يسعى برنامج في اليمن إلى مساعدة النساء صغيرات السن في صقل مهاراتهن الخاصة بالتوظيف وتعليمهن كيف يتحدين الصور النمطية ذات الصلة بالنوع في الدولة العربية المحافظة. ويأمل البرنامج الذي يديره مشروع تمكين الشباب اقتصاديا الى تشجيع الشابات على تعلم مهارات جديدة تفتح أمامهن أبواب الالتحاق بوظائف كانت قاصرة تقليديا على الرجال في اليمن. وفي مدرسة 7 يوليو للبنات بالعاصمة اليمنية صنعاء تولت امرأتان من المشاركات في البرنامج عملية طلاء حوائط المدرسة. وتضع المرأتان سمر المطري ونجاح علي خوذات حماية للرأس وأقنعة على الوجه أثناء عملهن في طلاء حوائط ممرات المدرسة والتلميذات يذهبن ويجئن الى جوارهن. وبدأ المشروع في عام 2012 بدعم من برنامج الأممالمتحدة الانمائي وحكومتي اليابان وكوريا في مسعى لعلاج بطالة الشباب المتفشية في اليمن. وقالت سمر المطري انها وجدت ان البرنامج أقل صعوبة مما كانت تتصور. وأضافت لتلفزوين رويترز "احنا اشتركنا مع مؤسسة (مدنية) وبدأنا نرنج (ندهن) واشتغلنا هذا العمل وأعجبنا تمام. وحسيت انه كويس وتناغمنا معاه سهل مش صعب زيما كانوا يقولوا. طلع بسيط وانه ممتع حتى." ويقدم المشروع للمشاركات وظائف لفترة قصيرة وينصحهن بتوفير جزء من دخلهن لاستثماره في مشروع صغير دائم. ويمكن لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي ان يضاعف هذا المبلغ بنسبة تصل الى 300 في المئة. وتقول نجاح علي انها بدأت بالفعل مشروعها الصغير وتواصل جمع المال بالعمل في مجال مهنة طلاء. واضافت "الشغل الذي اشتغلته في الطلاء ساعدني (المال) على انني أقوم بعمل مشروعي الآن من أرباحه. هو انني الآن أشتغل في البقالة (محل تجاري صغير) وعندي مهرة (مهنة) الطلاء جارية ( مستمرة)." ويقول معلم طلاء يدعى الخضر سالم تتجاوز خبرته في مجال الطلاء 35 عاما ان عمل النساء كعاملات طلاء في اليمن سيفيد الرجال أيضا. وأضاف "اللي عنده أسر (عائلات نساء) بدل ما يسرحوا (يستخدموا) آدمي (رجل) ويخلوه بالبيت وعنده عمل (صاحب المنزل) يسرحوا الحُرمة (المرأة). بس يعني مش عملها زي عمل الأُسطى اللي هو ماهر في المهرة (المهنة)." وتشيد كوكب الذيباني المختصة بمشروع تمكين الشباب (برنامج الاممالمتحدة الانمائي) بأهداف البرنامج. وقالت "بعد 2011 كما تعرفوا ان أهم المطالب التي طالب بها الشباب اليمني هي توفير فرص عمل. المنهجية حاولت انها تقوم بالاستجابة لهذه المطالب واستهدفنا 520 شاب منهم 110 شابة بحيث ان احنا نجعلهم ينخرطوا في أعمال سريعة توفر لهم دخل وبحيث انهم يستطيعوا ان تنفيذ مشاريعهم المستدامة وهي مشاريع صغيرة." وتقول هند عطشان المدير التنفيذي بمؤسسة لأجل الجميع للتنمية وهي منظمة غير حكومية ان المشروع حقق نجاحا حتى الآن. واضافت "كمشروع تجريبي أنا أرى انه حقق نجاح على كل المستويات وان كان واجهنا تحدي في البداية انه مهنة طلاء. كيف ممكن إشراك الفتيات في هذا المجال؟. هل هناك قبول من المجتمع ان الفتاة تمارس مهنة طلاء أو انها تكون كفكرة مشروع بالنسبة لها كان تحدي." ويقول باولو ليمبو منسق الأممالمتحدة المقيم في اليمن ان المشروع يمثل تحديا لكنه سيسرع بالتعافي ويروج للمساواة. وأضاف "أهداف المشروع تحاول مساعدة النساء للتعبير عن مدى مشاركتهن في السلام وان يصبحن قائدات في التنمية الاقتصادية والمشاركة في بناء الدولة وادارة موارد اقتصادية وإظهار قدراتهن الاقتصادية." وأضاف "أسيكون تدريبا سهلا؟ لا. سيكون مرهقا. هناك خرافات ثقافية وقوى اجتماعية رجعية لا تقبل الدور الذي تستحقه النساء في إعادة بناء الدولة هنا. لكن أسيكون مستحيلا؟ أسيكون حلما؟ لا. ليس حلما. انه حقيقة وسيحدث." ويقول برنامج الأممالمتحدة الانمائي ان مشاركة النساء في سوق التوظيف في اليمن ساءت منذ انتفاضة عام 2011 حيث تقول أربع نساء من كل خمس أن أوضاعهن زادت سوءا.