محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تقدير كبير ل«قائد المسيرة».. سياسيون يتحدثون عن مدينة السيسي بسيناء    مغربي يصل بني سويف في رحلته إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج    الإسكان تُعلن تفاصيل تنفيذ 3068 شقة في مشروع "صواري" في بالإسكندرية    برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الدمار في غزة هو الأسوأ منذ عام 1945    الاعتراف بفلسطين.. دعم عربي وفيتو أمريكي    «كيربي»: روسيا تخرق قرارات الأمم المتحدة بشحن النفط إلى كوريا الشمالية    بعد سقوط توتنهام.. ليفربول يعود إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل    صن داونز يهزم كايزر تشيفز بخماسية ويتوج بالدوري الجنوب إفريقي    القبض على نصاب بزعم التوظيف بمقابل مادي    «كان» يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية في افتتاح دورته ال77    الفنان أحمد السقا يكشف عن الشخصية التي يريد تقديمها قبل وفاته    نعيم صبري: نجيب محفوظ هو مؤسس الرواية العربية الحديثة    إجابة غير متوقعة.. زاهي حواس يكشف حقيقة تدمير الفراعنة لآثارهم    توقعات برج الأسد في مايو 2024: «تُفتح له الأبواب أمام مشاريع جديدة مُربحة»    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    «الصحة» تدعم مستشفيات الشرقية بأجهزة أشعة بتكلفة 12 مليون جنيه    في يومها العالمي.. سبب الاحتفال بسمك التونة وفوائد تناولها    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل سائقَين وإصابة 3 موظفين في السودان    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين    استعدادًا لموسم السيول.. الوحدة المحلية لمدينة طور سيناء تطلق حملة لتطهير مجرى السيول ورفع الأحجار من أمام السدود    مصطفى كامل يحتفل بعقد قران ابنته    بيان عاجل من الأهلي بشأن أزمة الشحات والشيبي.. «خطوة قبل التصعيد»    أسعار النفط تستقر وسط ارتفاع المخزونات وهدوء التوترات الجيوسياسية    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    جهود لضبط متهم بقتل زوجته في شبرا الخيمة    السجن 7 سنوات وغرامة مليون جنيه لشاب ينقب عن الآثار بأسيوط    "أسترازينيكا" تعترف بمشاكل لقاح كورونا وحكومة السيسي تدافع … ما السر؟    إصابة موظف بعد سقوطه من الطابق الرابع بمبنى الإذاعة والتلفزيون    نجوم الغناء والتمثيل في عقد قران ابنة مصطفى كامل.. فيديو وصور    لمدة أسبوع.. دولة عربية تتعرض لظواهر جوية قاسية    مصرع أربعيني ونجله دهسًا أسفل عجلات السكة الحديدية في المنيا    أخبار الأهلي: توقيع عقوبة كبيرة على لاعب الأهلي بفرمان من الخطيب    الأرصاد العمانية تحذر من أمطار الغد    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    رسالة ودعاية بملايين.. خالد أبو بكر يعلق على زيارة الرئيس لمصنع هاير    مدينة السيسي.. «لمسة وفاء» لقائد مسيرة التنمية في سيناء    «المهندسين» تنعى عبد الخالق عياد رئيس لجنة الطاقة والبيئة ب«الشيوخ»    120 مشاركًا بالبرنامج التوعوي حول «السكتة الدماغية» بطب قناة السويس    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    هجوم شرس من نجم ليفربول السابق على محمد صلاح    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    مستشار المفتي: تصدّينا لمحاولات هدم المرجعية واستعدنا ثقة المستفتين حول العالم (صور)    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولى العلمى الثانى للطب الطبيعى والتأهيلى وعلاج الروماتيزم    رانجنيك يرفض عرض تدريب بايرن ميونخ    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن نافعة لمصراوي: ''عز'' أكبر متحمس للتوريث..والبرادعي سياسي ثوري وموظف بيروقراطي

الدكتور حسن نافعة.. هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وأحد أهم المهتمين بالشأن العام
في مصر والقيادي بالجمعية المصرية للتغيير ..في حوار مطول مع "مصراوي" ، أكد انه من حق جمال مبارك أن يمارس حقوقه السياسية مثل أي مواطن آخر ولكن في ظل الوضع الراهن هو يصادر علي الحقوق السياسية للآخرين لأنه في واقع الأمر التعديلات الدستورية التي حدثت قد قلصت من حق الآخرين بل قضت عليها تماماً.
كما أكد على أن "المشروع التوريثي" هو نتاج رغبة أسرية من ناحية وحرص من جماعات من رجال أعمال ارتبطت مصالحها ارتباط مباشر بالنظام السياسي و حققت ثرواتها منه وهي في معظمها ثروات حرام.
في البداية و في نقاط محددة.. لماذا أصبح التغيير في مصر الآن واجب وضروري؟
لأن النظام الحاكم في هذه الفترة وصل إلى مرحلة كبيرة من التردي و الفساد و أصبح غير صالح بأي حال من الأحوال لحكم مصر، فالبلد الآن تعيش وضع مؤسف علي جميع المستويات بداية من المستوي الإقتصادي الهزيل حيث إرتفاع نسبة الفقر والعشوائيات ويكفي هذا العدد الهائل في مصر ممن يسكنون المقابر؛ فالشريحة الكبري من المواطنين المصريين تعيش حالة تردي إقتصادي و كذلك علي المستوي الإجتماعي و الثقافي.
وبعيداً عن كل هذا نأتي إلي الآفة الكبري لهذا النظام الحاكم و هي أجندته السياسية، فالنظام الحالي نظام عديم السياسة متخبط الرؤي علي الصعيد الداخلي والخارجي.
وزد فوق كل هذا أنه نظام بلا إيجابيات، فمثلاً نظام عبد الناصر يفاخر بالعديد من الإيجابيت و نظام أنو السادات له العديد من الإيجابيات التي كذلك يفاخر بها، أما هذا النظام الحالي فعلي مدار ثلاثين عاماً ليس له أية إيجابيات حقيقية تجعلنا نتعاطف معه.
مصراوي: ولكن أليست حالة الإستقرار الداخلي التي أتاحها نظام الرئيس مبارك على مدار فترة حكمه والغير موجودة في العديد من البلدان المجاورة هو شئ إيجابي يحسب له؟
نعم كلام صحيح.. ولكن هذا الإستقرار كان لابد من ترجمته إلى تنمية حقيقية شاملة إقتصادياً وسياسياً علي أرض الواقع، وهو الأمر الذي لم يحدث، فمصر لم تطلق رصاصة واحدة على مدار ثلاثين عاماً ومن ثم كان لابد أن يترجم هذا إلي إزدهار حقيقي، إلا أننا لم نري هذا الإزدهار.. وأصبح وضع البلاد ليس سيئا فحسب، وإنما يسوء كل يوم عن قبله و من ثم فلا يمكن أن نسمي هذا الوضع الذي خلقه النظام بالإستقرار و إنما يمكن أن نطلق عليه ركود داخلي سعي إليه النظام الحالي علي مدار كل هذه الأعوام .
البعض يرى أن هناك مساوئ وأمراض هنا وهناك .. ويتساوي عندهم كلاً من النظام و المعارضة .. فما رأيك ؟
بالفعل فأنا بحكم موقعي كرئيس للجمعية الوطنية للتغيير وبحكم عملي كأستاذ للعلوم السياسية باحثاً أكاديمياً أدرك أن النخبة مصابة بالعديد من الأمراض .
مصراوي: وياترى ما هي هذه الأمراض؟
على سبيل المثال الشخصنة، الصراعات الشخصية كلٌ يبحث عن دور و يحاول أن يصبح زعيماً الكثير من النخبة تستهويهم الأضواء أكثر مما يستهويهم العمل الحقيقي؛ ولكن في مقابل هذا هناك جماعات وطنية مخلصة بل شديدة الإخلاص.
والأهم من ذلك أن هناك قوي وطنية مستعدة لبذل كل شئ و لكنه في واقع الأمر لا تري أن الأرضية ممهدة و لا تري أن عملها سيؤدي إلي ثمرة و من ثم فهي لاتزال قابعة داخل ما يسمي بالأغلبية الصامتة و لم تنزل إلي الشارع بعد.
ولكن عندما تتاح الفرصة لتغيير حقيقي أظن أن هذه النخبة ستتحرك و أظن أن الوجوه التي نراها تسيطر علي المشهد السياسي الآن ستختفي في معظمها لتحل محلها وجوه أخري لم تتلوث بعد بالصراعات الموجودة بالحياه السياسية و الأحزاب الضيقة.
وصفت في مقال سابق لك بعض الأحزاب بأنها أصبحت أداة من أدوات التوريث في مصر خاصة أحزاب الوفد والتجمع والناصري.. فهلا وضحت لنا كيف ذلك؟
أنا لا أتهم الأحزاب و لكن هذه الأحزاب في واقع الأمر أرتضت لنفسها بدور محدود جداً كجزء من النظام السياسي و ليست قوة من قوي التغيير.
ربما الإستثناء الوحيد في هذا هو حزب الوفد و خاصة في الفترة الأخيرة بعد هذه التجربة الرائدة و الجديدة علي واقعنا السياسي التي قام بها الوفد في إنتخاباته الأخبرة، ومن ثم أعتبرت أن أمام حزب الوفد فرصة كبيرة جداً للتحول إلي حزب حقيقي قوي و أظن أنني كنت علي صواب لأننا بدأنا نري وجوه جديدة ترغب الإنضمام إلي الوفد . و لكني لست متأكداً من أن القيادة الجديدة قادرة علي إنتهاز الفرصة التي أتيحت لها.
ما رأيك في هذه القيادة الجديدة للوفد ؟
السيد البدوي شخصية أعرفها جيداً و أختبرتها عندما كنا نعمل معاً في الجبة التي شكلت في 2006 برئاسة عزيز صدقي و أري أنه شخص مستقيم . ولكن المشكلة الحالية هي معرفة ما إذا كان الدكتور السيد البدوي يدرك شكل الفرصة المتاحة وطبيعة النظام السياسي، كما أنه رجل أعمال و مصالحة قد تفرض عليه أن يتعامل مع النظام بحسم و بحساسية شديدة و هذا ليس عيباً و لكن هل سيجد الدكتور السيد البدوي الهامش الذي يستطيع أن يتحرك فيه ليثبت إستقلاليته عن النظام .
لذا علينا أن نختبر حزب الوفد من خلال بعض الأمور.. هل هو مستعد لممارسة ضغوط حقيقية علي النظام من أجل الإستجابة للمطالب الشعبية من أجل الإنتخابات ؟ هل مستعد للخروج إلي الشارع و تحريك جماهيره للمشاركة في مظاهرات للضغط علي النظام في الإستجابة للضمانات التي نطالب بها و الموافقة علي مشروع مباشرة الحقوق السياسية ؟ و هل إذا لم يستجب النظام لهذه المطالب و الضمانات فهل سيشارك الوفد في الإنتخابات و هو يعرف سلفاً أنها مزورة .
وإذا شارك الوفد في الإنتخابات للحصول علي ثلاثين أو حتي أربعين مقعد و ذلك علي حساب جماعة الإخوان.. فعند أذن سيكون ذلك دليلاً علي أن صفقة ما قد تمت بينه و بين النظام و في هذه الحالة لا أظن الوفد أنه سيصبح قد كسب شيئاً بل سيخسر الكثير من رصيده ليضيف به إلي رصيد الحزب الوطني .
هل صحيح ما ذكر أن السيد البدوي قد أخبرك أنه لولا وجود أيمن نور بالجمعية الوطنية للتغيير لأنضم هو وحزبه لها؟
لا علي الإطلاق، لم يقل الرجل لي هذا الكلام، ولكنه معروفاً أن هناك خلافاً بين جميع قيادات حزب الوفد و بين أيمن نور.
بصفتك رئيس الجمعية الوطنية للتغيير.. ما الإيجابيات التي أضافتها الجمعية إلى الحياه السياسية بمصر منذ إنشائها حتي الآن؟
أولاً الجمعية الوطنية للتغيير هي تطور طبيعي لما سُمي ب " الحملة المصرية ضد التوريث " و كنا نستهدف توعية بمشروع التوريث و محاولة التصدي لهذا المشروع . و كتبت أنا سلسلة مقالات في هذا الإطار و تصورت أنه ربما يكون من الممكن التنسيق بين القوي السياسية الرافضة لمشروع التوريث و المطالبة بالتغيير .
فنحن أنجزنا أشياء مهمة و أقمنا ندوات كبيرة و ضخمة و قررنا جمع توقيعات مباشرة من المواطنين وصلت إلي ميلون توقيع الآن و أظن أننا أحدثنا حراكاً كبيراً بالحياة السياسية المصرية، وكثير من المحللين تحدثوا عن الجمعية الوطنية للتغيير قائلين: أنها حجراً قد ألقي بالمياه الراكدة .
كما أننا نجحنا في تجميع القوي الوطنية المختلفة و رغم قيام النظام بالعديد من المحاولات لإحداث خلافات داخلية بالجمعية و لكننا نجحنا في الحفاظ علي وفاق القوي المختلفة داخل الجمعية.
ولكن البعض يشير إلي أن عُقد الجمعية الوطنية بات ينفرط لوجود خلافات عديدة بين التيارات المختلفة بها ؟
أنا لا أدعي أن الخلافات غير موجودة لأن القوي المشاركة في الجمعية عديدة جداً و لها أيديولوجيات و برامج سياسية مختلفة و لكن تحركنا في حدود الممكن و أنجزنا الكثير و حفظنا كما قلت علي الحد الأني من الوفاق بين القوي المختلفة.
وماذا عن قرارك بتقديم إستقالتك قبل فترة.. أليس هذا دليل علي وجود خلافات حادة ؟
عزمي على تقديم إستقالتي كان بسبب إختلاف في وجهات النظر.. فالعمل مع الدكتور البرادعي في ذلك الوقت كان صعب جداً بالصيغة التي كانت قائمة، فالدكتور البرادعي كان دائم الترحال وبقائه بمصر كان أقل من بقائه بالخارج و في ظل وجوده علي رأس الجمعية كان من الصعب التشاور معه في كافة التفاصيل .
البعض حاول إستغلال هذا الموقف لتوجيه ضربة قاسمة للجمعية الوطنية للتغيير، و لكننا أدرنا خلافتنا ببالغ الرقي و أستطعنا أن نصل إلي صيغة جديدة صحية هي أننا نعمل في الجمعية وفقاً لما نستطيع أن ننجزه دون الحاجة إلي الترتيب مع الدكتور البرادعي بشكل يومي و تفصيلي .
ومن ناحية أخري يقوم الدكتور البرادعي بالعمل و التحرك بالشكل الذي يريده علي أن نكون جاهزين دائماً إلي التنسيق مع الدكتور البرادعي في أي وقت.
نعود لشعار لا للتوريث.. البعض علي الجانب الآخر يقول أليس من حق جمال مبارك ممارسة حقوقه السياسية كأي مواطن آخر ؟
طبعاً من حق المواطن جمال مبارك أن يمارس حقوقه السياسية مثل أي مواطن آخر، ولكن في ظل الوضع الراهن هو يصادر علي الحقوق السياسية للآخرين لأنه في واقع الأمر التعديلات الدستورية التي حدثت قد قلصت من حق الآخرين بل قضت عليها تماماً.فمثلاً كيف لشخصية مثل الدكتور البرادعي لا يستطيع الترشح للرئاسة بينما جمال مبارك يمكنه ذلك بإعتباره نجل الرئيس و قد تم تصعيده بالحزب بهذه السرعة المفاجئة و تم تعديل الدستور من أجله.
الذي نطالبه ليس إنتقاص حقوق جمال و إنما أن يحصل الآخرون علي نفس الحقوق التي يحصل هو عليه, إن الطريقة التي يتعامل بها جمال داخل الحزب و في الحياه السياسية بشكل عام لا تأتي من كونه أمين لجنة السياسات و إنما لكونه أبن الرئيس مبارك.
ما تعقيبك علي مرافقته للرئيس مبارك في زيارته الأخيرة لواشنطن؟
تحدثت في هذا الأمر و قلت أنه لو حتي الرئيس أعتاد أن يأخذه معه في كل مرة فالقراءة السياسية و الواقع السياسية و بسبب الحساسية الشديدة بشأن فكرة التوريث و بسبب إحتمالية إلتقاء جمال مع نتينياهو و الرئيس أوباما و هو ما يفسر علي أنه محاولة للحصول علي تأييد دولي في عملية التوريث, فكان يجب علي الرئيس مبارك أن ينأي بنفسه عن ذلك.
وعن ما قيل أنه ذهب لأنه أبن بار بوالده, فلما لا يكون الأبن الآخر هو البار! لماذا لا تذهب السيدة سوزان بدلاً منه !, و لكن أن يصطحب الشخص الذي تتحدث عنه مصر كلها علي أنه الوريث و بدون أن يكون له أي صفة رسمية.. فبالتالي و إستنتاجاً و ليس معلومات أعتقد أن الأمر كان فيه ما فيه.
أيمن نور قال في حوار له مع مصراوي أن هناك خمسة أفراد أسماهم ب "الكتيبة السوداء" هم المسؤلون عن تمرير عملية التوريث في مصر.. فهل توافقه الرأي؟
لا ليس لدي أية معلومات مباشرة، ولكن الشئ المؤكد و أيضاً إستنتاجاً أن السيدة سوزان مباراك لديها طموح أن يصبح أبنها جمال رئيساً لمصر و هو طموح مشروع من باب حب أم لأبنها تكن له مشاعر خاصة و تري فيه فدرة و موهبة علي ذلك.
ولكن ما كان لهذا المشروع أن يتم لو لم تتحمس له مجموعة من رجال الأعمال و بالذات من الذين كانوا يعملون بالمجلس المصري الأمريكي، و عضوية جمال مبارك بهذا المجلس هي التي سهلت أمر إنتقال فكرة التوريث من حلم يداعب البعض إلي مشروع متكامل يُراد له أن يتحقق.
إذن هذا المشروع التوريثي هو نتاج رغبة أسرية من ناحية و حرص من جماعات من رجال أعمال أرتبطت مصالحها إرتباط مباشر بالنظام السياسي و حققت ثرواتها منه و هي في معظمها ثروات حرام لأنها تعكس عملية نهب منظمة و فساد و تواطؤ بين هذه المجموعة من رجال الأعمال و الدولة, هذه المجموعة هي التي تقف مباشرة وراء جمال مبارك.
هل تشير إلي أحمد عز بالتحديد؟
أحمد عز و معه إبراهيم كمال أيضا، فهم أكثر المتحمسين على مشروع التوريث بالإضافة إلى أسماء أخري.
إذا ما تعليقك على الحملة التي يرأسها مجدي الكردي لدعم جمال مبارك؟
أنا لا أعرف مجدي الكدري و لا أظن أنه شخصية سياسية لها وزن يؤهله لقيادة حملة لدعم جمال مباراك, ذُكر أن إبراهيم كامل قد دفع مليون جنيه دعم لهذه الحملة . فهم معهم أموال و معهم إمكانيات و نحن علي الوجه الآخر نجمع من مالنا الخاص لعمل موقع للجمعية و ليس معنا أي دعم ولا نقبل أي تبرعات إلا من أصدقاء داخل الجمعية و هي تبرعات محدودة جداً.
ولكن مجدي الكردي تفاخر من قبل بأنه قادر علي جمع أضعاف التوقيعات التي أجمعتموها أنتم في الجميعة الوطنية للتغيير ؟
بالطبع .. لأن معه إمكانيات مالية كبيرة و لأن الأمن لا يتعقبه كما يتعقبنا, فبعض أعضاء الجمعية مكثوا أياماً بأمن الدولة و هذا يبعث خوف للجميع من المواطنين.
هل قامت أجهزة الأمن بإزالة أي صورة لحملة دعم جمال كما فعلت مثلاُ مع الصور التي وضعت لترشيح عمر سليمان وزير المخابرات كرئيس لمصر ؟!
وفي هذه النقطة هناك مفارقة كبيرة.. هل جمال مبارك في حاجة إلي جمع توقيعات لترشيحه كرئيس لمصر, فبقرار من الحزب الوطني يصبح جمال مرشح و ليس ذلك قحسب بل يصبح رئيساً علي الفور، إذن ما المقصود من هذه الحملة؛ المقصود من هذه الحملة هو إثبات أن جمال مباراك له شعبية بين المواطنين.
بعيداً عن جمال مبارك إلي الدكتور البرادعي.. تقيمك لأداء البرادعي السياسي منذ وصوله إلي مصر ؟
أنا أدرك قيمة الدكتور البرادعي الشخص الحاصل علي دكتوراه في القانون من أرقي جامعات العالم, الشخص الذي أستطاع أن يدير وكالة دولية لثلاث دورات دون أن يكون مرشحاً من بلده.
لا أحد يختلف عن القيمة العلمية للدكتور البرادعي و لكني أتحدث عن أدائه السياسي؟
هذه ليست قيمة عليمة فحسب، عندما أتكلم عن أنه حاصل علي دكتوراه في القانون معناه أنه مؤهل علمياً أن تدير منظمة دولية هي سياسية في المقام الأول و في مجتمع دولي معقد وتنجح هذا يدل علي أن لديه قدرات و مهارات سياسية و ليست مهارات إدارية.
فالمنظمة التي كان يرئسها البرادعي ليست مجرد شركة بل كانت تضطره إلي الدخول في علاقات سياسية مع دول و مع رؤساء دول كان يمكن أن يفقد توازنه و يفشل ولا ينجز شئ, و لكن نجاحه يؤكد أنه ماهر سياسياً .
ولكن أنا أنتقضت الدكتور البرادعي في أنه لم يعطي فكرة التغيير الأولوية و الوقت الكافي و الإهتمام الذي كان يجب, أنا لا أفهم كيف يتغيب الدكتور البرادعي بالخارج علي مدار شهرين متواصلين، هو قال أنه يكتب مذكراته و لكنه لما لا يكتبها من مصر هنا.
ولكن الفرصة مازالت قائمة الدكتور البرادعي يستطيع أن يستقر بمصر و يتحرك أكثر و ينزل إلي الشارع و ينغمس بشكل أكبر, و إما فكما أقترحت عليه و قد أبدي إستيائه أن يعلن علي الشعب ما يستطيعه و ما لا يستطيع, حتي يستطيع الشعب أن يحدد موقفه, فالكثير ممن قد بث الدكتور البرادعي في نفوسهم الأمل كنت أخشي عليهم أن يصابوا بإحباط شديد.
إذا هل تتفق على أن الهالة المضيئة التي كانت تحيط بالدكتور البرادعي باتت تنطفأ ؟
إلي حد ما حول شخص الدكتور البرادعي و ليس حول فكرة التغيير, و أنا أتمني أن يؤمن الشعب المصري بفكرة التغيير بصرف النظر عن الأشخاص الذين يساهمون فيه.علي الشعب المصري أن يختار هو قياداته و أن يفرزها, لا أن يصاب بخيبة أمل أو ييأس من التغيير لأن هناك أشخاص وضع أمله فيهم و لم يقدموا ما هو مطلوب .
أنا كنت أتمني في موضوع جمع التوقيعات علي سبيل المثال أن يتحرك الشعب من نفسه لا أن ينتظر قرارات و توجيهات من القيادة.
كثيرا ما يصفون الشعب المصري بالسلبية .. لماذا ؟
لا .. المواطن المصري ترسخ بداخله الخوف بسبب المماراسات الإستبدادية التي طالت أكثر مما ينبغي و بسبب أجهزة القمع, و لكن أعطي لهذا الشعب أملاً ستجده يتجاوب بشكل كبير.
أنت أشدت بالدكتور البرادعي سياسياً.. فها تتفق مع وصف إحدي الصحف الأجنبية له بالسياسي الخجول ؟
هو كشخصية خجول بالفعل و هذه سمة شخصية, و لكن أريد أن أذهب لأبعد من ذلك فالتردد أو الخوف و عدم الإقدام و الجثارة هذه مسائل تتعلق بالحسابات السياسية .
فربما يكون هو حذر أكثر من اللازم, و أنا قد شبهته مرة في حديث من إذاعة البي بي سي أنه يجمع بين السياسي الثوري و بين الموظف البيروقراطي .
فالبيان الذي أصدره في بادئ الأمر عندما كان رئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية يقول فيه أن هذا النظام لابد من تغييره و أن النظام عقب في طريق التقدم المصري كان هذا بياناً شجاعاً جداً رأيت فيه ملمحاً للثوري الحالم .
ولكن أداؤه في قيادة الجمعية الوطنية لتغيير كان يشبه بالموظف البروقراطي و كان يتعامل مع أعضاء الجمعية و كأنهم موظفون بالوكالة الدولية التي كان يرئسها.
ما تعليقك على وصف عبدالله كمال رئيس تحرير روزاليوسف للبرادعي بأنه "السياسي السائح" الذي لا يعرف شئ عن مصر؟
هذا كلام فارغ لا يستحق الرد, فذهاب الدكتور البرادعي إلي زيارة جامع أو كنيسة كان هذا لهدف سياسي و ليس للسياحة و أعتقد أن البرادعي يعرف عن مصر ما لا يعرفه الكثير من رؤساء الصحف من خلال التقارير اليومية التي كانت تصل له و هو رئيس للوكالة.
نحن وجهنا له إنتقاد و لكن بشكل أكثر موضوعية, أن بقائه في البلد كان سيعطي له إمكانية الإحتكاك بالناس أكثر و أخذ قرارات تنظيمية بشكل أفضل و مباشرة و ليس عبر أجهزة الإعلام ، كما كان بإمكانه أن يحتفظ بالزخم الكبير الأوّلي الذي أحدثته الجمعية الوطنية للتغيير.
هل حقاً يفتقد الدكتور البرادعي الرؤية الواضحة ؟
بالطبع لا.. هو لديه رؤية واضحة و لكن ليس لديه تصور واضح كيف يضع هذه الرؤية موضع التطبيق . لديه شكوك في بعض الأحزاب و القوي السياسية و النخبة التي تحدثنا عن أمراضها، ولذلك هو طُلب منه أن يقوم بدور لم يكن مستعداً أو جاهزاً له، وأنا أعترف بأننا قد ضغطنا كثيراً عليه في أول إجتماع ليجلس في مقعد القيادة و لا أدعي أنه كان غير محبذاً للأمر .
ولكن إذا كان الدكتور البرادعي حقاً يريد التغيير, فلماذا لم ينضم لأي حزب سياسي يتمكن من خلاله الترشح للرئاسة في ظل رفض النظام لتعديل الدستور و هو شئ متوقع ؟
في هذه النقطة بالتحديد موقفه كان موقفاً صحيحاً تماماً و أنا أؤيد رفضه الإنضمام لأي حزب سياسي, فالنظام الحاكم هو الذي يسيطر علي هذه الأحزاب و يمكنه إحداث الخلافات بها ما لا أول لها ولا آخر و قد أوقف صحف و أحدث إنقسامات داخل الأحزاب، وبالتالي ما يطلبه البرادعي هو تغيير قواعد اللعبة السياسية و ليس الإنخراط في الوضع القائم .
كما أن دخوله لحزب بهدف الترشح للرئاسة أمر يسيئ للحزب و يسيئ للبرادعي شخصياً . يسيئ للحزب لأنه ليس واحد من كوادره و الذين قد ناضلوا فيه و مثم يعني هذا أن الحزب يفقتد إلي الكوادر التي يمكن أن يرشحها .و يسيئ إلي الدكتور البرادعي لأنه سيعطي للنظام في نهاية المطاف الختم الذي يريده . لأنه معروف أن النظام سيزور الإنتخابات و سوف يقول أن الدكتور البرادعي كان خصماً شريفاً و قوياً و سيعيطيه 20% أو 30 أو حتي 40% لو أن البرادعي أحدث زخماً غير معقول بالشارع و سيقول النظام أن هذه هي النتيجة و يكتسب الشرعية و يخسر الشعب فكرة التغيير.
بعد التحالف الأخير مع الإخوان .. ما تقيمك للأداء السياسي و البرلماني لهم ؟
من خلال تجربتي الشخصية فكل ما عرضوه الأخوان في الجمعية الوطنية نفذوه و قاموا به . و قام بأكثر من أطراف أخري, و لذلك أنا لا أوجه إنتقادي للأخوان و لكن أوجهه للأطراف الأخري التي تشكي أن الأخوان قد يسيطروا علي الجمعية.
فلو كل الأطراف الأخري نشطت كما نشطت الأخوان في الآونة الأخيرة لأصبح حال الجمعية أفضل بكثير من هذا.
ولكنك شككت في أنهم قد أجروا ربما صفقة صريحة أو ضمنية مع النظام ؟
ليس عندي أية معلومات و لكنه يقال هذا . أنا فقط شهدت الوقعة التي أنزعجنا منها جميعاً و هي رفضهم إخلاء دائرة الأستاذ خالد محيي الدين . و لكن هم قالوا أن الأستاذ خالد قد كبر في السن و بيمهدوا لما هو قادم و بالتالي المصلحة العامة كانت تقتضي في رأيهم إلي أن يتنحي الأستاذ خالد ولا يتنحوا هم .
انزعج حزب التجمع من هذا الأمر شديداً و قد أعترف واحد من صفوف الأخوان أنه قد أبرم صفقة مع النظام و هذا كلام يخصه.
ماذا لو لم يوافق النظام علي المطالب السبعة للجمعية و هو الأمر المؤكد حدوثه ؟
نحن قد أصدرنا بياناً نطالب فيه كل القوي السياسية بمقاطعة الإنتخابات إذا حدث هذا و لكننا نعلم أنه لكي تكون المقاطعة فعّالة لابد أن تكون جماعية, لذلك نطالب الآن حزب الوفد و حزب التجمع المشاركة في هذه المقاطعة و أنا علي يقين من أنه إذا قاطع الوفد و التجمع ستقاطع أيضاً الأخوان المسلمين .
ولكن في الوقت نفسه نحن نطالب بأن تخرج الناس و القوي السياسية في الشارع تتظاهر و تحتج و تضغط بكل الوسائل السلمية, و أؤكد علي ضرورة الضغط بأسلوب سلمي, فنحن ضد العنف.
ولكن في الوقت نفسه و بجانب هذا العصيان المدني أطالب بعمل لجنة علي أعلي مستوي تناقش إمكانية نزول الإنتخابات بقائمة موحدة تنافس قائمة النظام فيما لو أستحاب الحزب الوطني للمطالب السبعة. فإذا نجحت المعارضة في ذلك فسوف تحقق إتجازاً كبيراً و لكن إذا لم تنجح فليس عليها إلا أن تلوم نفسها.
مصراوى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.