انتهى شهر رمضان وكل عام وأنتم بخير.. وستختفى معه بعض إعلانات التبرع أو الشحاتة، كما يفضل أن يسميها البعض. .. وستظل هناك إعلانات أيضًا للتبرعات لمؤسسات أو صناديق.. وربما نجد حملة كبرى لصندوق «تحيا مصر». .. لقد استهجن كثيرون -وأنا منهم- حملة التبرعات التى كانت تطارد المصريين فى كل محطات التليفزيون الأرضى والفضائى.. بل والإذاعى أيضًا، والتى كانت تشمل كل المجالات. .. فلم تتوقف تلك الإعلانات على الأعمال الخيرية أو التبرع للمستشفيات.. وإنما تطرقت إلى أمور كثيرة كبناء جامعة أو مركز بحثى أو دعوة أحد الفنانين للمشاركة فى مشروعه الذى دوشنا به منذ سنوات طويلة عن العشوائيات. ولعل وقت الحساب قد جاء.. .. فهل تعلن كل هيئة أو مؤسسة عن حجم التبرعات الذى حصلت عليه على الأقل خلال شهر رمضان، كما تعلن عن الحملة الإعلانية وما دفعته فيها، خصوصًا أنها كانت تحصل على أوقات كثيرة وفى فترات مهمة رغم أى خصم تحصل عليه؟.. فقد كانت الإعلانات مكلفة. لقد أصبح الإعلان عن حجم التبرعات شيئًا مهمًّا، خصوصًا أن هناك مَن يتهم بأنه يمول أعمالًا غير مشروعة من بعض المؤسسات التى ربما حصلت على تبرعات كثيرة خلال شهر رمضان. .. ومن هنا كانت الشفافية مطلوبة. .. فالحديث كثير عن أموال التبرعات.. ويكثر الآن بعد أن أصبحت تلك التبرعات ظاهرة لدرجة أنها أصبحت سياسة معتمدة لدى النظام الجديد.. فيريد أن تقوم مشروعات رئيسية بالتبرعات.. ويبدو أن ذلك أصبح الحل السهل رغم أنه لا يفيد بتلك الطريقة. أى نعم هناك مشروعات كبرى قامت على التبرعات لكن فى غالبها كان عملًا خيريًّا أو مستشفيات كبرى خصص أصحابها وقفًا للصرف عليها.. وهى المشروعات التى ورثناها عن أثرياء ما قبل ثورة 1952 ولم يفعل أحد مثلهم بعد ذلك. .. فهناك كلام كثير يتداول عن صرف ملايين الجنيهات فى حملات إعلانية فضلًا عن مرتبات ومكافآت كبيرة جدًّا للقائمين على مشروع التبرعات لإحدى الهيئات وهى بالطبع من التبرعات.. فضلًا عما أُثير عن تلقّى إحدى المؤسسات فى المجال الطبى عن تبرع كبير لبناء صرح جديد من أحد الشخصيات العربية.. ومع هذا لم يتم بناء طوبة واحدة فى الصرح الجديد رغم أن التبرع وصل من 3 سنوات تقريبًا. .. فلا بد من إعلان تلك المؤسسات عن حجم التبرعات التى وصلت إليها. .. فهل يعلن الدكتور أحمد زويل عن حجم التبرعات التى وصلت إليه بعد حملته الإعلامية خلال شهر رمضان للتبرُّع لمؤسسته العلمية؟! .. وهل يعلن الدكتور مجدى يعقوب عن أموال التبرعات التى وصلت إلى مؤسسته العلاجية فى أسوان؟ .. وهل يعلن مستشفى السرطان عن حجم التبرعات وكذلك مستشفى «57357». وهل يعلن الفنان محمد صبحى عن التبرعات التى تلقاها لمؤسسته؟ .. أصبح مطلوبًا الآن الإعلان بشكل واضح وشفاف لكل مؤسسة عن حجم التبرعات التى وصلت إليها. ولعل ذلك يفيد المشروع الكبير للتبرعات «تحيا مصر» الذى لا يعرف أحد حتى الآن أيضًا حجم التبرعات التى وصلت إليه. .. لقد أصبح لصندوق «تحيا مصر» مجلس إدارة وإشراف.. ومن ثَمَّ يجب أن يعرف الناس وبشفافية التبرعات التى وصلت إليه، خصوصًا أن هناك مَن يدَّعى التبرُّع ويعلن عن ذلك من خلال تنفيذه مشروعات أو التنازل عن مديونية له لدى الحكومة، كما بشَّرنا مؤخرًا وزير التموين بتبرع رئيس شعبة مخابز القاهرة ب140 ألف جنيه لصالح الصندوق وهى جملة الأموال التى كانت له عند وزارة التموين!! لقد كان هناك وعد بأن يعلن حجم التبرعات عن طريق البنك المركزى شهرًا بشهر.. ولكن لم يحدث رغم مرور أكثر من شهر على الصندوق وبدء التبرعات. .. فلا يعرف أحد عن حجم الأموال حتى الآن سوى ما أعلن عن تبرعات رجال الأعمال، التى كان من بينها أسهم فى بعض الشركات.. ولا أحد يعرف هل وصلت تلك المبالغ إلى حسابات الصندوق فى البنوك. .. فهل نصبح زى خلق الله وبلاد العالم، ونعلن عن أموال التبرعات فى دولة التبرعات أم ستظل كل الأمور غامضة، ليعتريها الإهمال والفساد فى النهاية كما كان الأمر فى النظام السابق. شوية شفافية لله. .. وكل عام وأنتم بخير.