لا أدري لماذا تذكرت أغنية "ولا أي اندهاش" للمطرب الشاب مصطفى محفوظ عندما علمت بقرار حسام البدري برحيله عن تدريب فريق الأهلي من أجل التعاقد مع أهلي طرابلس الليبي. ولمن لم يستمع إلى الأغنية فهي أغنية خفيفة للمطرب الذي يوجه حديثه إلى حبيبته التي تركته رغم أنه كان له فضل كبير عليها في تطوير شكلها ومستواها الاجتماعي وأنه جعلها فتاة مجتمع وأصبح لها مستوى جيد بعدما كانت "بيئة" ونكرة, ويوجه محفوظ حديثه إلى حبيبته قائلا " فرجتك باسم يوسف .. سمعتك عمرو دياب .. كان آخرك في المزيكا .. تسمعي أوكا واورتيجا ، خليتك ماشية في ايدك .. اي باد 16 جيجا". وما فعله محفوظ مع حبيبته "الندلة" هو نفس ما فعله النادي الأهلي مع حسام البدري ، ولم تحفظ الحبيبة الخائنة فضل حبيبها عليها وتركته بعدما كان هو السبب في "تلميعها" ، وهو نفس ما فعله البدري مع الأهلي وتركه في منتصف الموسم من أجل حفنة من الأموال بعدما كان الأهلي السبب الرئيسي في شهرته وتلميعه بعدما كان "نكره" وأصبح له اسما في عالم التدريب بفضل الأهلي. فالأهلي هو من وضع حسام البدري في منصب المدرب المساعد للبرتغالي مانويل جوزيه وهو الذي أكسبه خبرة كبيرة من المدرب الكفء ، كما وثق الأهلي في البدري وصعده لمنصب المدير الفني بعد رحيل جوزيه رغم أن خبرته كانت قليلة وصبر الأهلي على البدري كثيرا في فترة ولايته الأولى التي شهدت أداءا سيئا ونتائج غير جيدة حتى رحل البدري بسبب سوء النتائج وعقب هزيمة ثقيلة من الإسماعيلي. وتنقل البدري بين تدريب المريخ السوداني وتدريب انبي ولم يحقق نجاحا يذكر مع أي من الفريقين وخرج المريخ على يده من دور ال32 لدوري أبطال إفريقيا على يد انتر كلوب الانجولي المغمور ، كما خرج انبي على يده من دور ال16 لكأس الكونفيدرالية على يد فريق سيركل باماكو المالي المغمور بعد الهزيمة 0-3 أي أن البدري لم يحقق أي نجاحات تذكر بعيدا عن جدران الأهلي ، أو حتى في ولايته الأولى مع الأهلي التي شهدت فشلا ذريعا ورحل والفريق في أسوأ حالاته. ورغم كل ذلك جددت ادارة الأهلي الثقة في البدري مرة أخرى ومنحته شرف تدريب الفريق مجددا وبالطبع ترك البدري فريق انبي بلسلوب غير لائق لتدريب الأهلي وان كان يعتبر معذورا وقتها لأنه لبى نداء بيته وناديه الأصلي ، كما أنها خطوة أفضل له في مجال التدريب على المستوى الفني والتاريخي والجماهيري بصرف النظر عن المقابل المادي. ولا أنكر أن البدري حقق نجاحات في فترته الثانية وقاد الفريق للفوز بدوري أبطال إفريقيا بمؤازرة مجلس ادارة النادي وجماهيره ولاعبيه ، وبعد اكتسابه مزيدا من الخبرة, ولكن أن يرحل البدري بهذا الشكل المهين من أجل حفنة دولارات في تدريب أهلي طرابلس ويترك بيته الأصلي وناديه الذي تربى بين جدرانه وله فضل كبير عليه فهو أمر يعتبر خيانه كبرى أكبر مما فعله عصام الحضري من قبل مع الأهلي ، لأن الحضري مجرد لاعب في الفريق من بين 25 لاعبا أما البدري فهو مدرب الفريق وقائد السفينة. ولو كان البدري رحل لتدريب فريق قوي أو له اسم وجماهيريه كبير أو يلعب في دوري قوي ومميز مثل الدوري السعودي أو الإماراتي أو القطري ربما كنا سنلتمس له العُذر ، ولكن أن يرحل للتدريب في الدوري الليبي ومع فريق ليس له اسما على مستوى قارة أفريقيا ولا يصل لمراحل متقدمة في بطولات أفريقيا فهو أمر يدل على أن البدري رحل لسبب واحد فقط لا غير وهو الجانب المادي. واذا كان البدري قد ربط وجوده بتدعيم الفريق فكان عليه أن يصبر حتى نهاية الموسم ويرى ماذا سيحدث ثم يحدد قراراه ، فاحتمالات عودة الثلاثي محمد أبو تريكه وأحمد فتحي ومحمد ناجي جدو كبيرة ، كما أن الأهلي على وشك ضم أحمد خيري وصبري رحيل ومسعد عوض ، فماذا يريد البدري ؟؟ هل يريد ضم ميسي ورونالدو أيضا في الأهلي ليستمر مدربا للفريق ؟؟ كان على البدري على أقل تقدير أن ينتظر لنهاية الموسم ويرحل بطريقة أكثر شياكة مثلما فعل مانويل جوزيه "الأجنبي" من قبل ، وكان عليه أن يبرم اتفاقا مع مسئولي أهلي طرابلس بهذه الطريقة ولكن هروبه في منتصف الموسم ووضع الأهلي في موقف صعب فهو أمر لن تنساه له إدارة النادي الأهلي ولا جماهيره حتى لو وصل لتدريب ريال مدريد وقاده للفوز بدوري أبطال أوروبا. ملحوظة مهمة: ما أثار دهشتي أكثر من رحيل البدري وهو وقوف بعض الاعلاميين المنتمين للنادي الأهلي بجواره والدفاع عنه بشكل غريب وأبرزهم أحمد شوبير ومجدي عبد الغني ومصطفى يونس ، رغم أنهم هاجموا جوزيه عندما رحل من قبل في نهاية الموسم وليس منتصفه ، ويبدو أن صداقتهم بالبدري أو اهتمامهم باستضافته في برامجهم أهم لديهم من انتمائهم وحبهم للنادي الأهلي الذي له الفضل الأول عليهم جميعا نقطة أخيرة: مثلما بدأت المقالة بجزء من أغنية مصطفى محفوظ لحبيبته أنهي المقالة بجزء أخر من الأغنية يوجهه الكثير من جماهير النادي الأهلي لحسام البدري "فاكرني انا همسك فيك .. وهقولك لاءا بلاش .. علي جنب شويه يا بدري .. دا انا ولا أي اندهاش".