ويكون الفائز بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، جمال عبد الناصر حسين، يُقسِم القَسَم الجمهورى، ويبدأ فى مباشرة اختصاصاته من قصر الاتحادية، يجمع أوراقه ويبدأ التجهيز للخطاب الأول، يطلب الرئيس جمال عبد الناصر تجهيز ميدان المنشية بالإسكندرية، ليُلقى كلمة مباشرة إلى الشعب، لكن أجهزة الأمن تعترض خوفا على سلامته، خصوصا أنه سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1954 فى نفس المكان، وما زال مستهدفا حتى 2014، مستهدفا بالتشويه لقتل سيرته وذكراه، لكن الرئيس يُصرّ على توجيه الخطاب من ميدان المنشية فى ذكرى ثورة 23 يوليو ال62، يقف الرئيس جمال أمام ملايين المصريين الذين جاؤوا من كل فجّ عميق، ويبدأ خطابه: «أيها الإخوة المواطنون.. إننا نحتفل اليوم بالذكرى ال62 لعيد ثورة 23 يوليو التى لها ما لها وعليها ما عليها، لكننا اليوم فى 2014 نواجه نفس التحديات التى واجهت الضباط الأحرار منذ 62 عاما، أتذكَّر اليوم، إنه منذ 62 عاما كانت أغلبية الثروة القومية فى يد حفنة ضيقة من الإقطاعيين سيطروا عليها، بينما أغلب الشعب العامل من العمال والفلاحين تحت خط الفقر، واليوم أيها الإخوة، نعانى نفس المشكلة، سُرقت أغلب الثورة القومية، نُهب اقتصاد مصر، وجرى تدميره تدميرا بالغا فى ال40 سنة الأخيرة مع سياسات الانفتاح الاقتصادى، وزاد الفقراء فقرا والأغنياء غنى، أيها الإخوة لم تعتادوا منى على كلام مرسل، لكن قرارات حاسمة تعالج العجز الذى نعانى منه دون مساس الأغلبية من الفقراء من عمَّال مصر وفلاحيها، ولذلك فقد اتخذتُ القرارات الآتية: قرار رئيس الجمهورية بإلغاء الدعم المقدم إلى المصانع كثيفة الطاقة، مع وضع تسعيرة جبرية لمنتجاتها، قرار رئيس الجمهورية بضم الصناديق الخاصة بالكامل إلى الموازنة العامة لمنع الفساد الإدارى، وتوفير ما بها من أموال لصالح مشروعات التصنيع، قررنا إنشاء المفوضية العليا لمكافحة الفساد، للتنسيق بين الأجهزة الرقابية ومنع الفساد المستشرى منذ 40 عاما فى أجهزة الدولة التنفيذية، قرار رئيس الجمهورية بإعادة تشغيل مصانع القطاع العام المحكوم قضائيا بأحقية الدولة فيها، وبطلان إجراءات الخصخصة التى حدثت بها، مثل شركات غزل شبين وطنطا للكتان والمراجل البخارية، وإعادة مشروع الألف مصنع الذى كنا قد بدأناه فى الستينيات.. أيها الإخوة لن نمسّ دعم الفقراء، ولن يهان عامل أو فلاح أو أى مواطن إلا الفاسدون، ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعباد. أيها الإخوة المواطنون.. إن العدو الصهيونى يقتل أهلنا فى فلسطين، ويستمر فى عدوانه البغيض، دون رادع أو ضمير، ولذلك فقد قررت طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، وسحب السفير المصرى من تل أبيب، وفتح معبر رفع لإدخال السلع الضرورية، ومعالجة الحالات الإنسانية تحت إشراف الجيش المصرى والشرطة المصرية، حفاظا على الأمن القومى المصرى ونصرة لأهلنا فى فلسطين، وسنقف دائما كعرب يدا واحدة من أجل دولة فلسطينية عاصمتها القدس بكامل أراضيها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم انتبهت إلى الزحام حولى فى ضريح جمال عبد الناصر، فقد انتهيت من قراءة الفاتحة للزعيم الخالد، وأدركت أنه لم يأتِ ولن يأتى رجل يقترب من «ظل» عبد الناصر حتى، وكل مَن شبَّهناهم بعبد الناصر إنما ظلمناهم وظلمنا عبد الناصر وظلمنا أنفسنا، يعيش جمال حتى فى موته.