركة فى الانتخابات نوع من الاعتراف بالنظام الحاكم وخيانة لدماء من قتلوا فى رابعه والنهضة. الخلاف بين قيادات الداخل والخارج بالجماعة الإسلامية قد ينتقل إلى الأفراد والقواعد ويحدث هزة شديدة داخل كيان الجماعة الذى تأثر بالفعل عقب مبادرة وقف العنف، وفقد جزءًا كبيرًا من الثقة فى أشخاص القيادات الموجودة حاليا، وقد يؤدى ذلك إلى الانقلاب التام على الجماعة، ويزكى هذا الأمر محاولة الإخوان فى الخارج ولا سيما فى قطر، توريط أكبر عدد من قيادات الجماعة الإسلامية لمنعهم من الانسحاب وعدم التفكير فى العودة إلى مصر مرة أخرى، ومن ثم يظلون فى تحالفهم المؤيد للإخوان. الجماعة فى سبيل عدم تحميلها بموقف قيادات الخارج المتشددة، أصدرت قرارًا بمنع قيادات الخارج بعدم التحدث باسمها فى وسائل الإعلام المحلية والدولية والاكتفاء بكونهم أعضاء فى ما يسمى «التحالف الوطنى لدعم الشرعية» أو التحالف الثورى المصرى، وعدم الزج باسم الجماعة أو الحزب فى أى تصريحات من شأنها أن تحسب عليها.