كشف حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني السابق والذي أعلن استقالته من أمانة الحزب قبل تنحي الرئيس السابق مبارك عن منصبه بحوالي 4 ساعات عن اللحظات الأخيرة والفارقة التي مر بها النظام السابق قبل تنحيه وخلال حوار أجراه برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة" مع بدراوي أكد أنه كان مواطنا قبل توليه منصب الأمين العام للحزب الوطني وسيظل مواطنا عاديا. ونوه عن حالة القلق الشديد على مصر بسبب الظروف الحالية التي تمر بها في مرحلة صعبة تحتاج إلى الوصول لحالة من الاستقرار والأمان.
وأكد بدراوي مناشدته للقيادات داخل الحزب الوطني في الفترة من 2005 وحتى تنحي الرئيس من أجل وجود تداول للسلطة وإحداث تعديل للمادة 77 لتحديد فترة لرئيس الجمهورية، وأضاف أنه تحدث مرارا وتكرارا على مكافحة الفساد وحرية تداول المعلومات ورغبته في إلغاء قانون الطوارئ، وأشار إلى عدم توافق رؤيته مع جناح كبير داخل الحزب، وفي اللحظة التي تعرض لها الحزب للأزمة فكرت القيادات في توليه لأمانة الحزب بعد تهميش لجهوده ظل لسنوات كثيرة.
ورأى أن اختياره في منصب أمين الحزب ربما جاء استغلالا له ورغبة في تحسين صورة الحزب وربما رغبة في إصلاح حقيقي، وفيما يخص رسوبه في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 أكد حسام أن هذا الأمر كان إجراء متعمد لإبعاده وقال قيادات الحزب حينها"خلصنا من حسام بدراوي"، وشعر حسام في توقيتات عدة بالخوف وإمكانية تعرضه للأذى هو وأسرته، بعد أن تعرض لإغلاق المستشفى الخاصة به وساندته المعارضة حينها، وثبت فيما بعد خطأ الإجراء الذي أقر غلق المستشفى بعد أن بين الطب الشرعي ذلك.
وأكد حسام أنه لم يتقدم مطلقا للقيادات في الحزب والدولة من اجل تحقيق مصلحة شخصية له، ونفى أن يكون لديه علم بوجود مايسمى"بغرفة جنهم" داخل الحزب الوطني والتي أشارت إليها وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة بعد تعرض مقر الحزب الوطني للحرق في فترة ثورة 25 يناير وقيل أنها تحوي مستندات هامة تدين عدد من القيادات.
وحول حصول الحزب الوطني على الأغلبية المطلقة في الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب، أشار إلى قوله لقيادات الوطني بعد أن أكدت القيادات انتصارها الساحق في الانتخابات" لقد انهزمنا هزيمة ساحقة" وأضاف بدراوي أن برلمان بدون معارضة هو برلمان يؤدي إلى كارثة" بدون معارضة داخل المجلس، سوف تحدث ثورة خارجه"
وعن علاقته مع أحمد عز أمين التنظيم السابق في الحزب الوطني، أكد أن العلاقات بينهما شهدت توترا ملحوظا بعد أن استمر عز في تهميش دور بدراوي، بينما في الفترة الأخيرة أشار حسام إلى فرض نفسه على الحزب في توقيت الثورة رغم عدم دعوته من جانب الحزب، وأشار على هيئة مكتب الحزب بضرورة خروج الرئيس مبارك إلى الشعب وأن يقيل الحكومة، وفوجئ بدراوي بالاستعانة به لكي يحتل منصب أمانة الحزب وحينها وقام بطرح رأيه المباشر للرئيس مبارك وحينما لم يتم تنفيذه، قدم حسام استقالته مباشرة بعد أن طرح عدد آخر من القيادات حينها آراء مخالفة له وردود أفعال من جانبهم متأخرة وأقل مما يجب، ورأى البعض حينها أن بدراوي يبالغ في شعوره نحو بلده.
وأكد بدراوي أن صباح يوم الأربعاء الذي سبق خطاب الرئيس السابق مبارك في يوم الخميس شهد شبه اتفاق على قيام مبارك بالتحدث للأمة ونقل السلطة إلى نائبه ويتبقى له فقط طلب الاستفتاء على التعديلات الدستورية من أجل ويتم نقل السلطة في إطار دستوري، ورأى بدراوي أن عمر سليمان نائب الرئيس حينها كان يؤيد وجهة نظره، من أجل إنقاذ مصر،
وأشار بدراوي إلى يوم الأربعاء الأخير للرئيس مبارك حينما ذهب لطرح وجهة نظره على مبارك وفوجئ بعد ان طرح وجهة نظره بأحد المسئولين عن البروتوكولات يخبره" متشكرين جدا مهمتك خلصت واتفضل أمشي متقدرش تستمر في القصر الجمهوري تاني"، وحينها كتب بدراوي ورقة لنائب الرئيس يخبره بطرده من القصر الجمهوري، بعدها تم الاتصال به"بدراوي" وعاد فعليا إلى القصر بسبب إحساسه بالمسئولية تجاه بلده وقام بلقاء الرئيس السابق مبارك مرة أخرى وطرح رأيه أمام عدد من القيادات وفوجئ بعدم تحقيق رؤيته التي نادى فيها بضرورة حفظ الدستورية ومطالب الثورة.ِ