سيران كاجو: مكاسب الأكراد على الأرض تجعل الصراع مع الحكومة المركزية شبه منتهي فورين بوليسي: مكاسب الأكرد قد يكون ثمنها باهظا.. وحكومة المالكي لن تتمكن من استعادة كركوك فيما يشتد الصراع الأرض بالعراق بين السنة والشيعة، كان الأكراد حاضرين بقوة في المشهد ونجحوا في الإستيلاء على مزيد من الأراضي وبدأت في فرض سياسة الأمر الواقع على حكومة المالكي في بغداد من خلال إعلان قادتها عن أن أزمة كركوك قد انتهت بالفعل بعد سيطرة قوات البشمركة عليها. وبدا الأمر وكأنه انتصارا تحقق دون رصاصة واحدة بعد سنوات من النزاع والخلافات بشأن الأراضي المتنازع عليها ومطالبة الأكرد بحصص أكبرفي النفط. وقد تمكنت قوات أمن الإقليم الذي يمتلك تشريعاته الخاصة وبرلمانه وجيشه الخاص من الاستيلاء على أجزاء من العراق والتي تركها الجيش العراقي بعد فراره. فبعد طلب الحكومة المركزية دخول قوات البشمركة لمساندة الجيش والشرطة العراقية، واستطاعت وقتها بسط سيطرتها على قاعدة الكسك العسكرية التي تعد أكبر قاعدة للجيش العراقي في تلك المنطقة ومن ثم مدينة كركوك. ومدينة كركوك التي تمثل قلب نزاع كردي تاريخي مع العرب هي في قلب صناعة النفط في العراق، دأب مسؤولون أكراد على التأكيد أنهم لا يسعون للسيطرة على كركوك مدينة وأنهم فقط يريدون حفظ الأمن فيها بعد انسحاب قوات المالكي. جاءت تصريحات رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يوم الجمعة ان سيطرة الاكراد على كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها مع بغداد امر نهائي بعدما اعتبر ان المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق "لم يبق لها وجود"، لتؤكد على حسم الأمر مع حكومة المالكي التي باتت الحلقة الأضعف بعد انسحاب قوات يبلغ قوامها نحو 85 ألف جندي تابعة للمالكي في مواجهة بضعة آلاف من أنصار داعش. ويقول سيران كاجو، المحلل المستقل للشئون الكردية، للتحرير،"الأكردا الأن أقوى من أي وقت مضى بعد بسط سيطرتهم على كركوك، قد الطرق الأن تؤدي إلى بناء الدولة المستقلة التي لا طالما حلم بها الأكراد، إلا أن هناك مخاطر تتعلق بآليات التعامل مع الحكومة المركزية بعد انتهاء الصراع". أضاف كاجو،"توصل السنة المهمشين والشيعة إلى اتفاق، وهو أمر استبعده شخصيا، قد يضع الأكراد في مواجهة جديدة تتعلق بالقومية سيكون الصراع هنا بين العرب والأكراد وتبقى حينها كل الخيارات مفتوحة من الجانبين بما في ذلك الخيار العسكري". ويرى شادي حامد، المحلل السياسي بمعهد بروكنجز، إن ضعف الحكومة المركزية يعجل من تقسم العراق ويجعل الأكراد الطرف الأقوى بالمعادلة بعد انتهاء الصراعات المسلحة. ويقول حامد للتحرير،"حكومة المالكي المنشغلة بلملمة شمل ما تبقى من عراق مفتت ومواجهة السنة لن تسطيع حينها الوقوف في وجه الطموح الكردي". وفي نفس الاتجاه ذهب تقرير أعدته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بالتأكيد على المكاسب التي حققها الأكراد على الأرض، إلا أن التقرير أسهم في سرد المخاطر التي يواجهها الأكراد ومنها وجدهم بالخطوط الامامية لمواجهة "داعش" التي تتسلح بمعدات أمريكية حديثة حصلوا عليها بعد فرار الجيش العراقي. وتابع التقرير أن أي هزيمة محتملة للأكراد في مواجهة داعش قد يعني ضياع المكاسب التي تم تحقيقها بل انتهاء الحلم الكردي بالاستقلال إلى الأبد. ومن مصادر القلق الأخرى التي ذكرها التقرير ما إذا كان الأكراد سيتمكنون من الإبقاء على كركوك في حال تمكنت الحكومة العراقية من دفع قوات داعش والمطالبة بإعادة المدينة.